علي مدي يومين شرفت فيهما بالمشاركة في دورة تدريبية أعدتها المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات( النادو) بقيادة الدكتور أسامة غنيم الخبير المصري المتميز في مجال مكافحة المنشطات, الدورة كانت مخصصة لتعريف الإعلام الرياضي بالمنشطات وخطورتها وكيفية إدارة مكافحتها محليا وعالميا من خلال المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات( الوادا), التي باتت بمثابة الكابوس لدي الرياضيين المنحرفين الباحثين عن التتويج ولو علي حساب الأخلاق والقيم واللعب النظيف, ومن خلال المحاضرات التي قدمها الدكتور أسامة غنيم المدير التنفيذي للمنظمة المصرية, والدكتورة هناء أمير مدير إدارة المكافحة بالمنظمة المصرية, تعرفت مع زملائي الإعلاميين علي هذا العالم الغامض لدي البعض والخطير علي الإنسان والرياضة, ألا وهو المنشطات, وقدم الدكتور أسامة عرضا لتاريخها الذي يعود لمطلع القرن الماضي, وكيف أن اللجنة الأولمبية الدولية كانت هي المسئولة عن محاربة المنشطات ثم تقاسمت الأمر مع( الوادا) ثم استحوذت الأخيرة علي الأمر بمفردها منذ العام1999, ومن بعده أعلنت الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات والتي وقعت عليها دول العالم ومن بينهم مصر العام2004, ومنذ ذلك التاريخ باتت المنافسات الرياضية مراقبة, وكل اللاعبين يخضعون لكشف المنشطات, ثم تطور الأمر وبات الكشف علي الرياضيين متاحا للمنظمة في اي وقت واي مكان وبالتالي لم يعد الأمر, مرهونا بالمنافسات, وإنما حتي أثناء التدريبات, وتم تصميم برنامج علي الشبكة العنكبوتية, ليقوم كل لاعب بتسجيل برنامجه اليومي من الاستيقاظ حتي النوم, ويمكنه ان يحدد ساعة بعينها ومكانا محددا لاستقبال ضابط المنشطات لأخذ العينة فيه, ولا يملك أن يغير هذا المكان في ذات اليوم وإلا تعرض لعقوبة الإنذار التي تسبق عقوبة الايقاف والتي تمتد من عامين الي أربعة أعوام, ومن هنا لم يعد ممكنا أن يسجل اللاعب بيانات مغلوطة او يمكن له تغييرها قبل وقت قصير, فبات اللاعب وكأنه مراقب طول اليوم, وهذا أمر يسعد به اللاعب الملتزم أما الذي تعود علي تعاطي منشطات تحت أي بند, فإنه سيحاول الهرب منه وهو ما سبب إيقافا لنجم كبير وبطل أولمبي في لعبة فردية, لأنه لم يحدد أماكن تواجده, ومن عجب أن الأمر امتد الي تحميل اللاعبين مسئولية كل ما يتناولونه من أغذية أو أدوية تدخل فيها مواد محظورة, وبالمناسبة فإن( الوادا) يسجل سنويا قائمة باسماء الأدوية المحظورة وعلي اللاعبين والأطباء أن يراعوا هذه القائمة, والأعجب ان من بين هذه المحظورات مواد توجد في أدوية علاج نزلات البرد, وأخري موجودة في أدوية التبويض بالنسبة للسيدات وهو ما تسبب في إيقاف بطلة بارالمبية, رغم أن ما تعاطته ليس منشطا من أجل الفوز باللقب, وإنما من أجل الإنجاب وهو أمر إنساني لا تلام امرأة عليه, غير أن كونها رياضية فكان يجب عليها أن تخطر( الوادا) بما تتعاطاه من أدوية, وهو ما قدمته البطلة في الاستئناف ضد الإيقاف فتم تخفيف العقوبة عليها, ومن هنا فإن مهمة الأطباء في الاتحادات الرياضية باتت مهمة للغاية في متابعة كل ما هو جديد في عالم المنشطات, وعلي الدولة ممثلة في وزارتي الصحة والشباب والرياضة محاربة أوكار الترويج للمنشطات بكافة أنواعها وفي المقدمة منها حبوب( الهلوسة) وكذلك حبوب( نفخ) العضلات من أجل الحصول علي قوام رياضي, لكن للأسف ثبت علميا أن هذه الأدوية تسبب العقم للرجال وبالتالي فتناولها يعد جريمة ويجب تحريمها.