ظل حلم السفر الي الدول العربية والأجنبية يراود عمران ومحمد واحمد الأصدقاء الثلاثة بقرية الرشادية بسوهاج بعد ان ضاقت بهم سبل الحياة الكريمة ورغبتهم في تحسين ظروفهم المادية والتي لن تتحقق حسب ظنهم إلا بالسفر الي الخارج باعتباره الحل الوحيد لكل المشكلات التي يمرون بها. كلهم كانوا متحمسين للفكرة بشدة خاصة انهم كانوا يكلفون ذويهم بالجلوس امام مواقع الانترنت التي تركزت اهتماماتهم في نطاق واحد وهو البحث عن المواقع الالكترونية التي تعلن عن فرص الهجرة الي الخارج التي يعلق عليها كل آمالهم وطموحاتهم في الحياة بعد فشل ذويهم في البحث عن فرصة عمل والهجرة إلي الخارج حتي ساقهم حظهم السيئ الي التعرف علي رأفت السائق وعلاء الحاصل علي الثانوية العامة اللذين أوهما الأصدقاء الثلاثة بمساعدتهم علي السفر الي ليبيا عن طريق السودان عبر الحدود عن طريق منفذ السلوم زاعمين أن الحدود خالية وسبق أن قاما بتسفير العشرات عبر الحدود. كان لكلام رأفت وعلاء وقع السحر في نفس الأصدقاء الثلاثة وأبدوا موافقتهم في اتخاذ الإجراءات وهما لا يدروا أنهم وقعوا ضحية وبالفعل قام الأصدقاء الثلاثة بدفع مبالغ مالية كبيرة من أجل السفر ظل الحلم يراودهم يوما بعد يوما ليكتشفوا بعد ذلك انهم وقعوا ضحية نصابين محترفين يستغلان حاجة الشباب للسفر للخارج ويقوما بالاستيلاء علي أموالهم والسفر بطريقة غير شرعية فما كان من الأصدقاء الثلاثة الا التوجه الي مديرية أمن سوهاج للإبلاغ عن الواقعة. وقد تمكن رجال مباحث مكافحة جرائم الاموال العامة من ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترفا بارتكاب الواقعة فتمت إحالتهما إلي النيابة لمباشرة التحقيق. كان اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي بلاغا من عمران50 سنة عامل واحمد28 سنة عامل ومحمد21 عامل حاصل علي دبلوم يفيد بقيام كل من رافت وعلاء بتسفير العمالة المصرية إلي ليبيا عن طريق السودان بطرق غير شرعية وتهريبهم عن طريق منفذ السلوم مقابل الحصول علي مبالغ ماليه كبيرة تم تشكيل فريق بحث ضم العميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية وضباط مباحث الأموال العامة بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير ادارة البحث لكشف ملابسات الواقعة وضبط المتهمين توصلت التحريات الي صحة المعلومات, تم تقنين الإجراءات ومراقبة تحركات المتهمين وفي أحداها تم القبض عليهما وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة, تم إخطار النيابة وباشرت التحقيق.