يعرض حاليا في دور العرض الفرنسي الفيلم المصري السويديTheNileHiltonIncident أو حادثة النايل هيلتون الحاصل علي جائزة مهرجان صاندانس السينمائي الدولي الذي تدور أحداثه بالكامل في القاهرة ويدخل في تفاصيل ملفات الفساد التي كانت سببا في قيام ثورة25 يناير. يحمل الفيلم اسما آخر باللغة الفرنسية وهوLeCaireConfidentiel أو أسرار القاهرة وهو من إخراج طارق صالح السويدي من أصل مصري, وتسبق أحداثه الثورة من خلال شخصية ضابط يجري تحقيقات حول جريمة قتل امرأة في أحد الفنادق الكبري, ويتضح من التحقيقات أنها ليست جريمة قتل عادية حيث إن الحادثة تمس نخبة من أهم الشخصيات في مصر. وذكر موقع راديو السويد بعد فوز الفيلم بجائزة صاندانس أنه مستوحي من التحقيقات في قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم, التي تابعها العرب والمصريون حيث اتهم فيها محسن السكري الضابط السابق في أمن الدولة, ورجل الأعمال الشهير هشام طلعت مصطفي الذي أسقطت عنه الحصانة بصفته عضوا في الحزب الوطني ونائبا في مجلس الشوري المصري, وحكم عليهما بالإعدام وبعد نقض الحكم حكم علي الأول بالمؤبد وعلي طلعت مصطفي بالسجن15 عاما وحصل مؤخرا علي عفو رئاسي. قال الفنان ياسر علي ماهر: إنه انضم لفريق عمل الفيلم من خلال مكتب مروة جبريل لالكاستينج الذي يتعامل معه المخرج طارق صالح والشركة المنتجة للفيلم, حيث قام المخرج بإرسال مواصفات ببعض الشخصيات التي يحتاج للممثلين مصريين للقيام بها, مشيرا إلي أنه لم يكن يعتقد في البداية أنه فيلم عالمي كبير بهذا الشكل وخضع لاختبارات أداء قام خلالها بقراءة عدد من المشاهد التي أرسلها المخرج وتضم تحولات وحالات معينة تظهر الشخصية وقدرات الممثل ووقع الاختيار عليه للمشاركة في الفيلم من بين عدد من الممثلين الذين تقدموا لأداء نفس الشخصية. وأضاف أنه تعرف علي المخرج طارق صالح لأول مرة عندما حضر إلي مصر للإعداد للفيلم حيث إنه سويدي من أصل مصري وفخور جدا بأصوله المصرية ومتمسك بها, مشيرا إلي أن الفيلم ناطق بالعربية وأحداثه بالكامل تدور داخل مصر فيما عدا مشاهد قليلة جدا في ألمانيا. وأشار إلي أنه كان من المفترض أن يتم تصويره في مصر ولكن مع الأسف حضرت المنتجة والمخرج إلي مصر وتقدما بالأوراق الخاصة بالفيلم للجهات المعنية طلبا للتصاريح الأمنية وانتظرا الرد أكثر من21 يوما دون مجيب, مضيفا أن ما حدث هو نوع من التجاهل وليس له علاقة باعتراضات سياسية. وأكد أن فريق العمل اضطر للانتقال إلي المغرب حيث تم تصوير الفيلم هناك في مدينة كازبلانكا الدار البيضاء وكانت تجربة قاسية عليهم كممثلين مصريين يشاركون في فيلم عن بلدهم ويتم تصويره في بلد آخر, مشيرا إلي أن تجربة اهتمام المغرب بالسينما لابد أن تدرس حيث توفر مؤسساتها المختلفة كل الإمكانات التي يحتاج إليها العاملون في السينما وتقدم لفريق العمل كل سبل الراحة والتسهيلات اللازمة, لذلك تنجح في اجتذاب العاملين في السينما من جميع أنحاء العالم. وعن التشابه بين قصة الفيلم وقضية سوزان تميم قال ياسر: إنه ربما يكون هناك تشابه بين أحداث الفيلم وهذه القضية فمن الطبيعي أن تتأثر السينما بأحداث معينة وهو أسلوب معروف أن تنقل حدثا له طبيعة خاصة إلي الشاشة لكي تتناول قضية عامة من خلاله والتركيز علي قطاعات معينة في الدولة أو مناقشة قضايا فساد ومثال علي هذا مسلسل أهل كايرو الذي قدم أيضا التحقيقات في قضية مقتل فنانة وكيفية تعامل الإعلام مع الأحداث, وعلاقة كل هذا بأجهزة الدولة المختلفة ويخلق المؤلف شخصيات في هذا الإطار. وأشار إلي أن الفيلم متوازن حيث يقدم نماذج مختلفة من الشخصيات فيها الفاسد والشريف خاصة داخل قطاع الشرطة, مضيفا أنه يقوم بدور لواء شرطة يدير عمليات فساد كبري وهو من النماذج الفاسدة التي كانت موجودة في الفترة التي سبقت سقوط الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك, بينما يقوم بدور شقيقه في الفيلم الفنان سناء شافع وهو علي النقيض منه فهو شخص زاهد وشريف وابن شقيقه هو بطل الفيلم الفنان الدنماركي اللبناني الأصل فارس فارس, الذي يقوم بدور ضابط شريف وطموح يكشف أسرار عمليات الفساد التي تمس قضية القتل ويرفض السكوت عنها. وأكد أن الأحداث تمتد حتي فترة بداية ثورة25 يناير وما بعد سقوط مبارك بأيام أو شهور قليلة إلي ما قبل حكم الإخوان, مشيرا إلي أنه تجري حاليا محاولات مفاوضات لعرض الفيلم في مصر خاصة وأنه لا توجد أي اعتراضات أمنية عليه ومنع تصويره لم يكن عن قصد بقدر ما كان اجتهادا من أحد الأشخاص الذي قرر تجاهل الأمر. وأضاف أن الفيلم حقق نجاحا كبيرا في المهرجانات العالمية وحاز علي جائزة لجنة التحكيم الكبري في مهرجان صاندانس السينمائي الدولي وشارك في مهرجان في أمستردام ومهرجان سياتل, ويعرض خلال أيام في مهرجان في نيوزيلندا, ومعروض في صالات السينما في باريس ومن المقرر عرضه في مدن أوروبية أخري مثل ميونخ في ألمانيا, وسيتم افتتاحه في السويد خلال سبتمبر المقبل بحضور جميع أبطاله. حادثة النايل هيلتون تأليف وإخراج طارق صالح وبطولة فارس فارس وماري مالك وياسر علي ماهر وسيلمان دازي ونائل علي وأحمد سليم ومحمد يسري وهانيا عمار وهشام يعقوب وإنتاج السويد.