عودة لدور مصر الريادي والقيادي في محيطها العربي, وتأكيد التزامها, كشقيقة كبري, بأمن الأشقاء في الخليج, جاءت زيارة الرئيس السيسي لأربع دول خليجية, بدأت بالمملكة العربية السعودية قبل أسبوعين, وانتهت الأسبوع الماضي بزيارة الإمارات العربية والكويتوالبحرين. وهذه الزيارة, والتواصل المستمر مع الأشقاء العرب في دول الخليج, يعكس اهتمام القيادة السياسية المصرية بالعلاقات مع الأشقاء وأهميتها ومحوريتها في بلورة موقف عربي موحد تجاه القضايا الإقليمية والدولية الراهنة, ووضع رؤية مستقبلية تجني ثمارها الأجيال العربية القادمة. وقد استقبل الرئيس السيسي من زعماء هذه الدول بالحفاوة الكبيرة, نظرا لعودة مصر لدورها الطبيعي بين أشقائها العرب, الذين وقفوا خلف مصر وأيدوها بعد ثورة30 يونيو العظيمة, التي أنقذت العرب والمصريين من مصير مؤلم ومدمر من الجماعات الإرهابية والمتطرفة, والتي ما زالت تعاني منها سوريا والعراق وليبيا واليمن ومعهم الصومال الشقيقة. ورغم انشغال الرئيس السيسي بالقضايا الداخلية, ومنها المشاكل الاقتصادية وعمله الدءوب علي حلها, والإرهاب الأسود الذي يستهدف أبناءنا في سيناء, كما يستهدف إخواننا الأقباط في كنائسهم ودور عبادتهم, رغم ذلك فإن مصر لا يمكن أن تتخلي عن دورها في الوقوف بجانب الأشقاء العرب, من المحيط إلي الخليج, كما أنها لا تستغني عن دعم الأشقاء, فالتحديات, كما قال الرئيس السيسي, في المرحلة الحالية كبيرة, وتفرض علي الجميع تضافر جهودهم لتعزيز الأمن القومي العربي, كما أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لمواقف الأشقاء في دولة الإمارات العربية لدعمهم إرادة الشعب المصري, مشددا علي ضرورة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين علي كافة الأصعدة. من جانبه أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, ولي عهد أبو ظبي, موقف بلاده الثابت بمساندة مصر علي كافة المستويات بهدف تحقيق تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار والتنمية, لافتا إلي أن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة كلها لما تشكله من عمق إستراتيجي وتاريخي للعالم العربي. وفي الكويت, استقبل الشيخ صباح الأحمد الصباح, أمير دولة الكويت, ضيفه وشقيقه الرئيس عبد الفتاح السيسي, وعقد معه جلسة مباحثات, رحب فيها بضيفه, مؤكدا خصوصية العلاقات المصرية الكويتية وتميزها, حيث يجمع بين البلدين تاريخ مشترك ومصير واحد, فضلا عن المكانة الخاصة التي تحظي بها مصر وشعبها لدي الشعب والحكومة الكويتية. وفي ختام جولته الخليجية وصل السيسي إلي مملكة البحرين, والتقي في عاصمتها المنامة, مع الملك حمد بن عيسي آل خليفة, وعدد من كبار المسئولين, وعقد جلسة مباحثات موسعة, ضمت وفدي البلدين, استهلها العاهل البحريني بالترحيب بالرئيس, مشيدا بعودة مصر إلي مكانها الطبيعي في العالم العربي بعد الأحداث التي شهدتها علي مدي السنوات الماضية, وأشاد بدور مصر في المنطقة كركيزة أساسية للأمن والاستقرار, بفضل ما تتمتع به مصر من شعب عظيم وتاريخ عريق ومؤسسات قوية. وقد أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لعاهل البحرين, وشكره لحفاوة الاستقبال, مؤكدا ما تتميز به العلاقات المصرية البحيرينة من تميز وخصوصية, مؤكدا ضرورة التصدي لمحاولات التدخل في شئون المملكة من قبل بعض الدول الإقليمية, حتي لا يتأثر أمن الخليج الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر. وقد منح جلالة ملك البحرين, وسام الشيخ عيسي آل خليفة للرئيس عبدالفتاح السيسي, وهو الوسام الأرفع في البحرين, متمنيا تكرار هذه الزيارات العربية والخليجية, لتكون نهاية للإرهاب بزعامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وأشقائه ملوك ورؤساء الدول العربية, وتحيا مصر.