قدر مصر أن تكون رأس الحربة في مواجهة الإرهاب, وأن تقوم بدورها الرائد نيابة عن العالم كله, ذلك أن القضاء علي الإرهاب لا يكون بالبيانات الصحفية, ولا بالخطب الرنانة التي تلقي في المحافل والاجتماعات الدولية, ولا يصح أن تتسم الحرب علي الإرهاب بالميوعة أوالمواربة, ذلك أن خطر الإرهاب يكاد يهدد العالم كله, شرقه وغربه وشماله وجنوبه, أيا كانت ديانة الدولة أونظامها السياسي وقد رأيناه يضرب ألمانيا وفرنسا وأمريكا وتركيا رغم تساهلها مع الجماعات المتطرفة وإيوائها عناصرها الهاربة من العدالة, كما أنه يضرب الدول العربية في إفريقيا, ليبيا وتونس علي سبيل المثال, ولم تسلم منه دول المشرق العربي حيث أدي إلي خراب سوريا وتهجير أهلها, وأصاب لبنان واليمن والمملكة العربية السعودية. وكان الرئيس السيسي أول من تنبه لخطورة الإرهاب, حتي قبل أن يستفحل أمره وتتطور عملياته النوعية وتتسع رقعتها الجغرافية, وذلك حين طلب من الشعب المصري في يوم24 يوليو2013, وكان آنذاك وزيرا للدفاع وبطلا حقيقيا واجه جماعة الإخوان ورغبتها في الاستئثار بحكم مصر وتحويلها إلي ولاية تخضع لوهم الخلافة الإسلامية, طلب من الشعب أن يحتشد في ميدان التحرير ويفوض الجيش والشرطة باتخاذ اللازم لمواجهة العنف والإرهاب, ولم يخذل الشعب بطله, وفاضت ميادين مصر بالملايين من أبناء الشعب الواثقين في جيشهم وشرطتهم وقياداتها تفوضهم في حرب الإرهاب المحتمل والقضاء عليه. وقد أشار إلي ذلك الرئيس السيسي في مداخلته مع الإعلامي عمروأديب, في برنامج كل يوم الذي يذاع علي قناة أون إي الفضائية, وقال: أردت من هذا التفويض أن أطلع أبناء الشعب المصري أن مواجهة الإرهاب وحجم التحدي ليس علي مدار اليوم أوالأسبوع ولكنه سيكون علي مدار سنوات, وسنتحمل تكاليف كبيرة, ليست أموالا ولكنها دماء وأبناء الوطن, ثم تأتي إلي الأمر الثاني من الأموال والمعدات وغيرها. وجاءت مداخلة الرئيس السيسي بعد العملية الإرهابية الفاشلة التي تصدت لها قوات إنفاذ القانون بسيناء, واستهدفت كمين المطافي بالعريش, وراح ضحيتها8 شهداء, عن طريق هجوم انتحاري بعربة جمع قمامة مسروقة, تلاه هجوم مسلح شارك فيه20 إرهابيا بقذائف الآر بي جي لكن القوات تعاملت مع الإرهابيين وقتلت منهم عددا كبيرا وفرقتهم قبل أن يحققوا أهدافهم. وخلال المداخلة أشار الرئيس إلي أن أجهزة الدولة تقوم بعملية قياس ليتضح أمامها مؤشر التقدم أوالثبات أوالتأخر, لكن حجم التحدي كبير ويدل علي أن مصر تواجه الإرهاب وحدها, مؤكدا أن الشعب المصري قام بإحباط مخطط تعرضت له دول المنطقة, وكان المقابل خسائر تكبدها, وأن الدولة كانت حريصة للغاية ألا يصاب مدني أوبريء في الموجهات مع العناصر الإرهابية, وأوضح الرئيس أن حجم الخسائر والتكلفة المالية في السنوات الثلاثة الماضية كبير, مشيرا إلي أن سيناء وحدها بها41 كتيبة تضم نحو25 ألف جندي بخلاف قوات الأمن. وحول دور الإعلام أكد الرئيس أنه لا بد من اصطفاف الإعلام لمواجهة الإرهاب, مقارنا بين واقع الإعلام الآن وما كان عليه عام67, مشيرا إلي أن الإعلام عام1967 كانت متحدا للغاية علي قلب رجل واحد بالتعاون مع أجهزة الدولة, وتساءل: هل الحشد الإعلامي والرأي العام وراء المواجهة ضد الإرهاب؟ وأجاب بنفسه: لا بالطبع وهذا واقع إعلامي غير الواقع الإعلامي في السابق. وأكد الرئيس أن حجم المؤمرات الخارجية والداخلية لا يشغله بشيء وإنما يشغله وحدة واتحاد المصريين الأمر الذي أبهر العالم, ووجه الشكر لهم, قائلا إن المواطن المصري رغم كل الضوضاء بيقول لمصر أنا جنبك ومش هسيبك, المصري بيحافظ علي بلده, وتحيا مصر.