مع اقتراب موعد عرض أي عمل يتناول سيرة أحد المشاهير أو الفنانين, تثو ر عاصفة من الجدل لاتنتهي حول أحقية ورثة الفنان أو معارفه في الاطلاع علي العمل. أو مقاضاة صناعه أو وقف عرضه أو ما إلي ذلك, مما يجعل صناع هذه الأعمال يلجأون إلي حيل لتفادي هذه الأزمات. مسلسل الشحرورة الذي اقترب موعد عرضه لم يكن استثناء,فقد اضطر مؤلفه فداء الشندويلي ومخرجه أحمد شفيق, إزاء تهديدات ريما ابنة السيدة فيروز برفع دعوي قضائية إذا تناول المسلسل والدتها أو آل الرحباني, وكذلك تهديدات هويدا ابنة صباح نفسها برفع دعوي إذا لم تحذف شخصيتها من المسلسل, إلي الرضوخ لهذه التهديدات, فتم حذف دور هويدا, والتحايل علي الأدوار الأخري بتسمية السيدة فيروز ب روز وعاصي الرحباني عاصم. والنزاعات بين الورثة وصناع الأعمال الدرامية قديمة, بدأت مع عرض مسلسل أم كلثوم للكاتب محفوظ عبد الرحمن, وإخراج إنعام محمد علي وبطولة صابرين والذي تناول الحياة الفنية لكوكب الشرق أم كلثوم لقي المسلسل اعتراضا في البداية من أسرة أم كلثوم خاصة ابن شقيقها محمد دسوقي ولكن مع نجاح المسلسل تراجع عن هذا الهجوم, كذلك تدخلت أسرة المطربة أسمهان وبالفعل لم يشر المسلسل لشخصيتها. أما في فيلم عبد الناصر الذي جسده خالدالصاوي وأخرجه السوري أنور قوادري, والذي يروي حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر, واعترضت هدي ابنة الرئيس الراحل علي ظهور شخصية والدها بالبيجاما! وفي مسلسلالعندليب تأليف د. مدحت العدل, وإخراج جمال عبدالحميد, وبطولة شادي شامل الذي تم اختياره من خلال برنامج تليفزيوني لقربه في الشبه من العندليب اعترض محمد شبانه ابن شقيق عبد الحليم حافظ لأنه لم يقرأ النص, وصرح وقتها بأن هناك أحداثا كثيرة غير حقيقية. مسلسل السندريلا تأليف ممدوح الليثي وعاطف بشاي, واخراج سمير سيف,وبطولة مني زكي, وبغض النظر عن فشله جماهيريا, شهد العديد من الخلافات والدعوات القضائية, الأولي كانت من الفنانة نجاة التي ظهرت في المسلسل باسم نجوي بسبب إظهارها كشخصية تستغل الآخرين لمصلحتها الشخصية, كما اعترضت أسرة عبد الحليم علي التصريح بقصة حب وزواج العندليب من السندريلا وكذلك قام الملحن كمال لطويل برفع دعوي قضائية علي المسلسل اعتراضا علي استخدام أغنية ياواد ياتقيل في تتر المسلسل بدون الإشارة لاسم الشاعر والملحن لتتدارك أسرة العمل الخطأ ويضعوا الأسماء علي التترات. وأخيرا لقي فيلم الفاجومي تأليف وإخراج عصام الشماع, وبطولة خالد الصاوي ويروي السيرة الذاتية للشاعر أحمد فؤاد نجم مصير الأعمال السابقة عليه, ورغم موافقة نجم علي الفيلم إلا أنه تم تغيير اسمه وتغيير اسم جميع الشخصيات في العمل مثل الشيخ إمام الذي تحول إلي همام وذلك تهربا من أي دعوات قضائية, أو اعتراضات من الشخصيات التي ظهرت في الفيلم, واعترضت الكاتبة الصحفية والناقدة صافيناز كاظم الزوجة السابقة لنجم ووالدة ابنته نوارة نجم علي العمل ووصفته بالهزيل, وأنه لم يتناول أي شيء من حياة الشاعر أحمد فؤاد نجم. من الناحية القانونية يؤكد د. حسن الجميعي رئيس قسم القانون المدني, ورئيس مركز البحوث والاستشارات القانونية بجامعة القاهرة أن الشخصيات العامة ليست ملكا لورثتها فقط ويمكن تجسيدها علي الشاشة, وليس من حق أي شخصية عامة أن تعترض علي كتابة فيلم أو مسلسل عنه إلا إذا كان هذا العمل يسيء اليه, وكان فيه اعتداء علي كرامته, وشرفه, فإن من حقه في هذه الحالة أن يرفع دعوي قضائية يوقف بها العمل ويقاضي أصحابه. أما استخدام أسماء مستعارة أو بديلة لأسماء الشخصيات العامة والفنية, فإنها لاتنفي المسئولية عن صناع العمل إذا أمكن للشخص العادي أن يتعرف علي الشخصية,ويميزها, وهذه محاولة للتهرب, فإذا استطاع المخرج أو المؤلف إخفاء الشخصية بحيث لايمكن تمييزها فلا مسئولية عليه, أما أذا كان يمكن تمييزها فمن حق الشخصية العامة, أو الفنان رفع دعوي أذا كان العمل يسيء لكرامته وشرفه, أو فيه اعتداء علي الملكية الفكرية له.