لم يكن حصول منتخبنا الوطني للشباب تحت23 سنة علي المركز الخامس ببطولة العالم التي استضافتها مصر في الفترة من18 إلي25 أغسطس الحالي بالإنجاز العادي أو الطبيعي الذي يمكن المرور عليه سريعا خاصة إذا ما كنت قريبا من لعبة الكرة الطائرة وعلي معرفة بتاريخ مصر عالميا فيها. فبداية لابد من التأكيد علي أن جميع إنجازات الكرة الطائرة المصرية علي مستوي قطاع الناشئين دائما ما كانت تتوقف عند حدود منتخبات الناشئين تحت17 سنة وكان أفضلها في بطولة العالم2001 بالقاهرة عندما حصل الفريق علي المركز الرابع بعد أكثر من8 معسكرات خارجية بدول أوروبا المختلفة وأداء ما يقرب من60 مباراة دولية مع منتخبات روسيا وفرنسا وبولندا والتشيك وصربيا وإيطاليا وبلغاريا وتونس واليابان وغيرها من المنتخبات التي شاركت مع هذا الجيل في معسكرات تدربية ودورات ودية, فكان نتاج هذا الإعداد جيل عبدالله عبد السلام وأحمد صلاح. ورغم التفاؤل والدعم لهذا الجيل إلا أنه في بطولة العالم للشباب بإيران لم يستطع تجاوز دور ال16 وحصل وقتها علي المركز العاشر بين منتخبات العالم وذلك لأن تطور الأداء يتضاعف بشكل كبير لدي المنتخبات العالمية خلال مرحلة الشباب بشكل أسرع مما يحدث عندنا لفارق أسلوب التدريب والإمكانيات البدنية والفنية والتدربية والاحتكاك. ومن هذا المنطلق كان حصول منتخب تحت23 سنة علي المركز الخامس ببطولة العالم أمر يجب التوقف عنده خاصة وأن الفريق تم إعداده محليا بعد رفض وزارة الشباب والرياضة لسفر الفريق لأي معسكر خارجي توفيرا للعملة الصعبة ليكتفي الفريق بأداء3 لقاءات ودية مع منتخبي تركيا والجزائر بالقاهرة قبل ثلاثة أيام من أنطلاق البطولة. الجيل الحالي من اللاعبين حقق المعادلة الصعبة في تاريخ الكرة الطائرة المصرية وهي معادلة الأداء المتكامل من حيث الهجوم القوي والمتنوع وحائط الصد القادر علي حصد النقاط والدفاع الجيد بالملعب, ولعل حائط الصد والدفاع هما حجر الزاوية لتاريخ الكرة الطائرة المصرية, وهو الأمر الذي نجح في تطويره وفي زمن قصير المدير الفني البرازيلي للفريق ميرندا والذي تولي مهمة الفريق قبل شهرين من البطولة من خلال منحة من الاتحاد الدولي بفضل جهود الدكتور عمرو علواني رئيس الاتحاد الإفريقي ونائب رئيس الاتحاد الدولي, حيث لم يتحمل الاتحاد المصري إلا تكاليف إقامته مع مصروف جيب شهري قدرة2000 دولار شهريا. المتابع للبطولة ولأداء المنتخب المصري خلال لقاءاته السبع التي خاضها بالبطولة والتي نجح في تحقيق الفوز علي5 مباريات منها والخسارة في مباراتين فقط أمام كوبا4/2 والبرازيل4/1 لمس نواحي الأداء الإيجابي التي ظهرت في أداء الفريق المصري من أسلوب الضرب السريع من مركز3 وكيفية تحرك اللاعبين مع صانع الألعاب وفتح الملعب للتحكم بسهولة في زاوية أتجاه الضرب بعيدا عن حائط الصد, ولعل هذا ما جعل الهجوم السريع حجر الزاوية في انتصارات منتخب مصر هذا لم يكن ليتحقق لولا تطور أداء مهارة الاستقبال والتي ظهرت بشكل رائع رغم اعتماد ميرندا علي لاعبين اثنين فقط كاستقبال أساسي. كما تميز منتخب مصر خلال منافسات بطولة العالم تحت23 سنة بسرعة التحرك في الضرب العالي من أطراف الملعب من مركزي(2) و(4) وكذا الضرب الخلفي من مركو(1) و(6) وهو الأمر الذي أربك تحركات المنافسين في حائط الصد وكذا في الدفاع. ولعل التفكير الصائب من مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة برئاسة الدكتور فؤاد عبد السلام في الدفع بخمسة لاعبين من هذا الجيل مع الجهاز الفني بقيادة البرازيلي ميرندا والمدرب الوطني المجتهد حسن الحصري للمنتخب الأول والذي سيبدأ معسكره غدا استعدادا لمنافسات بطولة كأس الامم الإفريقية التي تستضيفها مصر أكتوبر القادم ما يبرهن علي التفكير السليم لمستقبل أفضل للكرة الطائرة المصرية, خاصة بعد نجاح المجلس الحالي في توفير هذا الجيل ومن بعده جيل تحت19 سنة الذي يخوض حاليا منافسات بطولة العالم بالبحرين ويلعب فيها علي المراكز من ال5 وحتي ال8 وحقق فيها الفوز علي منتخبات كوبا وأمريكا وبورتريكو وتونس لتلحق عناصر خلال عام أو أقل بعناصر المنتخب الأول الذي تم تجديد دمائه منذا منافسات الدوري العالمي الأخيرة والتي كانت سببا في هجوم الكثيرين علي سياسة هذا المجلس.