تواصلت اللقاءات المثمرة, التي يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أركان الإدارة الأمريكية بالعاصمة واشنطن, حيث التقي أمس بمقر إقامته دان كوتس, مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية, ثم قام بزيارة مقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون, حيث التقي جيمس مايتس وزير الدفاع الأمريكي والقيادات العسكرية. وأسفرت هذه اللقاءات المهمة عن توافق مصري أمريكي في مجال تعزيز التعاون الأمني والعسكري, بما يحقق أمن واستقرار المنطقة. وفي هذا السياق تطرق لقاء الرئيس مع وزير الدفاع الأمريكي والقيادات العسكرية إلي سبل مجابهة التحديات الإقليمية والدولية وآليات التصدي لظاهرة الإرهاب أيديولوجيا وعسكريا. وأكد الرئيس السيسي ضرورة تكاتف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب ووقف تزويده بالسلاح والمقاتلين أو تمويله حتي يتم القضاء عليه في أسرع وقت لإنهاء معاناة الشعوب التي يهدد الإرهاب أمنها وسلامتها. وفي حوار مهم مع قناة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية, أذاعته الليلة الماضية, أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه حصل علي وعد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استمرار المساعدات العسكرية لمصر, وقال: إنه يثق بشدة في الرئيس الأمريكي. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: إن نظيره الأمريكي دونالد ترامب لديه فهم حقيقي بالواقع في المنطقة, فيما يتعلق بالإرهاب بالمقارنة بإدارة سلفه باراك أوباما, مشيرا إلي أنه يؤيد بشدة مواجهة الإرهاب بالقوة الكاملة. وأكد الرئيس أن الحكومة المصرية تحترم مواطنيها مثلما تفعل الحكومة الأمريكية, وتحافظ علي التوازن بين حقوق الإنسان والأمن العام للوطن. وحول المعارضة, قال الرئيس: إن الاختلاف أمر طبيعي, ولا يوجد توافق تام حول إنسان محدد, وبالنسبة للبقاء في الحكم مدي الحياة, فإنه لن يحدث في الحالة المصرية, فهناك فترة رئاسية4 سنوات تليها فترة أخري حسب إرادة الشعب. وأكد أن علاقة مصر بالخليج علاقة قوية, ودول الخليج هم أخوة وليسوا مجرد جيران, وأمنهم جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. وأضاف أن منطقتنا العربية قادرة علي تحقيق أمنها القومي, ولكن لا ننسي أن المنطقة حاليا غير مستقرة, وعلينا مساعدة الجيوش الوطنية, وتزويدهم بالمطلوب لتنفيذ مهمتهم. كان الرئيس السيسي قد استكمل مباحثاته أمس مع أركان الإدارة الأمريكية, وركزت المباحثات, التي أجراها مع قيادات البنتاجون, علي دعم علاقات التعاون المشترك في المرحلة المقبلة وتحويل ما تم الاتفاق عليه في قمة البيت الأبيض بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب إلي برامج تعاون, وهو ما أكده السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الذي كشف أن لقاء الرئيس السيسي مع قيادات البنتاجون شدد علي تطوير التعاون الثنائي ليعكس الطابع الإستراتيجي الذي تتسم به العلاقات الثنائية بين البلدين. وأشار إلي أن الجانبين أكدا تطلعهما لتعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والولاياتالمتحدة خلال المرحلة المقبلة, وبما يمكن الدولتين من مجابهة التحديات غير المسبوقة, التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم. وأوضح أنه تم خلال اللقاء بحث التحديات الإقليمية والدولية, خاصة مكافحة الإرهاب, حيث تم تناول ظاهرة الإرهاب من جوانبها المختلفة, سواء العسكرية أو الأيديولوجية, وأكد الرئيس في هذا الإطار ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب, سواء من حيث إيقاف مده بالسلاح والمقاتلين أو تمويله, وبحيث يتم القضاء عليه في أسرع وقت لإنهاء معاناة الشعوب التي يهدد الإرهاب أمنها وسلامتها. علي صعيد آخر, استقبل الرئيس السيسي مساء أمس رئيس صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد, حيث تمت مناقشة مستقبل التعاون بين مصر وصندوق النقد, في ضوء برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه مصر. السيسي من البنتاجون: محاصرة الإرهاب تبدأ بتسوية أزمات المنطقة قام الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس بزيارة مقر وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون في واشنطن, حيث كان في استقباله جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي, وقد أجريت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمية وتم عزف السلامين الوطنيين المصري والأمريكي. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, إن الرئيس عقد جلسة مباحثات موسعة مع ماتيس وكبار القيادات العسكرية الأمريكية, حيث تم خلال اللقاء التأكيد علي أهمية العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجي, ولاسيما التعاون العسكري بين البلدين الذي طالما ساهم في الحفاظ علي الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وأكد الجانبان تطلعهما لتعزيز العلاقات العسكرية بين مصر والولاياتالمتحدة خلال المرحلة المقبلة وبما يمكن الدولتين من مجابهة التحديات غير المسبوقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم. كما تم خلال اللقاء بحث التحديات الإقليمية والدولية, وخاصة مكافحة الإرهاب, حيث تم تناول ظاهرة الإرهاب من جوانبها المختلفة سواء العسكرية أو الأيديولوجية, وأكد الرئيس في هذا الإطار ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب سواء من حيث إيقاف مده بالسلاح والمقاتلين أو تمويله, وبحيث يتم القضاء عليه في أسرع وقت لإنهاء معاناة الشعوب التي يهدد الإرهاب أمنها وسلامتها. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد كذلك تباحثا حول الأوضاع في الشرق الأوسط, حيث أكد الرئيس أن بذل مزيد من الجهود لتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة من شأنه محاصرة الإرهاب, الذي لم يتمدد ويكرس نفوذه إلا بسبب الفراغ الذي نشأ عن انهيار الدول وتفكك مؤسساتها. وأكد الرئيس أن موقف مصر الثابت بشأن أزمات المنطقة يستند إلي العمل علي استعادة كيان الدولة الوطنية, والحفاظ علي سلامتها الإقليمية, وإعادة بناء مؤسساتها, بحيث يتم توفير الأمن والاستقرار للشعوب التي عانت الكثير خلال السنوات الماضية. وأوضح السفير علاء يوسف أن جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي أكد خلال اللقاء أهمية دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط, مشيدا بجهودها في مجال مكافحة الإرهاب, فضلا عن مواقفها بشأن دعم الاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها, مشددا علي دعم الولاياتالمتحدة الكامل للجهود المصرية في هذا الصدد. كما ذكر وزير الدفاع الأمريكي أنه يعتزم زيارة مصر قريبا, لمواصلة التباحث حول سبل تعزيز التعاون العسكري القائم بين البلدين. خلال لقائه رموز المجتمع الأمريكي: السيسي: علاقة مصر مع أمريكا شراكة إستراتيجية أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي, أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة هي شراكة استراتيجية ذات فائدة كبيرة للبلدين وللشعبين المصري والأمريكي, وأعرب عن تطلعه لدفع هذه الشراكة نحو آفاق أوسع علي أسس من التعاون والاحترام المتبادل, وبما يسهم بفعالية في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي بمقر إقامته بواشنطن بمجموعة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي, والتي تضم مسئولين سياسيين وعسكريين سابقين, بالإضافة إلي قيادات مراكز الأبحاث ودوائر الفكر وقيادات المنظمات اليهودية الأمريكية. ونوه الرئيس السيسي خلال الاجتماع بالمباحثات الإيجابية والمثمرة التي تمت مع الرئيس الأمريكي ترامب بالبيت الأبيض, والتي عكست رغبة مشتركة لاستعادة الزخم في العلاقات وتدشين شراكة جديدة بين البلدين. واستعرض الرئيس خلال اللقاء التطورات علي الساحة الداخلية, مشيرا إلي أن مصر بلغت درجة كبيرة من الاستقرار والأمن بعد عدة سنوات من التقلبات السياسية, مؤكدا استمرار العمل بشكل منظم ومنهجي علي تحقيق المزيد من التطور في جميع المجالات والإصلاح علي جميع المستويات. وقال الرئيس إن مصر تستكمل تنفيذ برامج الإصلاح المختلفة في الوقت الذي تدرك فيه التحديات الكبيرة التي تواجهها وتواجه المنطقة, لاسيما قوي الإرهاب الراغبة في هدم الدولة الوطنية, ولذلك تراعي تحقيق التوازن بين المزيد من التطوير والإصلاح من جهة, والتصدي لتلك المنظمات الإرهابية وعدم السماح لها بإعاقة خطط التنمية والتقدم علي الجانب الآخر, معربا عن ثقته في أن المجتمع الامريكي يدرك الحجم الحقيقي للتحديات القائمة. وتطرق الرئيس إلي الجهود التي تقوم بها مصر في سبيل مكافحة الارهاب, وما تقوم به المؤسسات الدينية المصرية من أجل تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما شابه من أفكار مغلوطة كأحد محاور محاربة الفكر المتطرف. وأكد السيسي حرص الدولة علي الحفاظ علي وحدة النسيج الوطني ومنع أية محاولات للنيل منه وتعزيز ثقافة التسامح وقبول الاخر والتعايش. وأضاف السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة, أنه دار حوار مفتوح بين الرئيس السيسي والحضور, حيث رحب المشاركون في اللقاء بزيارة الرئيس الأولي لواشنطن, وتوجه الإدارة الأمريكية الجديدة نحو إعادة العلاقات مع مصر إلي مسارها الصحيح وتحقيق انطلاقة جديدة بها, كما طرحوا عددا من الاستفسارات إزاء التطورات المتعلقة بالقضايا الاقليمية والعلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة. وقد أشار الرئيس في هذا الصدد إلي أن الشرق الأوسط يواجه تحديين رئيسيين يتمثل الأول في الإرهاب الذي أصبح يمثل تهديدا للعالم أجمع, والذي وجد فراغا كافيا داخل العديد من دول المنطقة التي عانت من عدم الاستقرار خلال السنوات الأخيرة, والتحدي الآخر هو ضعف مؤسسات الدولة الوطنية في تلك الدول وعدم قدرتها علي الاضطلاع بمسئولياتها تجاه المواطن, مؤكدا أنه يتعين العمل علي مواجهة هذين التحديين في الوقت نفسه, سواء من خلال تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب ووقف تمويله ومده بالسلاح والمقاتلين, أو من خلال مساندة الدول التي تمر بأزمات وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لإعادة بناء تلك الدول وتوفير حياة كريمة لأبنائها. وأكد في هذا الصدد أهمية عودة الولاياتالمتحدة للقيام بدور فاعل في دفع جهود التوصل إلي تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة. وأشار إلي أن التحرك المصري حيال مختلف الملفات الإقليمية, ولاسيما سوريا وليبيا, تحكمه مجموعة من المبادئ تتمثل في الحفاظ علي مفهوم وكيان الدولة الوطنية, ووحدة وسلامة اراضيها, والحيلولة دون انهيار مؤسساتها كخطوة مهمة وأساسية تحول دون انزلاق المنطقة نحو المزيد من الانقسام والتشرذم, مؤكدا عدم إمكانية حل النزاعات عسكريا, وأهمية التمسك بالحلول السياسية بما يمكننا من المضي قدما في جهود بناء وإعادة إعمار الدول التي تشهد نزاعات من أجل إنهاء معاناة شعوبها, وعدم اتاحة الفرصة لوجود بيئة خصبة تستخدمها المنظمات الارهابية. وبالنسبة لعملية السلام, أوضح الرئيس أن القضية الفلسطينية ستظل محورية لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة, مؤكدا وجود فرصة حقيقية لتحقيق السلام, وأن مصر تتواصل مع كل الاطراف من أجل الدفع قدما بجهود إحياء عملية السلام. وأوضح الرئيس أن التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يقوم علي إنشاء دولة فلسطينية مستقلة من شأنه أن يوفر واقعا جديدا بالمنطقة وسيحقق الأمن للجانبين. وذكر السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة, أنه فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الامريكية أكد الرئيس حرص مصر علي تعزيز العلاقة بين البلدين علي المستوي الشعبي, مشيرا إلي أهمية تكثيف العلاقات بين البرلمانين, فضلا عن تعزيز دور الازهر الشريف والكنيسة القبطية في الولاياتالمتحدة. وأشاد الرئيس السيسي بتصريحات الرئيس ترامب التي عكست رغبته في تعزيز العلاقات مع مصر واستعادة طابعها الاستراتيجي, مشيرا إلي أن هذه التصريحات لاقت ترحيبا من جانب الرأي العام المصري وتدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين. رئيس الاستخبارات الأمريكي يشيد بجهود مصر الفعالة في مكافحة الإرهاب والتطرف أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي, حرص مصر علي تطوير علاقاتها الاستراتيجية بالولاياتالمتحدة, والعمل علي التغلب علي ما يواجه البلدين من تحديات, ولاسيما خطر الإرهاب. وأشار خلال استقباله أمس بمقر إقامته بواشنطن دان كوتس مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية إلي تطلع مصر لتعزيز التعاون مع الولاياتالمتحدة في جميع المجالات, بما في ذلك الصعيد الاستخباراتي. وأعرب عن تفاؤله بأن تساهم زيارته الأولي لواشنطن واللقاء المثمر والايجابي الذي عقده مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعادة العلاقات المصرية الأمريكية إلي مسارها الصحيح. وأوضح الرئيس أن تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين وتكثيفه خلال المرحلة المقبلة من شأنه أن يحقق المصالح المشتركة وأن يساهم في دعم جهود استعادة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط في ضوء ما يتعرض له من توتر واضطراب. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي أن مدير الاستخبارات الوطنية الامريكية أكد حرصه علي تعزيز التنسيق والتعاون القائم مع مصر وتطويره خلال المرحلة المقبلة, لاسيما في ضوء دور مصر المهم بالشرق الأوسط باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار. وأشاد دان كوتس بجهود مصر الفعالة علي صعيد مكافحة الارهاب والتطرف, مشيرا إلي أهمية تعزيز التعاون الاستخباراتي بين الجانبين في هذا المجال خلال المرحلة المقبلة بالنظر إلي ما يمثله الارهاب من خطر رئيسي علي الساحة العالمية. وذكر السفير يوسف أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون وتبادل المعلومات بين البلدين علي الصعيد الاستخباراتي, بما يساهم في الدفع قدما بالجهود الدولية والاقليمية التي تبذل للتصدي للإرهاب. شيرتوف: الفرصة مواتية لمصر وأمريكا لتعزيز استقرار المنطقة قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي السابق مايكل شيرتوف إن الزيارة الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسي إلي واشنطن ومباحثاته مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب تشكل فرصة مواتية للبلدين للعمل معا لتعزيز امن واستقرار منطقة الشرق الأوسط واصفا مصر بأنها دولة ذات دور محوري في المنطقة. وأضاف ان الوقت موات تماما لدعم العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة علي جميع المستويات. وأشار إلي ان بناء اقتصاد قوي ومستدام في مصر يشكل خطوة مهمة لدعم الاستقرار وتفعيل دور مصر في التوصل لتسويات سلمية لقضايا المنطقة وفي مقدمتها ازمتا سوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب والتطرف. ولفت إلي ان مواجهة الإرهاب يجب ألا تقتصر فقط علي الجانب العسكري بل يجب محاربة الأيدلوجيات التي تغذي التطرف في المنطقة وتعزيز الأوضاع الاقتصادية لافتا إلي ان حرب الأفكار تعد من الجوانب المهمة في الحرب ضد التطرف. وأوضح ان العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة يجب ان تكون استراتيجية وليست تكتيكية فقط داعيا إلي تطوير القدرات البشرية وتعزيز دور القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير المزيد من فرص العمل ودعم التنمية بمصر في إطار الجهود الرامية إلي مكافحة الإرهاب. زيارة واشنطن.. حديث العالم حظيت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للعاصمة الأمريكيةواشنطن, باهتمام بالغ من قبل شريحة واسعة من وسائل الإعلام الدولية والعربية علي حد سواء, لما تحمله الزيارة من أهمية بالغة في إعادة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية بعد جمود شهدته إبان حكم باراك أوباما. وأفردت الصحف والمواقع العالمية مساحات كبيرة لمتابعة زيارة الرئيس المصري باعتبار أن مصر ركيزة أساسية ولاعب محوري مهم في كل ما يجري علي الصعيد العربي والإقليمي تحديدا. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن السيسي استطاع أن يحصل علي أهدافه خلال6 دقائق وهي مدة حضور مصوري الإعلام خلال اللقاء في البيت الأبيض, مشيرة إلي أن الصور التي التقطت للرئيسين أوضحت أن السيسي حصل علي ما أراد من أقوي رجل في العالم, وهي شرعيته في البيت الأبيض, معتبرة أن إعجاب وتقدير ترامب بالسيسي, هو نفس تقديره وإعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكلاهما له شخصية قوية. وتري صحيفة واشنطن بوست الأمريكية, أن لقاء الرئيسين, فرصة جديدة لتوثيق العلاقات الفاترة بين البلدين, مشيرة إلي أن اللقاء في مجمله يمكن اختصاره في عبارة( تساعدني وأساعدك), وخاصة في قضية مكافحة الإرهاب; لأن مصر تعتبر أن المساعدات الأمريكية العسكرية هي أساس مكافحتها للإرهاب. ووصفت صحيفة وول ستريت جورنال استقبال ترامب للسيسي في البيت الأبيض بالحار, مشيرة إلي أن المحللين يرون أن الزيارة جاءت بمثابة خطوة للأمام بالنسبة للسيسي, ونقلت الصحيفة عن الباحث الأمريكي المتخصص في الشأن المصري إريك تراجر, تساؤلا عما إذا كان بإمكان ترامب ترجمة ذلك الترحيب الحار بالسيسي إلي تعاون أفضل وأعمق مع مصر؟. ومن جانبها وصفت مجلة فورين بوليسي الاجتماع بين السيسي وترامب بأنه لقاء عقول, وقالت: إنه في الوقت الذي كان فيه أوباما أحد أبرز منتقدي مصر, أعرب ترامب عن رغبته في العمل مع القاهرة بشكل وثيق لمحاربة الإرهاب. وقالت صحيفة ديلي بيست الأمريكية, إن السيسي, الذي كان بين أوائل المدعوين للقاء ترامب, اعتبر عاملا رئيسيا للسلام والاستقرار بالمنطقة, وأضافت أنه في الوقت الذي يعاني فيه اقتصاد مصر من تدهور متسارع ومستمر, ومعاناة من زيادة الهجمات الإرهابية, وبناء علاقات غير ملائمة مع العدو التقليدي لأمريكا( روسيا) فمن المنطقي أن يسأل الجميع عما إذا كانت مصر ستكون صمام أمان لاستقرار المنطقة أو برميل بارود ينفجر في وجه ترامب. وتقول ناشيونال إنترست الأمريكية, إن زيارة السيسي تؤرخ لإعادة العلاقات الوثيقة بين البلدين والتي كانت ركنا أساسيا في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط, خلال ال45 عاما الماضية. أما مجلة نيوزويك الأمريكية, تقول إن الرؤية المصرية في محاربة الإرهاب, كانت واضحة خلال اجتماع يضم68 عضوا للتحالف العالمي لمكافحة داعش في واشنطن, وذكرت المجلة, أن مصر تقدم نفسها علي أنها الخطوط الأمامية للحرب العالمية ضد الإرهاب, والتطرف, لافتة إلي أن هذا السرد يعزز الخطابات المصرية المحيطة بالمساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة, موضحة أن القاهرة بذلت جهودا لإظهار المساعدة العسكرية لمصر باعتبارها مفيدة للمصالح الأمريكية في المنطقة. وتقول سي إن إن الأمريكية إن مصر تشكل منذ وقت طويل معضلة للقادة الأمريكيين الذين اعتمدوا عليها كحليف يدعم الاستقرار في الشرق الأوسط. وتتساءل وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية: هل يستخدم السيسي وترامب, لغة مشتركة من حيث التعبيرات؟, وذكرت الوكالة عدة مصطلحات يستخدمها الرئيسان خلال تصريحاتهما للتعبير عن قضايا أو أزمات تواجههما, في الشرق الأوسط ويقول جيري ويلر, عضو الكونجرس السابق, ورئيس مجموعة الاتصالات الدولية الأمريكية, في الشرق الأوسط, إن زيارة السيسي إلي واشنطن( تاريخية), وستساهم في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة, في المجالات كافة, مضيفا أن زيارة السيسي لواشنطن سوف تسهم في صياغة أسس العلاقة الإستراتيجية بين البلدين, موضحا أن الدعم الأمريكي لمصر في المجال الاقتصادي سيسهم في تعزيز جهود التنمية وزيادة معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بالقاهرة. وتعتبر صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية, زيارة السيسي للبيت الأبيض بمثابة نقطة تحول مهمة علي صعيد العلاقات بين البلدين بعد سنوات من توترها في عهد أوباما, ونقلت عن روبرت ساتلوف, الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني, القول إن اللقاء يمثل بداية جديدة بين أمتين تتشاركان هدفا هو مكافحة التطرف الراديكالي, مضيفا أنه عند البحث في الشرق الأوسط, يبدو السيسي بمثابة النموذج الذي تبحث عنه أمريكا في معركتها ضد التطرف الراديكالي, ليس ثمة قائد آخر بحجم السيسي في بلد محوري بالشرق الأوسط يمكنه الاضطلاع بهذا الدور.