بدأ اليوم الاول من المفاوضات الفعلية حول سوريا في جنيف أمس في وقت شهد الوضع العسكري علي الأرض تصعيدا مع مقتل53 شخصا في تفجير انتحاري في مدينة الباب التي اعلن مقاتلو المعارضة استعادتها من تنظيم داعش خلال الساعات الماضية. وارتفعت حصيلة الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة شمال شرق مدينة الباب في محافظة حلب في شمال سوريا الي53 قتيلا, من مقاتلي المعارضة ومدنيين, بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويأتي ذلك غداة اعلان فصائل مقاتلة مدعومة من تركيا السيطرة علي المدينة. في هذا الوقت, أعلنت بغداد للمرة الاولي استهداف مواقع لتنظيم داعش في سوريا, في تدخل هو الاول من نوعه منذ بدء النزاع. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان انتحاريا فجر سيارة مفخخة استهدفت منطقة المجلس العسكري والمؤسسة الأمنية( المعارضة المسلحة) في منطقة سوسيان الواقعة شمال غرب مدينة الباب في شمال سوريا. واشار الي ارتفاع حصيلة القتلي الي53 بين مقاتلين معارضين ومدنيين, بعد حصيلة سابقة تحدثت عن42 قتيلا. وقال إن بين القتلي34 مدنيا, مرجحا ان ترتفع الحصيلة نظرا لوقوع عشرات الاصابات بعضها بليغة. وتقع سوسيان علي بعد نحو ثمانية كيلو مترات من الباب, حيث تواصل الفصائل المعارضة مطاردة من تبقي من عناصر داعش. وفي اسطنبول, أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم مقتل جنديين تركيين واصابة آخرين بجروح أمس في اعتداء انتحاري عند مدخل مدينة الباب وتشارك قوات تركية في معركة الباب. في بغداد, اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي ان القوات الجوية العراقية نفذت أمس ضربات جوية ضد مواقع تنظيم داعش في سوريا, مشيرا الي أن المواقع المستهدفة مسئولة عن التفجيرات الارهابية الاخيرة في بغداد. وقال في بيان عقدنا العزم علي ملاحقة الارهاب الذي يحاول قتل ابنائنا ومواطنينا في اي مكان يتواجد فيه. واكد مصدر مقرب من وزارة الخارجية السورية ان القصف العراقي تم بالتنسيق مع دمشق, حسبما نقلت عنه صحيفة الوطن. ويقع الموقعان اللذان استهدفا( الحصبة والبو كمال) علي مسافة قريبة جدا من الحدود العراقية. وفي محاولة جديدة لايجاد حل للنزاع السوري الدامي, بدأت أمس في جنيف المحادثات الفعلية برعاية الاممالمتحدة عبر لقاءات يجريها الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا مع كل من وفود الحكومة والمعارضة السوريتين بشكل منفصل. وكانت جولة المفاوضات افتتحت الاثنين بكلمة القاها دي ميستورا في حضور الوفود المشاركة, تحدث فيها عن مسئولية تاريخية للفرقاء. ودعا الحكومة السورية والمعارضة الي العمل معا لان لا حل عسكريا للنزاع. وتناولت اللقاءات التي عقدت أمس تحديد شكل المفاوضات, وما اذا كانت ستعقد اجتماعات وجها لوجه بشكل مباشر. وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التي تشكل الجزء الاكبر من وفد المعارضة الاساسي قبولها بإجراء مفاوضات مباشرة, لكن الوفد الحكومي لم يبد أي رأي بعد. والتقي دي ميستورا أمس رئيس الوفد الحكومي ابراهيم الجعفري الذي قال للصحفيين قبل مغادرته مقر الاممالمتحدة: تطرقنا خلال جلسة المحادثات الي شكل الاجتماعات المقبلة, مضيفا في نهاية الاجتماع استلمنا ورقة من دي ميستورا واتفقنا أن ندرس هذه الورقة علي أن نعود اليه في الجلسة القادمة بموقفنا منها ولم يعرف مضمون الورقة. وقال أسعد حنا العضو في وفد المعارضة لفرانس برس انه سيتم خلال الاجتماع وضع خطوات ترتيبية للاجتماعات المباشرة والمفاوضات مع وفد النظام. وأضاف نحن هنا لمناقشة الانتقال السياسي وفقا لقرار الاممالمتحدة2254, مشيرا الي ان النظام سبق وأعلن أنه لن يناقش الانتقال السياسي وهذا انتهاك لقرارات الاممالمتحدة. وقال طالبنا بدخول مفاوضات مباشرة مع النظام, لكن الكرة بملعب النظام هل يقبل بالوقوف أمام وفد الثورة والقوي المعارضة, لأن ذلك سوف يحرجه كثيرا. ومنذ بدء مسار التفاوض, تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين للحكومة والمعارضة, مع استبعاد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد, في حين تري الحكومة ان مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع. ويطالب النظام بالتركيز علي القضاء علي الارهاب في سوريا. وتأتي الجولة الجديدة من المفاوضات وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية ابرزها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الاشهر الأخيرة لا سيما في مدينة حلب, والتقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة, وروسيا أبرز داعمي النظام, فضلا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب الي سدة الحكم في واشنطن.