الدحيح هو برنامج علمي لكن ليس بالشكل التقليدي حيث يظهر بشكل مختلف بعيدا عن ملل المصطلحات التي يصعب علي المشاهد العادي غير المتخصص استيعابها. ومن هنا قرر أحمد الغندور أو الدحيح, أن يكون برنامجه العلمي بسيطا ليس ذلك فقط ولكن يعطي له مسحة من الكوميديا التي تجذب المشاهد دون ابتذال, ولكن يهدف إلي تبسيط المعلومات العلمية التي تتنوع ما بين الفيزياء والفلسفة والرياضيات وباقي العلوم. كما بحث البرنامج لنفسه عن أفق جديدة يطل من خلالها, فخرج الغندور ببرنامجه أولا عبر اليوتيوب في أغسطس2014, وحقق نجاحا منذ حلقته الأولي بسبب الشكل المختلف الذي يقدم به البرنامج ثم بدأ عرضه في منتصف2016 علي قناة باليوتيوب فزاد عدد متابعيه, وتجاوز عدد مشاهداته11 مليون مشاهدة, ويتابع صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أكثر من700 ألف متابع. بدأت فكرة الحلقات مع الغندور الذي تخرج في كلية العلوم قسم الأحياء بالجامعة الأمريكية, عندما اشترك في مسابقة بالقنصلية البريطانية, وكانت المسابقة عبارة عن طرح فكرة علمية, وشرحها بطريقة مبسطة في3 دقائق, وقد فعل الغندور ذلك لينال إعجاب الحاضرين, ومن هنا جاءت الفكرة فطلب منه بعضهم تقديم فيديوهات مبسطة عن العلوم علي اليوتيوب. واستخدم في تقديمه حلقاته الأولي أدوات بسيطة عبارة عن كاميرا وعباءة سوداء كخلفية, وعندما بدأ عرض البرنامج علي القناة أصبح الديكور عبارة عن حجرة بسيطة جدا بها كتب وأوراق علي الحائط ومنضدة وكرسي لإعطاء إيحاء أنها حجرة دحيح بالمعني المتعارف عليه, ومنذ بداية البرنامج ويستخدم أحمد الغندور نفس الأسلوب المبسط في شرح النظريات العلمية مستخدما الكوميديا والسخرية فكتب في تعريف صفحته علي فيسبوك مندوب معرفة وسمسار أفكار. وأضاف الغندور جزءا تمثيليا في بداية الحلقة يقدمه منفردا لكي يمهد لموضوع الحلقة, ورغم تناوله لأمور صعبة إلا أنه نجح في تبسيطها ليستطيع المشاهد فهمها بشكل كوميدي, وفي كل حلقة يقدم فكرة أو نظرية جديدة فيوضح أن الفكرة هو من يعدها ويقدمها وتأتي له عن طريق بحث قرأه أو كتاب أو مقال أو سؤال. وساعده تخصصه العلمي في الأحياء, الاطلاع علي أوراق علمية كثيرة في كل العلوم مثل الفيزياء, الرياضيات, الاقتصاد, وعلم النفس من خلال مواقع غربية تسهل المفاهيم العلمية للشخص البسيط غير القادر علي فهمها, أو مقالات للعامة المهتمين بالعلوم ولكنهم غير متخصصين, أما المعادلات أو النسب والإحصائيات يطلع عليها من المصادر العربية. وبجانب الشرح والتبسيط الذي يقدمه ينوه أيضا عن المصادر من الكتب والنظريات التي لجأ إليها في إعداد حلقته حتي يستطيع أي شخص الرجوع إليها للاطلاع, كما يتواصل مع متابعو حلقاته للنقاش, خاصة أنه يري أن الهدف في النهاية المعرفة والحوار القائم عليها.