ظلت مدينة أسوان ومراكزها تصحو وتنام علي السياحة الثقافية والنيلية,إن انتعشت ينتعش معها حال أهلها وتدور عجلة الاقتصاد في الأسواق وإن مرضت مرض معها كل شيء. ومن هذا المنطلق كانت رؤية الرئيس السيسي التي كشف عنها بقراره في المؤتمر الشبابي الذي عقد الأسبوع الماضي باعتبار أسوان عاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية تزامنا مع مرور200 عام علي اكتشاف معبد أبو سمبل عن طريق المكتشف الإيطالي جيوفاني بيلونوزي الذي استكمل عمل من سبقه وهو المستشرق السويسري جي آل بورخاردت أثناء رحلته في بلاد النوبة في عام1817, فأبهر العالم بتقديمه للمعبدين الأول الذي استغرق بنائه21 عاما وهو معبد رمسيس الذي يعود تاريخه إلي عام1244 ق.م, والثاني هو المعبد الذي شيده الملك هدية لزوجته ومحبوبته نفرتاري جميلة الجميلات وخصصه لعبادة الإله حتحور إله الجمال تشبها بجمال زوجته. رؤية الرئيس الثاقبة وأحلام المواطنين والمسئولين في مدينة أسوان التي تنتظر الكثير والكثير بقرار اعتمادها عاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية تناولها عدد من المتخصصين بالمحافظة حيث بدأ محمد إدريس مدير عام فرع ثقافة أسوان حديثه مطالبا بنقل مهرجان السينما الإفريقية من الأقصر إلي هنا حيث العاصمة الجديدة وهو ما يتطلب زيادة عدد دور السينما بالمحافظة, وقال إدريس إن قرار الرئيس سينقل محافظة أسوان إلي مرحلة تاريخية أخري منعشة للجميع ومن ثم يجب الآخذ في الاعتبار إقامة مهرجان أسوان الدولي للمسرح الإفريقي الذي اقترحه الدكتور أسامة رؤوف أستاذ المسرح بأكاديمية الفنون بالقاهرة ووافق عليه محافظ أسوان, الاهتمام بقطاع الطفولة الإفريقية من خلال إقامة المسابقات والزيارات المتبادلة وعروض الموسيقي والفنون التشكيلية والشعبية والتلقائية الأمر الذي سيخلق أجيالا إفريقية تعزز من قيم التعايش والولاء والانتماء للقارة عن طريق الثقافة والفن والقوي الناعمة لمصر. وواصل مدير فرع الثقافة بأسوان أطروحاته قائلا إن هناك مقترحات سنضعها أمام المسئولين ومنها إقامة أسابيع ثقافية مختلفة لتبادل المخزون الثقافي والفكري والأدبي للدول الإفريقية مع تسليط الضوء علي أدباء ومفكري القارة السمراء وكذا ترجمة الأعمال الأدبية وإقامة معارض دائمة للكتب, إقامة أسابيع فنية وورش لتعليم الحرف اليدوية التي تشتهر بها الدول الإفريقية لإحداث طفرة نوعية في تلك الحرف, خاصة وأن ثروات إفريقيا الطبيعية من الخامات تؤهلها لذلك, وأخيرا لابد من أن تقام ملتقيات للمرآة والشباب الإفريقي لمناقشة أهم القضايا والمتطلبات في تلك الدول. ومن الثقافة إلي السياحة ويتحدث عنها نقيب المرشدين السياحيين بأسوان سابقا عبد الناصر صابر الذي أشاد بقرار الرئيس مطالبا بإقامة متحف متخصص للدراسات الأفريقية الإنسانية, مضيفا بأنه يري أن تعود جامعة أسوان إلي مسماها القديم جامعة أسوان الأفريقية بحيث تكون الدراسة فيها مختصة بالشئون الأفريقية والمصرية باللغات المختلفة, كما يري ضرورة الربط مابين الجذور التراثية للقبائل العربية والأفروعربية في الجنوب مع الأفارقة والدعوة والترويج للتبادل السياحي مابين أسوان والدول المختلفة, وتشجيع التبادل الرياضي وإقامة الدورات المتنوعة في كافة الألعاب, خاصة فيما يتعلق بدول حوض النيل, وتابع إن تنوع السياحة أمرا ملحا في ظل كون أسوان عاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية, فمثلا هناك مركز مجدي يعقوب للقلب ومن المنتظر أن يقيم هذا الرجل الوطني المخلص مركزا طبيا عالميا في مدينة أسوان الجديدة ونتمني أن يمتد إلي مدينة أبو سمبل السياحية ويتوسع في علاج الأمراض التي تتخصص في طب المناطق الحارة, ودعم نقيب المرشدين مقترح مدير عام الثقافة بإقامة مدينة للطفل الأفريقي في أسوان, كما أكد ضرورة الاهتمام بالحرف اليدوية التي تعتمد علي الخامات وعلي رأسها صناعة الخزف التي تعد أول صناعة بشرية في التاريخ. وفيما يتعلق بالاقتصاد والتجارة, قال محمد أبو القاسم رئيس الغرفة التجارية بأسوان إن جنوب مصر مؤهل تماما ليكون بورصة سلعية للتجارة مابين الدول الأفريقية ومصر ودول العالم علي طريقة جبال علي في دبي, ففي الإمارات العربية المتحدة تطبق هذه التجربة التي حولت دبي إلي مركز تجاري وملتقي لبورصات العالم المختلفة وليس هناك مايمنع من تطبيقها في أسوان وأبو سمبل, حيث تمتلك المحافظة منفذين بريين لربطها بأفريقيا, الأول آرقين الغربي,والثاني عن طريق قسطل وأدندان شرقا,بالإضافة لإمكانية التصدير من خلال منفذ برنيس البحري الذي يرتبط بأسوان من خلال طريق مجهز. ويري رئيس الغرفة التجارية بأسوان إن إقامة بورصة سلعية بمنطقة أبوسمبل جنوبا ستحول أسوان إلي مركز تجاري هائل يجمع جميع أنواع التجارة التي تحتاجها الدول الأفريقية, وأضاف إن ذلك يستوجب تفعيل اتفاقية الكوميسا مع دول غرب أفريقيا من خلال منظمة الوحدة الأفريقية,وتدخل الحكومات لتأمين الطرق البرية, والإسراع قبل هذا وذاك بالانتهاء من إنشاء طريق الإسكندرية- كيب تاون الذي سيمر قطعا بجنوب مصر كمفتاح للدخول إلي أعماق القارة السمراء, لافتا إلي تفعيل القرار الرئاسي الصائب يحتاج إلي تعدد الموانيء الجافة في الجنوب مما سينعكس علي الاقتصاد المصري بالإيجاب وسيوفر الآلاف من فرص العمل محولا مدينة أسوان الرائعة إلي دبي أخري. ويبقي أخيرا رآي المواطنين في أسوان, حيث عبر كل من مهاب حسن عبد الكريم ومصطفي صلاح ظافر من الشباب الذي شارك ممثلا لمحافظة أسوان في المؤتمر الشبابي الأخير عن عظيم شكرهما للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أقر اعتبار أسوان عاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية, وقالا أن هذا القرار يؤكد رؤية الرئيس الثاقبة لمستقبل مصر.