انتهت بلا نتيجة جلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن الهجوم الكيماوي الذي ضرب بلدة خان شيخون بمدينة إدلب السورية, ولم يصوت المجلس علي مشروع القرار الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والذي تمت صياغته في صفحتين وأدان الهجوم المحتمل بشدة وطالب بسرعة الكشف عن ملابساته. غير أن مشروع القانون لم يتضمن عقوبات, ولكنه هدد بها دون تحديدها. وتبادل مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن الاتهامات خلال الجلسة التي استمرت ساعتين بعدم إيجاد الرد المناسب علي الوضع في سوريا التي تعاني من حرب أهلية منذ سنوات. ووصفت الأممالمتحدة الهجوم علي بلدة خان شيخون في ريف إدلب السورية بأنه ثاني أكبر هجوم كيميائي في سوريا بعد الهجوم علي الغوطة الشرقية في أغسطس عام.2015 في هذه الأثناء حذرت السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة نيكي هايلي من أن الولاياتالمتحدة ستتخذ إجراءات أحادية في سوريا إذا فشلت الأممالمتحدة في الرد علي هجوم خان شيخون. وقالت هايلي خلال اجتماع مجلس الأمن عندما تفشل الأممالمتحدة باستمرار في مهمتها القاضية بتحرك جماعي, هناك أوقات في حياة الدول نجبر فيها علي التحرك بأنفسنا. لكن هايلي أحجمت عن شرح ما تقصده بتحرك أحادي, علما بأنه أحد المواقف الأكثر قوة ووضوحا للولايات المتحدة منذ وقت طويل حول النزاع السوري. ورفضت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التحرك عسكريا في شكل أحادي في سوريا وأيدت دائما السعي إلي حل سياسي. ولم تعرض إدارة دونالد ترامب حتي الآن إستراتيجية واضحة حول أفضل السبل لإنهاء الصراع. وقد أعلنت روسيا أن مشروع القرار الذي قدمته الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا إلي مجلس الأمن والذي يدين الهجوم في شمال غرب سوريا الذي يعتقد أنه كيميائي, غير مقبول. كما أكدت روسيا دعمها للعمليات العسكرية للنظام السوري. وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا وقواتها المسلحة تواصل عملياتها لدعم جهود مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش السوري من أجل تحرير البلاد. وأعلنت موسكو أيضا أن الطيران السوري قصف مستودعا لإرهابيين يحتوي علي مواد سامة, غداة قصف بغازات سامة. وأفاد بيان لوزارة الدفاع الروسية أن المستودع كان يحتوي علي مشغل لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة من غير أن يوضح ما إذا كان الطيران السوري استهدف المستودع بصورة متعمدة أو عرضية. مصر تدين بشدة استخدام السلاح الكيماوي في سوريا نيويورك أ ش أ: أكد مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة عمرو أبو العطا, أن مصر تدين استخدام السلاح الكيماوي وأسلحة الدمار الشامل من قبل أي طرف أيا كان, في الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة خان شيخون بريف إدلب. وقال أبو العطا خلال كلمته في الاجتماع الطارئ بمجلس الأمن لبحث هجوم مدينة إدلب أؤكد أنه يصعب علينا تصور أن تمر تلك الجرائم مرور الكرام دون محاسبة دقيقة وعادلة ومن ثم فإن مصر ساندت وستساند مفهوم المحاسبة لكل من ثبت ضلوعه في تلك الأفعال غير الإنسانية. وأعرب أبو العطا عن أسفه الشديد في هذا الصدد إزاء الانقسام الذي شهده المجلس مؤخرا, وفشله في الخروج بقرار يؤسس لمفهوم المحاسبة بعيدا عن التسييس وحالة الاستقطاب التي تنتاب الأطراف الدولية. وفيما يتعلق بالتقارير بشأن الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة خان شيخون بريف إدلب, قال السفير عمرو أبو العطا, أدعو جميع الأطراف للتعاون الوثيق مع بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للوقوف علي حقيقة تلك الأحداث.