بريطانيا التي فتحت أبوابها منذ عقود لاحتضان الجماعات المتطرفة, وإيواء زعمائها المطلوبين أمنيا في بلادهم, مع الإصرار علي عدم تسليمهم للسلطات العربية, هي نفس الدولة التي تغض الطرف الآن عن حوادث عنصرية بشعة تستهدف المسلمين فوق أراضيها, وتنكر أي شبهة إرهاب فيها رغم ارتفاع عدد الضحايا بين قتيل وجريح ومحروق ليس من بينهم إرهابي واحد, فيما يمكن اعتباره موضة بريطانية جديدة. احتراق برج جرينفيل بسكانه المسلمين في24 طابقا وقت السحور, ودهس المصلين عقب صلاة التراويح في ويستمينستر وقتل شخص وإصابة10 آخرين, وأخيرا دهس المسلمين خلال احتفالهم بعيد الفطر أمس وإصابة6 أشخاص بينهم طفلان حالتهما خطيرة, كلها حوادث عادية من وجهة نظر الشرطة البريطانية التي لا تتردد في اعتقال أي مواطن في حال أساء معاملة حيوان أليف يقتنيه في منزله. ولتبرير الاعتداء العنصري وتصويره علي أنه مجرد حادث عارض قال دارن بيست, نائب رئيس الشرطة في مقاطعة نورثومبرلاند أن المرأة البريطانية البيضاء42 عاما التي ارتكبت حادث الدهس بسيارتها كانت من بين المحتفلين! وزيادة في مغالطة المسئول الأمني ذكر أن السيارة صدمت مارة قرب مركز ويستجيت الرياضي بوسط مدينة نيوكاسل, فيما الصور الملتقطة من مكان الحادث تبين أن الاحتفال الذي ضم مئات المسلمين كان فوق أراض عشبية, وليس علي طريق أسفلتي ليعتبر الضحايا مارة. وشدد المسئول الأمني علي أن الشرطة لا تملك معلومات تشير إلي أن الحادث له علاقة بالإرهاب, مضيفا: لكنه علي كل حال حادث دهس خطير أسفر عن عدد كبير من المصابين, والتحقيق جار لتحديد تبعات هذا الحادث المأساوي. شهود العيان أكدوا أن المرأة ركبت سيارتها وضغطت علي دواسة البنزين بقوة لتقود سيارتها الطائشة بسرعة علي العشب الموازي للطريق, ما يثبت سوء نيتها وتعمدها إيذاء كل من تصادف وجوده أمامها وفي هذه اللحظة بالذات وقع الحادث. الحادث نال اهتماما كبيرا علي خلفية شبهات إرهابية, في الوقت الذي شهدت فيه بريطانيا أربعة اعتداءات مشابهة للدهس خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة, آخرها عندما تعمد دارن جون أوسبورن(47 عاما) دهس حشد من المسلمين شمال شرق لندن, ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة10 آخرين بجروح. كل الحوادث التي وقعت وتلك التي لم تحدث بعد لم تسجل ضد مجهول, فالفاعل معلوم, ويتم احتجازه لفترة مؤقتة حتي تهدأ الأمور, لينتهي الاهتمام بها حتي يقع حادث جديد, ولا أخبار عن محاكمات ولا عن تفاصيل جديدة تخص المصابين وما تم بخصوص علاجهم ورعايتهم وتعويضهم.