كشف التقرير المبدئي لخبراء الأدلة الجنائية واللجنة المنتدبة من مركز الاستشارات الهندسية بجامعة عين شمس لمعاينة حريق كلية التربية النوعية بالعباسية, عن أن مصدرا حراريا يرجح أن يكون ماسا كهربائيا أو عقب سيجارة مشتعلا وراء الحريق, الذي اندلع فجر أمس في مسرح الكلية, ونتجت عنه خسائر مادية تقدر بنحو مليون جنيه. وقد توجه رئيس الجامعة الدكتور ماجد الديب إلي مكان الحريق حيث اطمأن من عميدة الكلية الدكتورة سوزان صلاح فؤاد ومدير مركز الفنون بالكلية الدكتور علي حسين النجار, علي عدم امتداد النيران إلي غرفة الكنترول الملحقة بقاعة أون للمعارف, ومع هذا, أصدر الديب توجيهاته بنقل الكنترول من موقعه الحالي, مع تشديده علي ضرورة اتخاذ إجراءات الأمان اللازمة, للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحرائق مستقبلا. كانت الشرارة الأولي للحريق قد انطلقت في نحو الساعة الثالثة من فجر أمس, حيث انتقلت إلي سطح مسرح كلية التربية النوعية, وارتفعت ألسنة اللهب إلي عدة أمتار, بدرجة أصابت عددا من سكان شوارع أحمد نجيب والقبة الفداوية ورمسيس, بالذعر والهلع, وقد اضطر بعض السكان إلي الاعتماد علي جهودهم الذاتية في التعمل مع الحريق الذي بدأت شراراته تتطاير نحو المساكن المجاورة, وقد دفع هذا بعض الأهالي إلي مغادرة منازلهم والهروب إلي الشارع خوفا من اتساع دائرة الحريق.وقد تأخر رجال الحماية المدنية في الوصول إلي مكان الحادث, بصورة أصابت بعض السكان بالغضب, وبعد حوالي ساعة, حضرت سيارة إطفاء واحدة حيث تعاملت مع النيران بمعاونة الأهالي, والتي زاد من خطورتها وجود تشوينات من قمامة والأخشاب فوق سطح الكلية, دون أدني اكتراث بخطورة الأمر, من جانب مسئولي حي الوايلي, وبعد حوالي ساعة ونصف الساعة, أمكن السيطرة علي الموقف وإخماد الحريق تماما, لتعقب ذلك عمليات التبريد اللازمة.وعقب إخطار رئيس جامعة عين شمس الدكتور ماجد الديب بالحريق, توجه إلي هناك بصحبة الدكتور جمال حسين أستاذ الهندسة الإنشائية بمركز الاستشارات الهندسية بالجامعة, كما انتقلت النيابة العامة وخبيران من الأدلة الجنائية.تبين من المعاينة والفحص أن الحريق دمر مسرح الكلية بالكامل من مقاعد خشبية وستائر ونصوص مسرحية وأجهزة مكبرات صوت, علما بأن المسرح يقع علي مساحة400 متر مربع تقريبا, كما التهمت النيران مكتبي رئيس قسم التربية الفنية وإحدي القاعات الملحقة بالمسرح, لكن أمكن إنقاذ مكاتب أعضاء هيئة التدريس وقاعة مجلس قسم التربية الفنية وقاعة رئيس القسم. وقال الدكتور جمال حسين إن تكلفة إعادة المسرح إلي الحالة التي كان عليها, قد تتجاوز مليون جنيه. ورغم عدم حدوث أي خسائر بحجرة الكنترول باستثناء تسرب بعض المياه إليها من جراء عملية الإطفاء, إلا أن رئيس الجامعة وعميدة الكلية, قررا نقل الكنترول إلي مكان آخر بمبني الكلية, فيما تواصل نيابة الوايلي تحقيقاتها في ملابسات وظروف الحريق, لتحديد وجود شبهات جنائية من عدمه.