أثارت تصريحات قادة جماعة الإخوان المسلمين حول تأسيس حزب الحرية والعدالة بعد استيفاء إجراءات تأسيسه قبل منتصف الشهر الحالي ردود أفعال واسعة, ففي الوقت الذي رحبت فيه بعض الأحزاب رفض شباب الإخوان هذا الحزب مطالبين بانفصاله عن الجماعة. وأكد الدكتور محمد مرسي الذي تم انتخابه رئيسا لحزب الحرية والعدالة ل الأهرام المسائي أن الحزب سيتقدم بمرشحين في الانتخابات البرلمانية المقبلة للمنافسة علي50% من مقاعد البرلمان علي مستوي الجمهورية. موضحا أن المرجعية الإسلامية لحزب الحرية والعدالة لا تتعارض مع القانون والدستور المصري خاصة أن الحزب مدني ولا مجال لأن يكون غير ذلك. وأشار إلي أنه تم الانتهاء من برنامج الحزب ولائحته التنفيذية وسيعلن عنها بعد التعديلات خلال أيام وأن الحزب سيضم أقباطا ونساء وشبابا. وأكد النائب الإخواني بمجلس الشعب السابق الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم الإخوان أن ترشيح الإخوان سيكون في50% من الدوائر الانتخابية, مشيرا إلي أنه يتوقع فوز الإخوان ب60% من ترشيحاتهم وهذه رسالة من الإخوان فنحن لا نسعي إلي الأغلبية في البرلمان المقبل. وقال إن الإخوان أعلنوا عدم التقدم بمرشح لهم في الانتخابات الرئاسية, مشيرا إلي أن الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح من حقه أن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية ولكن الجماعة عندما تعلن عن شيء تلتزم به فهي لن ترشح أحدا ولن تدعم أحدا يخرج منها ويخوض الانتخابات الرئاسية مع كل الاحترام لشخصية د. أبو الفتوح التي لها مكانتها وثقلها. وقال د. حمدي حسن إن الإخوان سينتهون خلال10 أيام من تأسيس حزبهم وسيتقدمون بالأوراق والمستندات للجنة شئون الأحزاب وسننتظر شهرا طبقا لقانون الأحزاب ثم نعلن رسميا عن قيام حزب الحرية والعدالة. وحول رفض شباب الإخوان هذا الحزب قال هذه حرية وديمقراطية داخل الإخوان. وأكد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إن من حق جماعة الإخوان المسلمين أن تعلن عن أي نسبة تريد الحصول عليها من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات البرلمانية المقبلة, مشيرا إلي أن التجمع ينتظر ما سيتم الإعلان عنه بشأن تعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية وما إذا كانت الانتخابات البرلمانية بنظام القوائم أم بالنظام الفردي. وقال إننا في حزب التجمع نطالب بأن تكون الانتخابات المقبلة لمجلس الشعب بنظام القائمة النسبية المفتوحة المنقوصة غير المشروطة بحيث يكون بها الأحزاب أو المستقلون وأنه يحق لأي مواطن أن يترشح في الانتخابات وألا تكون مشروطة بمعني ألا يلزم الحزب بحصوله علي5% أو7% من الأصوات علي مستوي الجمهورية. وطالب السعيد بإلغاء ما يقوم به كل مرشح من دفع مبلغ ألف جنيه كرسم تسجيل وألف أخري كرسم نظافة, مشيرا إلي أن هناك بعض الأحزاب السياسية التي ليست لها قوي وكوادر حزبية سياسية تستطيع خوض الانتخابات علي مستوي الجمهورية وفي جميع المحافظات ولذلك تفضل مثل هذه الأحزاب خوض الانتخابات في10 أو15 محافظة. وأضاف السعيد أن حزب التجمع عندما تتضح تعديلات قانون مباشرة الحقوق السياسية من الممكن أن ينسق مع حزب أو حزبين أو3 أحزاب في هذه الانتخابات. ومن جانبه أعلن محمد سرحان نائب رئيس حزب الوفد ترحيبه بوجود حزب سياسي مدني للإخوان مطالبا بضرورة أن يكون هناك فصل تام فيما بين السياسة والدين. وقال من حق الإخوان أن يعلنوا خوض انتخابات مجلس الشعب بأية نسبة ولكن في تصوري لن يحصلوا إلا علي نسبة تتراوح بين20% إلي25% من مقاعد البرلمان والباقي ال75% سيكون من نصيب الأحزاب الأخري والمستقلين وبالتالي ستكون هناك فرصة كبيرة أمام الأحزاب لتشكيل الحكومة وإن ثورة شباب25 يناير ترفض استخدام الشعارات الدينية في السياسة. وكشف سرحان عن أن حزب الوفد سيخوض الانتخابات المقبلة علي جميع مقاعد مجلس الشعب التي تبلغ444 مقعدا مؤكدا أن الوفد له كوادره في جميع المحافظات. وقال إن الانتخابات المقبلة ستكون المشاركة السياسية فيها كبيرة وسيكون بها أكبر عدد من المرشحين خاصة أنها ستكون بالفعل انتخابات حرة ونزيهة ولن يكون فيها أي تزوير بعد أن ذهبت الحكومات التي تزور وبعد أن رحل الحزب الوطني المنحل. وأعلن الدكتور محمد سعد الكتاتني المرشح لمنصب الأمين العام لحزب الحرية والعدالة اعتزام الحزب تقديم أوراق التأسيس والتوكيلات واستيفاء الإجراءات في غضون عشرة أيام بحيث يتم إنهاء الإجراءات قبل منتصف شهر مايو الحالي. وقال الكتاتني في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء المؤتمر الصحفي لمجلس الشوري العام لجماعة الإخوان المسلمين إن قيادات الحزب يعكفون في الوقت الحالي علي إنهاء كل الأوراق المتعلقة بالمؤسسين من صور للبطاقات الشخصية واستكمال البيانات, تمهيدا لتقديمها خلال10 أيام. وحول بدء أنشطة الحزب قال إننا سننتهز فترة المهلة التي أقرتها لجنة الأحزاب ومدتها شهر وبعدها سننطلق في أنشطة الحزب. من ناحيته أكد محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين أن مصر ستظل دولة مدنية بمرجعية إسلامية. ودعا محمد مهدي عاكف في تصريحات للصحفيين قبيل بدء فعاليات المؤتمر الصحفي الشعب المصري إلي الحفاظ علي الحق الرباني الذي منحه الله لها, وهو الحرية التي تحتاج إلي ممارسة حقيقية يجب ألا نستعجلها, مشيرا إلي أن مصر عاشت60 عاما من الظلم والفساد والاستبداد, وإصلاح هذا الفساد يحتاج إلي وقت. ورحب عاكف بالتوصل لاتفاق بشأن المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية, سائلا الله عز وجل أن يتمها علي خير, مشيرا إلي أن مصر بهذه الرعاية للمصالحة استعادت ريادتها العربية, داعيا إلي فتح فوري لمعبر رفح بين مصر وقطاع غزة. وقال نحن لا نخاف من الصهاينة, ولكن الخوف من تراجع العرب عن قضيتهم, إلا أن مصر الحرة قادرة علي تجميع العرب لنصرة القضية الفلسطينية, مشيرا إلي أن التهديدات الصهيونية ليست لها إلا المقاومة. وأضاف أن الله عز وجل خلقنا أحرارا ويجب أن نكون كذلك, داعيا إلي التصدي لفلول النظام البائد الذي رباهم طيلة60 عاما علي الظلم.