يقوم الكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بزيارة لجنوب إفريقيا في الحادي عشر من الشهر الحالي لرئاسة وفد مصر في القمة الثانية لتجمعات منظمة الكوميسا ومنظمة السادك ( التي تربط دول منطقة جنوب القارة الإفريقية) وتجمع شرق إفريقيا. وتهدف القمة الي اقرار مشروع إقامة منطقة تجارة حرة بين هذه التكتلات التي تضم26 دولة إفريقية, بما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري والصناعي, وإقامة مشروعات استثمارية مشتركة لتحقيق التنمية المستديمة لدول القارة الإفريقية. كما يبحث الدكتور عصام شرف مع جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا وكبار المسئولين سبل دعم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات خاصة فيما يتعلق بتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي, وتربط مصر بجنوب إفريقيا عدة اتفاقيات تشمل مجالات التجارة والملاحة البحرية وتشجيع وحماية الاستثمارات, وتعزيز التعاون بينهما في المجال الزراعي والتجاري والتعاون العلمي والسياحي والثقافي والخدمات الجوية. وتلعب كل من مصر وجنوب إفريقيا دورا مهما علي مستوي القارة الإفريقية, وقد انعكس ذلك في مبادرة النيباد التي تهدف إلي تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية, والتنسيق بين المواقف من أجل مواجهة التحديات التي تهددها. كما حدد الرئيس السابق ثابو مبيكي سياسة بلاده تجاه مصر عندما أعلن أنه يجب علي جنوب إفريقيا أن تنهض بإفريقيا بمشاركة القوي الإفريقية الفاعلة مثل مصر. وقد شهد العام الماضي عقد قمة بين البلدين في القاهرة ردا علي القمة التي استضافتها بريتوريا عام2008, حيث تم الاتفاق علي التعاون في معالجة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة في السودان والصومال ومجموعة من القضايا الإفريقية المتعلقة بحل النزاعات وتحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية, ودعم عملية التنمية فيها ودفع المشروعات المشتركة التي تهدف الي تحسين البنية الأساسية وتشجيع التجارة والاستثمار. وتناولت المباحثات في القمتين سبل توسيع نطاق التعاون في جميع المجالات خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية حيث تتمتع مصر وجنوب إفريقيا بأكبر اقتصاد في القارة الإفريقية, وتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم الستة بين البلدين, كما تم بحث الاستفادة من خبرات جنوب إفريقيا في مجال التعدين والذهب بصفة عامة, وفي استخراج وتسويق الذهب من منطقة جبل السكري بصفة خاصة. وتم أيضا بحث سبل مواجهة أزمة الغذاء التي تعانيها كثير من الشعوب الإفريقية, وأسفرت المباحثات عن نقلة نوعية في العلاقات الثنائية, خاصة فيما يتعلق بدعم حركة التجارة والاستثمار وإصلاح الأممالمتحدة وضرورة ان يكون للقارة الفريقية مقعد دائم بمجلس الأمن الدولي. وهدفت القمتان الي إرساء إطار للتشاور والتنسيق بين دولتين كبيرتين علي المستوي الإقليمي والدولي يمكنهما القيام بدور في تعزيز العمل الإفريقي المشترك, مما يصب في خدمة مصالح شعوب البلدين والقارة الإفريقية. كما أعطت زخما حقيقيا لتفعيل التعاون وتنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها من خلال أعمال اللجنة المشتركة بين مصر وجنوب إفريقيا والتي تم تشكيلها عام94 وبعد عام واحد من القضاء علي النظام العنصري في جنوب إفريقيا. وفي اكتوبر من العام الماضي التقي وزير الكهرباء والطاقة الدكتور حسن يونس بوزيرة الطاقة بجنوب افريقيا اليزابيث ديبو بيترز, تم خلال اللقاء الاتفاق علي دعم وتعزيز التعاون بين البلدين من خلال تبادل الخبرات في العديد من المجالات ومن بينها تخطيط وتصميم وانشاء محطات توليد الكهرباء من الطاقة التقليدية أو المتجددة, كما بحث الجانبان سبل تبادل الخبرات في مجال تحسين كفاءة الطاقة والطاقات المتجددة من شمس ورياح وغير ذلك وتنمية القدرات البشرية. وبخصوص العمل المؤسسي المشترك بين الجانبين توجد اللجنة الوزارية المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين والتي تجتمع بصفة سنوية بالتناوب في أحد البلدين. وقد اجتمعت العام الماضي بالقاهرة.. وقد تم التوقيع علي العديد من الإتفاقيات بين البلدين في كثير من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياسية. وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية ترتبط مصر وجنوب افريقيا بعدد من الاتفاقيات الاقتصادية التي تشمل مجالات التجارة والملاحة البحرية وتشجيع وحماية الاستثمارات, وتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الزراعي والتجاري ومجالات التعاون العلمي والسياحي والثقافي والخدمات الجوية. وتعد مصر ثالث أكبر شريك تجاري في شمال إفريقيا مع جنوب إفريقيا فقد بلغ حجم الصادرات المصرية الي جنوب إفريقيا19.80 مليون دولار بينما بلغت الواردات المصرية من جنوب إفريقيا43.41 مليون دولار في الفترة من يناير الي مارس2010, بينما بلغت قيمة الصادرات عام29.08,2009 مليون دولار وقيمة الواردات135.67 مليون دولار عام2009. وتم الاتفاق خلال منتدي الأعمال المصري الجنوب إفريقي والذي نظمته وزارة التجارة والصناعة والاتحاد العام للغرف التجارية بالتعاون مع وزارة التجارة بجنوب إفريقيا بالقاهرة أواخر العام الماضي بحضور الرئيس جاكوب زوما رئيس جمهورية جنوب إفريقيا وأكثر من500 من رجال الأعمال من الجانبين, علي بحث إنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين وتوحيد التجمعات الاقتصادية الإفريقية الثلاثة' الكوميسا- السادك- وإيكواس لشرق إفريقيا' في تجمع واحد.