مع بداية العام السابع والعشرين من عمر الأهرام المسائي يزداد إحساسي بزهو لا يضاهيه زهو, وبفخار لا يماثله فخار, بقدرة هذا الكيان علي مواصلة رسالته الوطنية والقومية كمنبر يتسع لكل رأي, وكراية تعبر عن أحلام وطموحات الوطن المصري والأمة العربية. وإذا كانت في حياتي المهنية محطات عديدة تستحق التوقف أمامها بالتأمل ومراجعة الدروس المستفادة منها فإن محطة إنشاء الأهرام المسائي تمثل أهم وأعز المحطات عندي لاعتبارات عديدة, لعل أهمها أنها كانت بمثابة اختبار للقدرة علي تحدي الصعاب وقهر المستحيلات, فما بين قرار إنشاء الجريدة وظهورها كمطبوعة في الأسواق بضعة أيام لا يمكن بأي مقياس علمي أن تسمح بمجرد وضع خطة علي الورق. ولكن بقوة الإرادة وبفضل وعزم مجموعة من الشباب الذين راهنت عليهم تمت عملية الولادة بعد أقصر فترة حمل في تاريخ الصحافة, وظهر المولود الجديد قويا وعفيا مع اندلاع حرب تحرير الكويت يوم17 يناير.1991 ومع أن الابن والزميل علاء ثابت, رئيس التحرير, فاجأني مساء أمس فقط بطلب كلمة في هذه المناسبة فإنني لم أدع المناسبة تمر دون أن أجدد وصيتي له بالحفاظ علي الأهرام المسائي والحفاظ علي روح الكتيبة المقاتلة التي صنعت هذه المعجزة الصحفية وحافظت عليها حتي اليوم.. ولعلها فرصة لكي أوجه التحية لأبنائي من خريجي مدرسة الأهرام المسائي وأترحم علي قائمة طويلة من شهداء الأهرام المسائي لا يتسع المجال لذكرهم, لكنهم مازالوا في القلب والذاكرة. مبروك يا أستاذ علاء.. ومبروك لمؤسسة الأهرام بهذا المولود الذي ولد عملاقا قبل26 عاما ولا يزال يضيء سماء الصحافة المصرية ويشع بأنوار الثقافة والمعرفة الوطنية والقومية ليس فقط علي صفحات الأهرام المسائي وإنما من خلال خريجي هذه المدرسة المنتشرين في كافة أنحاء العالم العربي كصحفيين ومقدمي برامج تليفزيونية وخبراء في الإعداد التليفزيوني وأساتذة في الترجمة الصحفية للعديد من اللغات الأجنبية. ويا أبنائي الأعزاء في الأهرام المسائي الغراء, أهنئكم وأهنئ نفسي معكم وكل عام ونحن أسرة واحدة في أحضان المؤسسة الأم مؤسسة الأهرام العريقة.