عبر عدد كبير من أهالي منطقة كوم أوشيم الصحراوية بمحافظة الفيوم عن استيائهم وغضبهم الشديد عن تعطل مستشفي كوم أوشيم القروي بالكامل منذ عدة سنوات. وتحول المستشفي إلي أطلال ومراع للأغنام علي حد تعبيرهم, وقد تم سحب جميع الأجهزة الطبية وتحويلها إلي مستشفيات أخري بالمحافظة , بالإضافة إلي أن المستشفي لايحضره الأطباء إلا مرة كل أسبوع وليس بصفة دورية, وترك المستشفي مجرد جدران البعض منها متصدع كل هذا جعل هناك حالة من الغضب والتذمر بسبب توقف المستشفي تماما عن العمل وخاصة وانها تخدم ما يقرب من مائة ألف مواطن بقري الجمهورية وناصر والعمال والعشش القبلية والبحرية وتوابعهم بمنطقة كوم أوشيم. ويتكون المستشفي من مبنيين كل منهم يتألف من طابقين, وكان المبني الأول يتم استخدامه كمستشفي وعيادات خارجية وغيرها أما المبني الثاني فكان مركزا للتحاليل والبلهارسيا والتطيعيمات والإدارة وهذا هو المبني الذي يعمل حاليا أما المبني الأول فهو متوقف تماما ويطالب الأهالي بضرورة تشغيل المستشفي. ويؤكد عبدالله محمد من أهالي قرية الجمهورية أن المستشفي أقيم عام1963 وكان يعمل بالديزل لتوصيل الكهرباء والإنارة, وكانت تخدم أبناء القرية واستمر هذا الوضع لسنوات حتي دخلت الكهرباء إلي المنطقة واستمرت في عملها ثم تم تحويلها إلي وحدة صحية وفي التسعينيات تم تحويلها مرة أخري, إلي مستشفي تكاملي ثم أخيرا مستشفي قروي وكانت الأجهزة الطبية بداخلها والمستشفي مغلقة ولايعمل, حيث ان ذلك المستشفي لايعمل منذ منتصف التسعينيات تقريبا, ولانجد حلا حتي الآن عند المسئولين لإعادة فتح وتجهيز المستشفي مرة أخري لتستقبل المرضي بمنطقة كوم أوشيم وقراها. ويضيف محمود مصطفي انه تم نقل جميع الأجهزة الطبية بالمستشفي إلي بعض المستشفيات الأخري بالمحافظة وتم سحب التجهيزات الخاصة بالعمليات وتحول مستشفي كوم أوشيم إلي أطلال ومرعي للأغنام ومقلب للقمامة ومصدر تلوث, كما أنه تم تحطيم وترميم بعض الاجزاء في مباني المستشفي أكثر من مرة بحجة أن مباني المستشفي متصدعة ومعرضة للهبوط وذلك منذ عدة سنوات ولا احد يعرف ما اذا كانت المستشفي بالفعل بها مشكلات هندسية أم لا, ويتساءل كيف تتحول مستشفي لعلاج المرضي إلي هذا الوضع المزري. ويقول إبراهيم دسوقي السيد أن المبني الثاني بالمستشفي هو الوحيد الذي يعمل, حيث يتم تقديم التطعيمات للأطفال فقط وهذه هي الخدمة التي تقدم أما المبني الأول والرئيسي بالمستشفي والذي كان يضم عيادات خارجية وغرف عمليات ووحدة استقبال طوارئ ولكن كل ذلك توقف تماما, كما لايوجد اطباء يحضرون إلي المستشفي بصورة منتظمة, حيث ان الطبيب يحضر مرة واحدة أسبوعياولكن بصورة غير منتظمة. ويشير محمد حسن الي انه تم سحب سيارة الاسعاف الموجودة بالمستشفي بمعرفة الإدارة الصحية رغم ان المنطقة في أشد الحاجة لخدمة اسعاف24 ساعة وخاصة ان المنطقة صحراوية وقد يتعرض الأهالي لخطر الإصابة بالعديد من الامراض ولدغات الثعابين وعقر الحيوانات المتوحشة والضالة ولذلك فإن وجود سيارة اسعاف بصورة مستقرة أمر ضروري وحتمي. وأكد سيد عبدالرازق ان أهالي منطقة كوم أوشيم يطالبون بإعادة تشغيل المستشفي المغلق منذ سنوات, وخاصة تشغيل القسم الداخلي وعودة سيارة الاسعاف والأجهزة والمهمات الطبية التي تم نقلها إلي مستشفيات أخري وتعزيز المستشفي باطباء في أهم التخصصات, بالإضافة إلي الممرضات والعمال وكذلك تشغيل قسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفي. ومن جانبه, أكد الدكتور إمام موسي وكيل وزارة الصحة بالفيوم ان قرار تحويل الوحدة الصحية بكوم أوشيم إلي مستشفي قروي منذ سنوات هو قرار عشوائي وغير مدروس لان مبني المستشفي وتصميمه الهندسي والمعماري لايتناسب مع طبيعة التصميم المعماري للمستشفيات وليس به التجهيزات اللازمة, ويعد مستشفي كوم أوشيم مثالا صارخا لتلك القرارات العشوائية, حيث لم يتم دراسة الامكانات البشرية من أطباء وممرضات للعمل بالمستشفي, حيث تعاني محافظة الفيوم من نقص في الامكانيات البشرية مقارنة باعداد المستشفيات والوحدات الصحية الموجودة حاليا, هذا بالإضافة إلي أن مباني المستشفي تعاني من مشكلات هندسية وتصدعات في اجزاء كبيرة من المبني, كل ذلك أدي إلي الوضع السيئ الذي عليه مستشفي كوم أوشيم القروي. وصرح وكيل الوزارة بأنه تم الاتفاق مع احدي شركات المقاولات علي البدء في ترميم وعلاج العيوب والمشكلات الموجودة في مبني المستشفي وذلك ابتداء من أول يوليو المقبل بداية السنة المالية, مشيرا إلي انه سيتم تحويل المستشفي إلي وحدة صحية بها عيادات خارجية ووحدة لطب الأسرة. وقال إن الأجهزة الطبية التي تم سحبها من مستشفي كوم أوشيم تم توزيعها علي عدد من المستشفيات ومنها مستشفي الفيوم العام, حيث كان مستشفي مغلقا وبه الأجهزة الطبية ولم يتم استعمالها ولذلك تم استغلال تلك الأجهزة في عدد اخر من المستشفيات التي تواجه كثافة عددية من المرضي أو نقصا في عدد من الأجهزة.