علي صوت صرخاتها المتتالية أستيقظت قرية فزارة الهادئة التابعة لمركز القوصية بأسيوط علي الفاجعة الكبري التي أنهمرت لها دموع الجميع بعدما علمت الأم المكلومة بمكان اختفاء نجلها الصغير منذ ثلاثة أيام لم تذق خلالها النوم حيث فوجئت الأم باستدعاء الشرطة لها للتعرف علي جثة طفلها وسندها وكل ما تبقي لها في هذه الدنيا الغادرة لتنطلق صرختها التي دوت في القرية بأكملها ليعم الحزن علي الجميع لشدة هذه المأساة التي راح ضحيتها طفل في عمر الزهور لم يبلغ عامه الثالث عشر بعد ولكنه آثر علي نفسه ان يتحمل عبء الأسرة التي ألقيت علي كاهله عقب وفاة والده إثر إصابته بمرض الكبد ليجد عبده نفسه رجل هذه الأسرة. وبالفعل كان علي قدر المسئولية وتحمل أعباء الحياة وواجه صعوباتها حتي وجد ضالته في العمل علي مركبة توك توك عقب خروجه من المدرسة مباشرة وحتي موعد نومه بلا راحة لكي يوفر بعض الأموال التي تعين والدته وأشقائه علي متطلبات الحياة. ورغم المعاناة التي كان يعيشها عبده فإنه كان رجلا ويعتمد عليه ولم يكل أو يمل بل الأكثر من ذلك فقد كان متفوقا في دراسته ونجح بالصف الأول الأعدادي وكان دائم التفاؤل والمرح حتي أن أهالي القرية كانوا يتسابقون لاستقلال التوك توك معه لروحه المرحة ولمساعدته بشكل مباشر وغير مباشر في تحصيل أكبر قدر من المال لإعانة أسرته. وفي يوم تغيبه خرج عبده كعادته في الصباح بحثا عن لقمة العيش التي أبتلي بها وظل يعمل طوال اليوم بلا راحة كعادته ومع أقتراب الليل استقل شخصان التوك توك معه وطلبا منه توصيلهما لمكان ما وما ان خرجا بعيدا عن العمران حتي استوقفاه وأنهالا عليه طعنا حتي فارق الحياه بجسده النحيف الذي لم يتحمل هذه الطعنات الغادرة ليستولي الجناه علي التوك توك ويفرا هاربين تاركين عبده يصارع الموت حتي لفظ أنفاسه الأخيرة ليفارق الحياة القاسية ويترك الحيرة لأمه واشقائه الذين باتوا بلا سند أو ظهر يحتمون به. وكان اللواء عاطف قليعي مدير أمن أسيوط قد تلقي إخطارا من العميد عمر الزناتي مأمور مركز شرطة منفلوط يفيد عثور الأهالي علي جثة مجهولة لطفل بها4 طعنات نافذة باستخدام آلة حادة وملقاة بإحدي الطرق النائية بقرية بني مجد دائرة المركز وعلي الفور انتقلت قوة من مباحث مركز منفلوط بإشراف اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية إلي موقع البلاغ وفحص بلاغات التغيب ومطابقتها لمواصفات القتيل تبين أن الجثة لها نفس مواصفات الطفل عبد الرحمن عبد الجواد وشهرته عبده طالب بالصف الأول الإعدادي سائق توك توك ومقيم قرية فزارة دائرة مركز القوصية والمبلغ بتغيبه منذ الأربعاء الماضي. تم نقل الجثة إلي مستشفي منفلوط المركزي لحين استخراج تقرير الطب الشرعي وتصريح الدفن من النيابة العامة وأشارت التحريات الأولية إلي أن الطفل خرج من منزله في التاسعة يوم الأربعاء الماضي, ولم يعد, وأنه يعمل سائق توك توك لمساعدة والدته وأشقائه, بعد وفاة والده وتكثف أجهزة البحث بمديرية أمن أسيوط جهودها لسرعة الوصول إلي الجناة وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.