كمن في أحد الأركان بمنطقة قريبة من سكن فريسته قابضا علي مطواة قرن غزال بيده يتلفت يمينا ويسارا خشية أن يراه أحد من معارفه قبل تنفيذ مخططه الإجرامي وأن يشفي غليله ممن أذاقه المرار وقلب حياته رأسا علي عقب واسكن والده السجن. سيطرت تلك الهواجس علي عقل أحمد ابن الخمسة والعشرين سنة حيث أفقدته كل حواسه ولم يتبقي في عقله غير الانتقام عقب القبض علي والده الهارب من تنفيذ عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات والمودع حاليا بداخل حجز قسم أول بنها تمهيدا لتنفيذ العقوبة وتناثرت بعض المعلومات حول أحد الجيران يدعي عاطف عبد العاطي سباك بالإرشاد عن والده. أشعل الشاب آخر سيجارة في علبته ونفث دخانها دفعة واحدة تعبيرا عن شدة الغضب الذي بداخله بعد ليلة سوداء قضاها يعد ويخطط لتنفيذ جريمته وما أن شاهد فريسته تتحرك علي قدماها متجهة لأداء صلاة الجمعة لم يشعر بيده القابضة علي المطواة إلا وهي تعلو وتهبط علي صدر ضحيته. بدأت تفاصيل الواقعة تتكشف عقب تلقي اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية إخطارا بمقتل أحد الأشخاص أثناء ذهابه لأداء الصلاة بمنطقة منشية النور إثر هجوم أحد الأشخاص عليه بمطواة ولاذ المتهم بالفرار. وبالانتقال لمكان الواقعة لفحص الجثة تبين أنها لشخص يدعي عاطف عبد العاطي سليمان52 سنة سباك ومقيم منشية النور كما تبين إصابته بجرح نافذ بمنطقة الصدر وبإخطار اللواء محمد الحمزاوي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية أمر بسرعة القبض علي المتهم وكشف غموض الواقعة. تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي شارك فيها الرائد أحمد عبد المنعم رئيس مباحث قسم أول بنها فتبين من التحريات وسؤال ابن المجني عليه المدعو هاني26 سنة ميكانيكي اتهم أحمد محمد25 سنة بائع متجول بقتل والده. وبتكثيف التحريات حول المتهم تبين نشوب عدة خلافات بينه وبين المجني عليه عقب القبض علي والده الهارب من عقوبة بالسجن لمدة3 سنوات والمحبوس حاليا بقسم أول بنها تمهيدا لتنفيذ العقوبة حيث اعتقد المتهم أن المجني عليه أرشد عن والده وهو السبب في القبض عليه.. تم تحرير المحضر اللازم وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة للقبض علي المتهم كما أمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه وتحديد سبب الوفاة لاستخراج تصريح الدفن وتولت التحقيق.