عاش صالح طوال فترة صباه وسط عائلة فقيرة بقرية منشاة ابو الغيط بالقناطر الخيرية التي انصب اهتمامها علي البحث عن قوت يومها ولم تلق بالا لتعليمه تعليما مناسبا. دأب صالح خلال تلك الفترة علي الهروب من المدرسة منذ صغره والجلوس وسط اصدقاء السوء, حيث تنبهت أذناه إلي مفردات تناول المواد المخدرة. بدأ الصبي ينظر إلي من حوله من شباب القرية الذين تبدلت أحوالهم المعيشية بطريقة سريعة بعد أن احترفوا الاتجار في المخدرات وتفننوا في اساليب وطرق جلب المدمنين وترويج بضائعهم بينهم وكم المكاسب الطائلة التي حققوها من وراء تجارتهم المشبوهه, حيث بدأ في التقرب والتودد اليهم يعرض عليهم خدماته في العمل لديهم نضورجيا يراقب ويمهد لهم الطريق لتوزيع سمومهم مقابل الحصول علي بعض المال.. وعندما اشتد عوده اكتسب الشاب خبرات كبيرة وبدأ يسلك طريق من سبقوه بالاتجار في المواد المخدرة معتمدا علي نفسه وعلاقاته التي اكتسبها طوال فترة صباه, حيث بدأ نشاطه الآثم بحصوله علي المخدرات من تجار الجملة وإعادة بيعها وترويجها بين المدمنين حتي بدأت احواله المعيشية تتبدل وانتفخت جيوبه بالمال الحرام الذي انفق منه علي شهواته وملذاته ومتطلبات الحياة الأخري.. بدأ صالح يفكر في تجميد نشاطه لفترة من الوقت وإقناع شقيقه بالتواجد مكانه في منطقة الساحل ليقوم بنفس الدور الذي كان يقوم به الا انه بعد مرور تسعة اشهر بدأت التقارير الامنية ترصد تحركات شقيقه الاصغر ونشاطه غير المشروع, حيث تمكن رجال ادارة مكافحة المخدرات من نسج خيوطهم حوله والايقاع به في شباكهم ليتلقي صالح ضربة موجعة مرة أخري.. خاف صالح من ضياع تجارته بمنطقة الساحل من جديد, حيث ظهر علي ملامحه الغضب الشديد وبدأت الافكار الشيطانية تتوارد علي ذهنه بالعودة من جديد الي وكره القديم بالساحل وإغراق السوق بكميات كبيرة من مخدر الحشيش الذي اعتاد ترويجه علي تجار التجزئة, حيث اتفق مع احد كبار التجار بالقناطر الخيرية علي جلب كمية كبيرة من مخدر الحشيش واستعان بأحد الشباب لمساعدته في توزيعها.. جلس التاجر يخطط لانسب الأوقات لحمل بضاعته والعودة إلي بؤرته القديمه في الساعات الاولي من الصباح ومواقيت تغيير الورديات في الاكمنة الليلية التي يقل بها التواجد الامني ليختار انسبها الا انه لم يكن يدر ان اعين ثاقبة كانت تراقب تحركاته حيث تمكن العقيد وائل نصار مفتش بالإدراة العامة للمخدرات والرائد محمود محجوب والنقيب محمود فهمي الضابطان بالادارة من رصده والايقاع به وشريكه في احد الاكمنة المعدة له بجوار نادي اسكو.. كانت معلومات قد وردت الي العميد غالب مصطفي مدير ادارة مكافحة المخدرات بالقاهرة تفيد بأن كلا من صالح حسني40 سنة عاطل ومقيم منشاة أبو الغيط- قليوبية والسابق اتهامه في القضية رقم3910 لسنة2009 م شبرا مخدرات وعلي خلف35 سنة عاطل ومقيم حوض العمدة باسوس/ قليوبية والسابق اتهامه في القضية رقم16554 لسنة2013 م شبرا الخيمة أول/ قليوبية بمخدرات يزاولان نشاطا غير مشروع في مجال الاتجار بالمواد المخدرة وانهما في طريقهما لجلب كمية كبيرة من مخدر الحشيش لترويجه علي تجار التجزئة بمنطقة الساحل. بعرض المعلومات علي اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث علي مستوي عال اشرف عليه اللواءان هشام لطفي نائب مدير الادارة العامة للمباحث واحمد الالفي مدير المباحث الجنائية باشره العميد غالب مصطفي مدير ادارة مكافحة المخدرات والعقيد وائل نصار المفتش بالادارة ضم الرائد محمود محجوب والنقيبين محمود فهمي ومحمد صفوت الضابطين بالادارة للقبض علي المتهم وشريكه متلبسين.. عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن ترددهما تمكن ضباط إدارة مكافحة المخدرات من ضبطهما أثناء تواجدهم بدائرة قسم شرطة الساحل اثناء استقلالهما السيارة رقم ط م ع371 ملك وقيادة الأول0 وعثر بحوزتهما علي كمية من الحشيش المخدر وزنت15.100 كيلو جرام مبلغ1410 جنيهات.. بمواجهتهما امام العميد غالب مصطفي مدير ادارة مكافحة المخدرات اعترفا بحيازتهما للمواد المخدرة بقصد الاتجار والمبلغ المالي من متحصلات تجارتهما غير المشروعة والسيارة لتسهيل تنقلاتهما. تم تحرير محضر للمتهمين وباخطار اللواء خالد عبد العال مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.