نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالا اشارت فيه الي ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي قتلته الولاياتالمتحدة ترك وراءه اربعة تساؤلات هامة وكان أولها: الربيع العربي. وتزامن اغتيال ابن لادن مع انتقاضات المواطنين بمصر وتونس وليبيا وغيرهم, وأظهر الربيع العربي أن الملايين من المسلمين لا يفضلون التشدد الديني وهو النهج الذي يسير عليه تنظيم القاعدة, بل ينادون بالحرية والديمقراطية ووضعت وفاة ابن لادن علامة تعجب علي حقيقة تقلص نفوذه في المنطقة. أما ثاني تلك التساؤلات فيتعلق بالحرب علي افغانستان اذ انه منذ وصول اوباما الي سدة الرئاسة فانه يصر علي الوجود في افغانستان بحجة ان بقاء القوات الأمريكية هناك يرتبط بالتهديد المستمر للقاعدة. والآن وبعد10 سنوات من الحرب التي لم نر لها نهاية؟ تري الجماعات الليبرالية ان وفاة ابن لادن قد انهت مبرر الحرب وبالتالي يصبح هناك تساؤل مهم عن الدافع وراء بقاء القوات الامريكية هناك؟ونقلت الصحيفة عن جيمس ليندس نائب رئيس مجلس العلاقات الخارجية قوله ان اوباما حقق هدف الولاياتالمتحدة باغتيال بن لادن ويمكنه استخدام ذلك كذريعة لانهاء هذه الحرب وإن إقدامه علي هذه الخطوة غير واضح لكنه علي الأقل ممكن. وجاء ثالث تلك الأسئلة مرتبطا بالإرهاب, إذ يقول مايكل نايت باحث سابق في وزارة الدفاع الأمريكية ويدرس الآن في جامعة كاليفورنيا: إن وفاة ابن لادن سوف تقلل من خطر التهديد الإرهابي علي الولاياتالمتحدة. ويقارن نايت ما بين الإرهاب في عصر ابن لادن واصفا إياه بالمرض القاتل, والإرهاب في الوقت الحاضر الذي قال عنه إنه مرض مزمن ويسبب المتاعب لكنه ليس مميتا.وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنها نشرت تقريرا عقب هجمات11 سبتمبر أشارت فيه إلي أن عدد أعضاء تنظيم القاعدة يصل إلي200 عضو, أما اليوم فإن قاعدة التنظيم اتسعت بشكل كبير بعد أن انتشروا في اليمن والصومال وأماكن أخري. وتتوقف الصحيفة أمام التساؤل الرابع الذي يتعلق بالعلاقات مع العالم الإسلامي وتقول: دعونا نقول بمصداقية إن العالم الإسلامي اليوم لا يثق في أي شيء تفعله الولاياتالمتحدة, وأرجعت ذلك لاحتلالها العراق منذ عام2003, واعتبروه في ذلك الوقت كأنه رد قاس علي هجمات11 سبتمبر وابن لادن, بل إنها لعبت بكارت ابن لادن لتفعل ما تشاء.وفي نهاية موضوعها تساءلت الصحيفة عما إذا كانت وفاة ابن لادن ستحدث تغييرات في العلاقة بين الولاياتالمتحدة وتنظيم القاعدة ونظرتها للإرهاب, ووصفت نجاح أوباما في اغتيال ابن لادن بأنه انتصار, وأنه ستكون له عواقب سياسية في مصلحة أوباما الذي ترك الجدل والنقاش للآخرين.