مسرح

ليلة تجربة أولي علي أنغام موسيقي الروك

التمثيل والغناء والرقص أهم سمات المسرح الغنائي الذي يسمي ايضا بال'ميوزيكال' أو المسرحيات الموسيقية الغنائية والتي تشتهر بها مسارح برودواي في أمريكا وانتقلت العدوي منها لجميع انحاء العالم, وتركت مجموعة من عروضها بصمة في تاريخ الفن ويعاد تقديمها أكثر من مرة برؤي مختلفة ومنها' سيدتي الجميلة' و'صوت الموسيقي' و'البؤساء' وغيرها.
ويعد فنان الشعب سيد درويش أشهر من قدم المسرح الغنائي في مصر في صورة الأوبريت والذي كان الاهتمام فيه بالغناء أكثر من الرقص والاستعراضات التي تميز عروض برودواي, ولذلك رسخت الكثير من هذه الأغاني في الأذهان علي مر العقود مثل' علي قد الليل ما يطول' من أوبريت' العشرة الطيبة' تأليف محمد تيمور, و'أنا المصري كريم العنصرين' من أوبريت' شهرزاد' تأليف الراحل بيرم التونسي الذي ارتبط اسمه بالعديد من الاوبريتات الغنائية.
وساهم اشتياق الجمهور المصري المحب لهذه النوعية من الأعمال في النجاح الكبير الذي حققه الفنان يحيي الفخراني علي مدار العامين الماضيين بعرض' ليلة من ألف ليلة' الذي أعاد فيه تقديم مسرحية غنائية من تأليف بيرم التونسي وألحان أحمد صدقي علي خشبة المسرح القومي وحقق أعلي ايرادات في تاريخ المسرح رغم أنها المرة الخامسة التي يعاد فيها تقديم هذا العرض منذ أن قدم لأول مرة في عام.1931
وعلي الرغم من التكلفة العالية التي يتطلبها إنتاج عرض من نوعية المسرح الغنائي لتوفير التجهيزات اللازمة لذلك إلا أن الملحن إبراهيم موريس والمخرج هاني عفيفي قررا خوض هذه المغامرة بتأسيس' فرقة المسرح الغنائي' التي تهتم بتقديم هذا النوع من العروض وقدما عرض' ليلة' كتجربة أولي وبداية تعارف بين الفرقة والجمهور.
وقدمت الفرقة الموسم الأول من العرض علي مسرح لوماركيه في التجمع الخامس منذ عدة أشهر, بينما بدأ الموسم الثاني منذ أيام قليلة علي مسرح جامعة مصر في السادس من أكتوبر ويستمر لمدة ثلاثة أشهر, حيث يعرض لمدة ثلاثة أيام اسبوعيا من الخميس إلي السبت.
ويتناول العرض قصة بسيطة عن ليلة الفتاة الجميلة التي تعيش في شارع الخير ومع أهله الطيبين ويعرف الجميع قصة حبها لكريم الذي يستعد لطلب الزواج منها لكنهما يصطدمان بغيرة بعض الأصدقاء التي تدفعهم للجوء للسحر للنيل من ليلة وكريم وبينما أهل الشارع يستمتعون بمشاهدة عرض السيرك تتعرض ليلة لمطاردة من شابين سيئين من شارع المر ويعود الجميع من السيرك ليكتشفوا اختطاف ليلة علي يد ساحرة ويسعي الجميع بقيادة كريم لإنقاذها.
ويقول مخرج العرض هاني عفيفي أن ليلة مسرحية غنائية بموسيقي الروك مدتها ساعتين وتجمع بين فنون مختلفة وهي التمثيل والغناء والرقص وألعاب السيرك وتعتمد علي العزف الحي للموسيقي بمشاركة أكثر من25 عازف, والتأليف وألالحان لإبراهيم موريس وديكور وإضاءة حازم شبل وأزياء مني التونسي وكويروجراف داليا فريد فاضل, مشيرا إلي أن الموسم الثاني من العرض لم يشهد الكثير من التغييرات وتتبادل بطولته داليا فريد وسالي سامسون في دور ليلة وطارق ياسر وعمرو كمال في دور كريم ويشارك في البطولة شادي عبدالسلام وزهرة رامي وسالي سامبسون وهنا غنيم, وعادل بدوي وإيهاب شاوي وناتالي آلان وقيادة الاوركسترا للمايسترو محمد سعد باشا.
ويشير إلي أن الانتقال إلي مسرح جامعة مصر خدم العرض لأن التجهيزات فيه أفضل علي المستوي التقني, بينما اضطر لاجراء بعض التعديلات علي الديكور ليناسب خشبة المسرح لأنها أصغر من مسرح لوماركيه, مضيفا أن مؤسس الفرقة لديه ارادة قوية للاستمرار في تقديم مسرح غنائي مصري علي الرغم من صعوبة ذلك والتكاليف المرتفعة.
ويضيف أنه في سبيل ذلك قامت الفرقة باستئجار مسرح جامعة مصر لمدة6 أشهر, بحيث تعرض مسرحية ليلة خلال الشهور الثلاثة الأولي ثم تقدم الفرقة عرضا موسيقيا غنائيا جديدا في النصف الثاني من المدة, مشيرا إلي أن إنتاج هذه النوعية من العروض يواجه العديد من الصعوبات بداية من التكاليف الضخمة والتجهيزات التقنية للموسيقي الحية والصوت, ومشاركة ما يقرب من100 فنان بالتمثيل والغناء والرقص, بالإضافة لكونها مغامرة ولون فني غير مطروح علي الساحة والجمهور لم يعتد عليه بعد.
ويؤكد هاني أن العرض الجديد من المقرر ان تبدأ بروفاته قريبا وهو فكرة إبراهيم موريس ويكتب أغانيها كريم عرفة الذي تعاون معه من قبل في عرض عن العشاق, مشيرا إلي أن الفرقة تتطور وستستفيد في العرض الجديد من السلبيات التي ظهرت اثناء العمل علي عرض ليلة للتغلب عليها في بناء العرض الجديد, ورشح للبطولة الفنان محمد فهيم وجاري حاليا البحث عن شباب لديهم القدرة علي الغناء والرقص والتمثيل وعلي نفس مستوي موهبة وحرفية فهيم, إلي جانب الفريق الاساسي المشارك في عرض ليلة.