حرص الأب علي أن يبدأ أبناؤه من حيث انتهي كصاحب ورشة سمكرة سيارات بالزاوية الحمراء حتي يتقنوا المهنة ويظلوا تحت أعينه..فعندما كان يكبر أحدهم كان يدفع به للورشة حتي أصبح كل أبنائه مهرة في هذه الحرفة المربحة. وما أن توفت زوجته حتي بدأ يفكر في الزواج من أخري كي تدير شئون البيت فوقع اختياره علي إحدي جاراته وأنجب منها البنين والبنات وحاول كثيرا أن يربيهم علي حب بعضهم البعض ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن. فما أن كبروا وبدأوا يدركون ما بحوزة أبيهم من أموال وممتلكات ترتقي إلي مستوي الثروة جمعها خلال عمله حتي دبت الشحناء بينهم وبدأ الأخوة من كل أم يتكاتفون للحصول علي أكبر جزء من الكعكة إن لم تكن كلها, واجتهد الأب في أن يهدأ من روعهم وأن يقربهم من بعضهم البعض إلا أن كل فريق كان حريص علي تنفيذ مأربه. ظلت العلاقة بين الأخوة من كل أم علي ما هي عليه حتي توفي أخوهم من الزوجة الأولي وكان أكثرهم ثراء فقرر محمود الشهير بروسيا الارتباط بزوجته وقرر أخيه من أبيه أيضا الأمر نفسه وخلال تلك الفترة آثر الأب أن يحافظ علي ما تبقي له من هيبة وجهد بعيدا عن هذه المشاحنات.. وما أن علم الابن الأكبر برغبة روسيا في الزواج من أرملة أخيه من أمهحتي تحدث جمعة مع أبيه عن ضرورة انفصاله عن زوجته الثانية وحرمان أبنائها من الميراث فقررالابن الأكبر من الزوجة الثانية روسيا أن ينتقم منه, حيث توجه إلي منزل الأول في منتصف الليل وأخذ يعاتبه علي قوله وهو عاقد العزم علي الفتك به, وما أن احتد عليه جمعة حتي توجه الآخر إلي المطبخ واستل سكينا وقام بذبحه وكتم أنفاسه حتي تأكد من احتضاره وانتظر حتي الفجر كي يخرج دون أن يره أحد. كانت البداية بورود بلاغ لقسم شرطة الزاوية الحمراء من شرطة النجدة بالعثور علي جثة لشخص داخل شقة بشارع سلامة عفيفي وبالانتقال والفحص عثر علي جثة المدعو جمعة عبد الفتاح محمد44 سنة سمكري سيارات مسجاة علي ظهرها بأرضية غرفة النوم يرتدي ملابسه الداخلية وبها إصابات عبارة عن جرح ذبحي بالرقبة وآخر طعني بالبطن. بإخطار اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء محمود أبو عمره نائب مدير مباحث العاصمة واللواء نبيل سليم مدير إدارة المباحث الجنائية والعميد أحمد خيري رئيس مباحث قطاع الشمال وضباط مباحث القسم لجمع التحريات وسرعة ضبط المتهم. بسؤال شاهدي الواقعة كل من هشام عبد الفتاح42 سنة سمكري سيارات ومقيم بذات العنوان شقيق المتوفي وعمرو أسعد33 سنة سائق نجل شقيق المتوفي والأول قرر الأول بأنه أثناء قيامه بالطرق علي باب شقة شقيقه المتوفي لم يتجاوب معه فقام بفتح الباب بمساعدة الثاني فاكتشف مقتله وأيد الثاني أقواله ولم يتهما أو يشتبها في أحد. بإجراء المعاينة علي الشقة محل البلاغ تبين سلامة جميع منافذها وتم وضع خطة بحث كان من أهم بنودها إعادة مناقشة شاهدي الرؤيا تفصيليا عن ظروف وملابسات اكتشافهما الواقعة وحصر وفحص خلافات وعلاقات المجني عليه لاستخلاص ما قد يرقي منها لأن يكون دافعا لارتكاب الواقعة وإجراء التحريات بمكان الواقعة وصولا لشهود رؤية وتجنيد المصادر السرية للمد بالمعلومات. وأثناء السير في تنفيذ بنود الخطة وردت معلومات للمقدم حسام نصر رئيس المباحث وفريق البحث مفادها أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو محمود عبد الفتاح وشهرته روسيا25 سنة سمكري سيارات شقيق المجني عليه من الأب. عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم أسفرت إحداها عن ضبطه وبمواجهته بما ورد من معلومات وما أسفرت عنه التحريات أيدها واعترف أمام العقيد محمد السيد مفتش المباحث بارتكاب الواقعة وأقر أنه نظرا لوجود خلافات سابقة بينه وبين المجني عليه علي أولوية الزواج من أرملة شقيقهما وقيام المجني عليه بتحريض والدهما علي الانفصال من والدته وحرمانه وأشقائه من المعاش والميراث خطط للانتقام منه وفي سبيل ذلك توجه يوم ارتكاب الجريمة إلي مسكنه لمعاتبته علي ما بدر منه واثناء تواجدهما بمحل الواقعة تحصل علي سلاح ابيض سكين من داخل الشقة وتعدي علي المجني عليه محدثا ما به من إصابات وكتم أنفاسه لمنعه من إحداث أصوات اثناء احتضاره باستخدام بنطال المجني عليه إلي ان تأكد من وفاته واستولي علي مبلغ مالي3600 جنيه و3 هواتف محمول وانتظر بمكان الواقعة حتي الساعة3 صباحا إلي ان اطمئن من خلو المنطقة من المارة خشية مشاهدته وافتضاح أمره ولاذ بالفرار. وأضاف بتخلصه من البنطال والسلاح الأبيض والهواتف المحمولة المستولي عليها بإلقائهم بالطريق العام بمنطقة خلف السكة الحديد بالشرابية وقام بشراء هاتف محمول بمبلغ مالي2150 جنيها من متحصلات الواقعة. تم بإرشاده ضبط البنطال المستخدم في الواقعة وبه آثار دماء ولعاب المجني عليه وكذا الهاتف المحمول الذي قام بشرائه ومبلغ1000 جنيه من متحصلات الحادث وأضاف بإنفاقه باقي المبلغ المستولي عليه علي متطلباته الشخصية. تم إخطار اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة الذي أمر بتحرير المحضر اللازم وإحالة المتهم إلي النيابة لمباشرة التحقيقات.