أخيرا سيخرج مشروع الرمال السوداء الي النور وتقرر الدولة البدء في تنفيذ مشروع إنشاء اكبر مصنع لاستخلاص المعادن من الرمال السوداء علي أرض مركز بلطيم بكفرالشيخ ذلك المشروع الذي استمر الحديث عنه سنوات طويلة دون اتخاذ أي خطوة علي الأرض لتنفيذه بحجة خوف الأهالي من الأثر البيئي للمشروع والذي يمكن تجنبه بالأساليب العلمية الحديثة والاحتياطات المطلوبة, خاصة ان مشروع الرمال السوداء سيوفر الآلاف من فرص العمل للشباب وتحقيق عائد استثماري كبير يضخ مليارات الجنيهات سنويا في الخزينة العامة للدولة. ويشير رضا السعيد بكالوريوس تجارة, إلي أن البدء في إقامة مصنع الرمال السوداء الذي تأجل إنشاؤه سنوات طويلة أثلج صدورنا خاصة أنه سيوفر الآلاف من فرص العمل لابناء المحافظة والمحافظات المجاورة مطالبا المسئولين بمراعاة تشغيل أبناء المحافظة والمحافظات القريبة العاطلين بدلا من الاستعانة بعمال من محافظات بعيدة, لافتا الي ان ملتقي التوظيف الذي عقد منذ عدة اشهر بكفرالشيخ كشف عن حجم البطالة بعد حضور اكثر من80 الف شاب الي مكان الملتقي. ويؤكد وائل الششتاوي طبيب بشري أن انشاء مصنع الرمال السوداء وتحديد موعد الانتهاء منه خبر أسعد جميع ابناء المحافظة خاصة ان المشروع يمثل نقلة حضارية تضاف الي المشروعات القومية الضخمة التي تقام علي ارض المحافظة. ويري محمد سليمان, مدرس أن إنشاء مصنع الرمال السوداء من أهم المشروعات القومية علي مستوي الجمهورية كلها حيث يدعم للاقتصاد القومي بمليارات الجنيهات ويوفر آلاف فرص العمل, لافتا الي ان تحديد موعد للانتهاء من المشروع وإشراف القوات المسلحة علي تنفيذه يمنحنا الاطمئنان والسعادة بأنه سينفذ في الموعد المحدد. ويضيف الدكتور عبدالله علام عميد كلية الآداب بجامعة كفرالشيخ واستاذ الجيومورفولوجيا والخبير بهيئة التخطيط العمراني, أن الرمال السوداء تحتوي علي معادن ومواد مشعة منها علي سبيل المثال معدن المونازينت واليورانيوم المشع والزريكون ومعادن أخري كثيرة, لافتا الي أن المصدر الأصلي للرمال السوداء جاء مع نهر النيل من جبال البحر الأحمر في إثيوبيا ومصر وتنتمي الرمال السوداء للصخور النارية القديمة. وبالنسبة لموقعها في مصر, أوضح أنها تمتد من رشيد حتي بورسعيد مرورا بسواحل كفرالشيخ وتتوافر بكميات كبيرة في منطقة بلطيم وتمتد من سواحل بورسعيد الي رفح, مشيرا الي ان الرمال السوداء لها جوانب إيجابية كثيرة وفي الوقت نفسه لها أضرار خطيرة تكمن في تسببها في الإصابة بالأمراض السرطانية علي المدي الطويل حال التعرض لها أو استخدامها كمواد للبناء ويظهر ذلك بعد10 سنوات تقريبا. وأشار إلي أنه أجري دراسة علمية بحثية دقيقة منذ عدة سنوات بخصوص الرمال السوداء كشفت أن لدي محافظة كفرالشيخ ما يقرب من250 مليون طن من الرمال السوداء فضلا عن وجود احتياطي يعادل200 مليار متر مكعب, مؤكدا أن الرمال السوداء تدخل في أكثر من41 صناعة مهمة منها الصواريخ وقلب المفاعلات النووية وهياكل السيارات وصناعات السيراميك والبورسلين والبويات وصناعة أدوات التجميل. وكان اللواء السيد نصر محافظ كفرالشيخ, قد بحث أمس خلال اجتماعه مع اللواء د. اشرف سلطان رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية للرمال السوداء آليات انشاء مصنع الرمال السوداء بحضور المهندس راضي امين سكرتير عام المحافظة والعميد طارق راغب المدير الاداري للمشروع وعدد من القيادات التنفيذية. وأعلن أنه سيتم إنشاء السور الخارجي لمصنع فصل الرمال السوداء لمنطقة البرلس بشمال المحافظة علي مساحة80 فدانا والبدء في اعمال الرصف بعد عطلة عيد الاضحي المبارك مباشرة. وأكد أهمية وضع جدول زمني لتنفيذ الأعمال الهندسية واعمال المقاولات ليستغرق تنفيذ المشروع ثلاثون شهرا ليدخل الانتاج الفعلي قبل عام2020, لافتا الي المصنع هو الأكبر علي مستوي الشرق الاوسط ويستهدف من خلالة نقل الصناعات القائمة علي عناصر الرمال السوداء والخبرات في هذا المجال من الدول الاجنبية الي مصر, لافتا انه تم توقيع العقود التي تسهل انشاء مصنع الرمال السوداء وتبسط الاجراءات وتسرع وتيرة التنفيذ حتي يخرج هذا المشروع القومي الي النور ويحقق امال المصريين لاستغلال ثرواتهم في بناء الاقتصاد القومي وتحقيقا للتنمية المستدامة والشاملة. وأشار إلي أن إنشاء مصنع الرمال السوداء بالبرلس يأتي في إطار توجه الدولة نحو الاستثمار ودفع عجلة التنمية, بعد أن تم تأسيس الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية ومحافظة كفرالشيخ عضو مساهم بهذه الشركة مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية, وهيئة المواد النووية, وبنك الاستثمار القومي, والشركة المصرية للثروات التعدينية. يذكر أن مصنع الرمال السوداء بدأت أولي خطوات تنفيذه في شهر سبتمبر2016 حينما وقع محافظ كفر الشيخ ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء بديوان عام المحافظة عقد إنشاء المصنع لفصل الرمال السوداء بمنطقة البرلس بشمال المحافظة علي مساحة80 فدانا باستثمارات مشتركة بين محافظة كفرالشيخ, وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وهيئة المواد النووية.