نجح المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في الوصول للمباراة النهائية لبطولة الأمم الإفريقية9 مرات من قبل وحصد اللقب7 مرات متفرقة منها ثلاثة متتالية في نسخ2006 و2008 و2010 لكنه أضاع التتويج في النهائي في نسختي1962 و2017 بخلاف إهداره اللقب مرة واحدة علي ملعبه في نسخة1974 عندما خرج من قبل النهائي.. غير أن خسارة الألقاب في الماضي لم يكن لها ثمن فادح كما هو الحال الآن.. فبطولات الماضي لم يكن فيها مكاسب مالية ولا مشاركات عالمية مرهونة بنتائج السباق الإفريقي. وكان لخسارة المنتخب للقب النسخة الأخيرة التي اختتمت بالجابون علي يد الكاميرون وجه آخر ساهم في إضافة خسائر في أكثر من اتجاه.. وكانت أولي تلك الخسائر هي ضياع اللقب القاري الثامن في تاريخ مشاركات مصر في كأس الأمم الإفريقية ومعه ضاعت فرصة التربع علي العرش الإفريقي من جديد بعد سحب البساط من تحت أقدامه في ظل الغياب عن النسخ الثلاث الأخيرة2012 و2013و2015.. ولو استطاع المنتخب نيل هذ اللقب لكان الرابع له علي التولي لأنه غاب عن ثلاث نسخ بعد حصوله عل ثلاثة ألقاب متتالية.. وكان بوسعه الابتعاد عن أقرب المنافسين وهما غاناوالكاميرون ويمتلك كل منهما في رصيده أربعة ألقاب قبل النسخة الأخيرة لكن الكاميرون استطاع أن يضيف اللقب الخامس في رصيده ولديه فرصة أخري لإضافة لقب سادس عندما يستضيف البطولة علي أرضه في النسخة الثانية والثلاثين عام2019. وأدي ضياع اللقب الثامن إلي إهدار فرصة ذهبية من المنتخب كي يشارك في بطولة العالم للقارات التي تستضيفها روسيا في17 يونيو المقبل كبروفة لمونديال2018 وذهبت تذكرة التأهل للبطولة إلي أسود الكاميرون كي يمثلوا القارة السمراء ضمن المجموعة الثانية مع تشيلي وأستراليا وألمانيا, مع العلم أن المنتخب الوطني شارك في بطولة القارات عام2009 بجنوب إفريقيا وقدم عروضا مبهرة مع الجيل الذهبي بقيادة حسن شحاتة المدير الفني حين ذاك ولم تتوقف خسائر المنتخب عند هذا الحد بل امتدت إلي الجانب المالي وكان من الممكن أن يحصل المنتخب علي4 ملايين دولار في حالة الفوز باللقب; أي ما يقرب من80 مليون جنيه, بعد أن رفع الاتحاد الإفريقي كاف جائزة البطل من1.5 مليون دولار إلي4 ملايين دولار وأفلت هذا المبلغ الكبير من يد المنتخب في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية قلصت حجم الدعم الذي تنفقه الدولة علي النشاط الرياضي بشكل عام واكتفي بجائزة الوصيف وقيمتها مليونا دولار ما يقرب من40 مليون جنيه وفوق هذا خسر المقابل المالي الكبير الذي كان سيحصل عليه حال المشاركة في كأس القارات وهو مليون و750 ألف دولار أي أن الخسائر نحو أربعة ملايين دولار تقريبا. وإلي جانب الخسائر المادية تأتي الخسارة المعنوية التي ضربت المنتخب في توقيت يسعي فيه للحصول علي دفعة معنوية لاستكمال مسيرته الجيدة في تصفيات كأس العالم2018 بروسيا, خاصة وأن معظم اللاعبين قليلو الخبرة ويشاركون في البطولة لأول مرة ولا شك أن الجهاز الفني سيكون مطالبا بتقييم المرحلة الماضية وتقويم اللاعبين نفسيا لضمان استمرار مصر في صدارة مجموعتها بتصفيات المونديال برصيد6 نقاط بعد مرور جولتين وضمان عدم التعرض لأي كبوة في التصفيات بعد أن أدرك المنافسون لمنتخبنا أسراره وطريقة لعبه من خلال مباريات البطولة. وتأتي خسارة أخري معنوية تضاف إلي الجهاز الفني للمنتخب وبالتحديد للأرجنتيني هيكتور كوبر الذي كان يمني النفس أن يقود المنتخب للتتويج باللقب الإفريقي بعد أن خاض عدة مباريات نهائية مع فرق مختلفة من قبل وخسرها جميعا ومنها مع ريال مايوركا وفالنسيا الإسبانيين ولم يحقق هذا المدرب الفوز في أي مباراة نهائية من قبل علي جميع المستويات والمراحل لدرجة جعلت لقب المدرب المنحوس أحد أهم الألقاب التي اقترنت به في السنوات القليلة الماضية وأثرت علي تاريخه وسمعته في الدوريات الأوروبية وكان شبه عاطل قبل أن يتولي قيادة الفراعنة قبل عامين. وخسر كوبر الرهان الأخير وأعادت الهزيمة أمام الكاميرون تاريخ الذكريات السوداء التي بدأت بخسارة نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة عام1999 بركلات الترجيح بنتيجة5/4 ثم خسر أمام لاتسيو الإيطالي بنتيجة2/1 في نهائي كأس الكئوس الأوروبية. وفرضت العقدة نفسها علي كوبر مرة أخري بعدما تولي تدريب فالنسيا وقاده للوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا عام2009 لكنه خسر بثلاثية أمام ريال مدريد ثم صعد مرة أخري لنهائي دوري الأبطال عام2001 وخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني بعد مباراة ماراثونية امتدت إلي120 دقيقة بركلات الترجيح5/4 وفي موسم2001 2002 تولي هيكتور كوبر قيادة إنتر الإيطالي وخسر الدوري في آخر مباراة أمام لاتسيو بنتيجة4/2. ومن نحس المدرب إلي نحس اللاعبين أيضا إذ إن البطولة شهدت إصابة لاعبين يشاركون لأول مرة في البطولة وحرمتهم من استكمالها مثل أحمد الشناوي حارس المرمي ومروان محسن رأس الحربة.. هذا بخلاف المستوي المتذبذب لبعض النجوم الذي كان المنتخب يعقد عليهم الآمال مثل النني وأحمد حسن كوكا.