يقول الدكتور سمير عبد المنعم حسن بكلية الدعوة بجامعة الأزهر بالقاهرة عن العيوب المنتشرة في المجتمع مناقضة القول للفعل والانفصام بين القول والعمل عند كثير من الناس وهؤلاء نعي القرآن الكريم عليهم فعلهم وبين أن هؤلاء يمقتهم الله تعالي ويغضب عليهم فقال سبحانه يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون الصف(3,2) أي لم تقولون الخير وتحثون غيركم عليه وأنتم لا تفعلونه وتنهون عن الشر وأنتم تقعون فيه وتتصفون به وهذا لا يليق بأهل الإيمان, ولكن ينبغي علي كل مؤمن إذا أمر بالخير أن يكون أول الناس في الإسراع إليه, وإذا نهي عن الشر أن يكون أبعد الناس عنه. كما حكي القرآن الكريم عن شعيب عليه السلام وهو يخاطب قومه فيقول لهم وما أريد أن أخالفكم إلي ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم, هود. ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالي أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون البقرة(44) وهؤلاء يغضب الله تعالي عليهم ويلعنهم ولهم عذاب عظيم. ويضيف د. سمير عبد المنعم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل ناسك. فالجاهل يفر منه الناس ويتنسكه والعالم يغرهم بتهتكه, وقال أحد الحكماء أفسد الناس جاهل ناسك وعالم فاجر هذا يدعو الناس إلي جهله بنسكه وهذا ينفر الناس من علمه بفسقه. ويروي عن جندب بن عبد الله عن النبي صلي الله عليه وسلم قال مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسي نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه. وكذلك يروي أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقي في النار فتنذلق أقتاب بطنه أمعاؤه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحي فيجتمع إليه أهل النار. فيقولون: يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فيقول: بلي. كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهي عن المنكر وآتيه. ويقول الشاعر الحكيم: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ابدأ بنفسك فانهها عن غيهافإذا انتهت عنه فأنت حكيم من أجل ذلك ينادي كل مسلم ألا يكذب قوله فعله ولا يخالف ظاهره باطنه. فإذا أمر بشيء يكون أول عامل به وإذا نهي عن شيء يكون أول تارك له. قال مالك بن دينار إن العالم اذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا لذلك كان بعض الدعاة لا يتكلم عن فضائل العتق حتي أمكنه الله تعالي من شراء رقيق فأعتق ثم يذكر لهم فضل من أعتق لله تعالي حتي يكون له تأثير في قلوبهم. فما أحوجنا أن نتعلم هذه الأخلاق لأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج. يجب أن يكون المسلم قدوة لغيره. ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه تعلموا من العلم ما شئتم فوالله لا تأجروا بجمع العلم حتي تعملوا لذلك ينبغي علي كل مسلم ألا يتنافي قوله مع فعله. وأن يكون قدوة صالحة لغيره.