يتناول كتاب بوابات مصر للكاتب محمد هيكل. والصادر عن دار المعارف. رحلة إلي مصر الأرض. النهر. البحر ومن ثم البشر. كونوا شخصية مصر وشيدوا حضارة هائلة عبر آلاف السنين من خلال المدن التي احتلت عبر التاريخ المصري مكانا. فهذا الكتاب سياحة في قلب الوطن وعقل التاريخ عبر ثماني مدن عانت من الحروب قديما وحديثا وصمودها في مواجهة المستعمر وهذا ماتحلي به معدن الإنسان المصري عبر العصور. وعن النوبة الحجر والبشر يقول الكاتب: إن الوثائق والكشوف الأثرية هي التي أدت إلي التحولات التي طرأت علي أهل النوبة منذ أكثر من11 ألف سنة, والمراحل الانتقالية بين العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث وكيف اعتمدت حياتهم علي صيد الأسماك والحيوانات البرية من خلال الأدوات الحجرية التي خلفوها والرسوم الصخرية المنقوشة علي جانبي النهر, ويعرج الكاتب علي التراث الشعبي النوبي ومابه من ثراء وخصوصية فهو نتاج ثلاث جماعات هي. الكنوز الفديجة. عرب العليقات كذلك الطقوس النوبية التي تتسم بالجماعية ويشترك فيها الرجال والنساء وترتبط بموسم الزراعة والحصاد, كما يمثل النيل عنصرا جوهريا في الثقافة النوبية, فعند الزواج يتعين علي العروسين أن يهبطا إليه ليلة الزفاف ويغتسلا بمياهه أملا في جلب الخير وإنجاب الأطفال. ويشير المؤلف إلي متحف النوبة الذي يضم التراث الأثري والتاريخي والحضاري والبيئي باعتباره متحفا لحضارة عريقة وواجهة حقيقية لمصر بما يمثله من حياة نهر وحياة إنسان, وينقلنا الكاتب في الفصل الثاني إلي أرض الأحلام حلايب- أبو رماد- الشلاتين. الباحثة عن مكان لائق بها علي خريطة الاهتمام المصري الرسمي والشعبي, فالأصول السكانية لسكان المثلث ترجع منذ القدم إلي اليجا التي تعيش أكثر من أربعة آلاف عام. ولفظ اليجا يعني المقاتل القوي الشجاع, ولذلك استعان بهم الفراعنة في الدفاع عن الوطن ومن أهم فروعها. الهدندوة- الأمرأ- الحلانقة- بني عامر- العبابة- البشارية, وتنتشر الفروع الأربعة الأولي في السودان وإثيوبيا والآخران في السودان ومصر, مشيرا إلي اشتغالهم بالصيد والرعي والزراعة, وتتكون مساكنهم من الخيام المصنوعة من الحصير المجدول والقماش السميك كما يذكر المؤلف القرارات والحقائق التاريخية الموثقة وفترات التوتر التي صاحبت النزاعات حول مصرية هذه المنطقة, ويطالعنا المؤلف في الفصل التالي عن مدينة الحياة والخلود الأقصر وماتمثله من نقطة انتقاء بين سلسلة ثقافات دينية ثلاث هي المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية. ثم تحدث عن سكان الأقصر وأصولهم المنتمية إلي أصول سامية من سلالات مصرية قديمة وعربية وفدت من شبه الجزيرة العربية خاصة أيام الفتح الإسلامي, وأخري يرجع نسبها إلي الفراعنة واليونان والرومان وهي مدينة الألف باب كما وصفها هيرودوت.