ضاقت به الحال ولم يستطع تحمل الضغوط الكثيرة التي تقع علي كاهله من متطلبات الأسرة والحياة عامة وتضاؤل فرصته في العمل ولم يجد شاب أسيوط أمامه وسيلة للخروج من الحالة النفسية السيئة التي سيطرت عليه عقب عجزه عن إيجاد فرصة عمل تمكنه من توفير رغيف الخبز له ولأمه التي يعولها عقب وفاة والده إلا الانتحار شنقا ومفارقة هذه الحياة القاسية والظروف الصعبة التي كانت تحيط به تاركا أمه لمصيرها المجهول بلا سند ولا عائل. تلقي اللواء عاطف قليعي مدير أمن أسيوط إخطارا من العميد هاني عويس مأمور مركز شرطة أبنوب بوصول بلاغ من أهالي قرية المعابدة بالعثور علي شاب مشنوقا داخل غرفة نومه. انتقل فريق من ضباط المباحث علي الفور إشراف اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية وبرئاسة المقدم عبدالمجيد مختار رئيس مباحث مركز أبنوب ومعاونه النقيب حسين عبد الحكيم وتبين لهم من المعاينة الأولية أن الجثة لشاب يدعي شريف احمد عبدالمالك18 سنة وأن والدته دخلت لتطمئن عليه فوجدته معلقا بسقف غرفته بحبل فأسرعت لإنقاذه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة وتم التحفظ علي جثته بمشرحة مستشفي أبنوب المركزي تحت تصرف النيابة. وأشارت تحريات المباحثوأقوالجيران المجني عليه إلي أن الأسرة لا تملك من حطام الدنيا شيئا وأن شريف بعد وفاة والده وجد نفسه مسئولا عن نفسه ووالدته وأنه كان دائم السفر للعمل بمحافظات الوجه البحري والقاهرة بحثا عن لقمة العيش وهو ما كانت تشجعه عليه الأم ليخرج بعيدا عن مشكلات القرية التي دمرتها الخصومات الثأرية, وفور عودته من العمل بالقاهرة دار حوار بينه وبين أمه برغبته في شراء توك توك ليعمل عليه بدلا من السفر والبهدلةوهوما رفضته الأم لضيق ذات اليد ولكثرة مشكلات التوك توك وخطورته وأنها تخشي عليه فوقعت مشادة بينهما انصرف علي أثرها الابن ودخل إلي غرفته وقرر أن يضع حدا لمعاناته المتواصلة مع الحياة ووسوس له الشيطان بأن الخلاص من هذه الدنيا هوالموت فقرر علي الفور التخلص من حياته بالانتحار باستخدام حبل وربطه بمروحة السقف والقفز من فوق الكرسي لينازع الموت وتسمع والدته صوت همهمته ومنازعته للموت فسارعت بفتح باب غرفته لتجد هذا المشهد القاسي فحاولت إنقاذه ولكنه فارق الحياة وسط صرخات واستغاثات الأم المكلومة وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت نيابة مركز أبنوب التي باشرت التحقيق وصرحت بدفن جثة الشاب وذلك لعدم وجود شبهة جنائية.