هدد بصفع موظفة أممية لأنها انتقدته لتنفيذ أحكام إعدام بلا محاكمة.. والرئيس الأمريكي أشاد بطريقته في مكافحة تجارة المخدرات لأن أغلب زعماء العالم من ملوك ورؤساء يحرصون علي انتقاء كلماتهم بعناية شديدة, تظهر الاستثناءات القليلة التي تقع من بعض الرؤساء واضحة وتحدث آثارا مدوية, يأتي في طليعة هذه الحالات النادرة الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي الذي اعتاد منذ تولي مهام منصبه أن يتفوه بكلمات خادشة للحياء, وأن يكيل السباب بأقذع الألفاظ في أحيان كثيرة, وأخيرا أدلي باعترافات تضعه تحت طائلة القانون لو قالها مجردا من حصانته كرئيس. وفي تصريحات أدلي بها أمام الجالية الفلبينية في مدينة دانانج الفيتنامية مساء الخميس الماضي, هدد دوتيرتي بصفع أنييس كالامار المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول عمليات الإعدام التعسفية من دون محاكمة, ووصف منتقدي حملته للقضاء علي تجارة المخدرات بأنهم أبناء عاهرة! ربما يكون دوتيرتي محقا في غضبته علي تجار المخدرات, لا أحد يخالفه الرأي في ذلك, وقد يلتمس له البعض العذر لاستخدام ألفاظ بذيئة, ولكن أن يتفوه بها علي الملأ من دون مراعاة للذوق العام, فهذا هو الجديد الذي لم يأت به رئيس قبله, ومع ذلك يحظي دوتيرتي بشعبية كبيرة بين أبناء الشعب الفلبيني الذين لمسوا نتائج إيجابية لحملته علي تجار المخدرات, رغم أن تصريحاته وشتائمه تتصدر عناوين الصحف الفلبينية! قال أيضا: عندما كنت مراهقا, كنت أدخل وأخرج من السجن, كنت أخوض شجارات هنا, وشجارات هناك.. تاريخ حافل بالشغب. وأضاف دوتيرتي في السادسة عشرة من عمري, كنت قد قتلت شخصا. شخصا حقيقيا, حصل شجار, وطعنات سكين. كنت في السادسة عشرة فقط. وحصل لمجرد نظرة. كم زاد العدد الآن وقد أصبحت رئيسا؟. وكان دوتيرتي72 عاما وعد ناخبيه خلال حملته الانتخابية في2016 باجتثاث تجارة المخدرات ولو أدي الأمر لقتل مائة ألف مهرب ومدمن علي المخدرات, ويبدو أن هذا الوعد هو الذي أوصله إلي سدة الحكم. ووفاء بالعهد الذي قطعه الرئيس علي نفسه أعلنت الشرطة الفلبينية أنها قتلت3967 شخصا, منذ تاريخ تسلمه مهام منصبه كرئيس قبل16 شهرا, كما قتل مجهولين2290 مشبوها في قضايا مخدرات, وقتل آلاف الأشخاص الآخرين في ظروف غامضة وفقا لتصريحات الشرطة. لكن معارضي دوتيرتي داخل الفلبين وخارجها, يتهمونه بترتيب عمليات قتل جماعية غير قانونية يرتكبها شرطيون فاسدون وميليشيات مسلحة. وينفي دوتيرتي أحيانا تحريض عناصر الشرطة علي القتل, لكن تصريحاته وخطبه العنيفة, تتصدر بصورة منتظمة العناوين الكبري للصحف. وفي2016, أعلن أنه سيكون سعيدا لقتل ثلاثة ملايين مدمن علي المخدرات. ووصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأنه ابن عاهرة لأنه انتقد عملية القضاء علي المخدرات. وفي ديسمبر الماضي, أكد أنه قتل شخصيا مشبوهين, ليعطي الشرطة المثال عندما كان عمدة مدينة دافاو الكبيرة في جنوبالفلبين, فيما حاول المتحدث باسمه وقتها تجميل الأمر ووصفه علي أنه عملية قانونية نفذتها الشرطة. تاريخ الرئيس الفلبيني الذي يرويه بنفسه حافل بالمخالفات والجرائم, فقد سبق له الاعتراف بأنه تعرض للطرد من الجامعة لأنه أطلق النار علي طالب كان يسبه, ولحسن الحظ نجا الطالب من الموت. مساعدو دوتيرتي اعتادوا علي حث الصحفيين ألا ينقلوا تصريحات الرئيس حرفيا وأن يأخذوها علي أنها نوع من المزاح, مشيرين إلي أن دوتيرتي يحب المبالغة. وفي ما يتعلق بكالامار التي غالبا ما انتقدت الحرب علي المخدرات, قال الرئيس الفلبيني: هذه المقررة, سأصفعها أمامكم. لماذا, لأنها تشتمني. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد بسياسة دوتيرتي التي يطبقها في مكافحة المخدرات.