اجمع كفيك وتمني أمنية كبيرة.. أغمض عينيك لدقيقة واحدة وأحلم بأن العام الجديد سيكون أروع.. علق لثوان فقط همومك علي مشجب لا تراه عيناك واستحضر فقط كل أشيائك الجميلة. . تذكر ابتسامة أمك في الصباح وهي تدعو لك بالخير حاملة كوب الحليب وخبزها الطازج.. تذكر سحر القمر وأنت تطل من شرفة نافذتك في ليلة كنت فيها رفيقا للسحاب.. تذكر أجمل زي ارتديته طفلا في ليلة العيد وكم كنت مختالا به أمام مرآتك طوال الليل.. تذكر لحظة ترقيك في عملك أو تفوقك في دراستك وفرحة أول راتب تحصلت عليه من كد يدك وأول هدية قدمتها لأمك أو زوجتك أو أحد أبنائك وكم سعدوا بها.. تذكر لحظات فرجك بعد ضيق أحاطك ونهوضك بعد تعثر أرداك وشفائك بعد مرض أصابك.. تذكر أول كلمة حب اخترقت قلبك وأول أغنية أهديتها لمن تهوي وأول قنينة عطر اقتنيتها وأول صدقة غرست بها فرحة بقلب محتاج وأول لمة حلوة في إفطار رمضان أسري وأورع لحظة دفء مع شريك روحك وقلبك.. فقط للحظة واحدة امسح من ذاكرتك كل مخزون القبح ومن قلبك كل ترسبات الغضب والحقد.. لحظة واحدة تفاءل وتذكر أن هناك ربا لا ينساك وعينا لا تغفل عنك أبدا تذكر أن هناك أناسا دافئين حولك يفرحون لفرحك ويلتفون إلي جوارك في محنتك.. تذكر كل ذلك لمجرد لحظة وافرد ذراعيك وارفعهما للسماء وابتسم وقل بملء قلبك.. الحمد لله. ما أروع أن نستقبل العام الجديد وقد غابت عنا مشاهد القتل والدمار في كل مكان وعن أذهاننا الذكريات والأحداث المؤلمة وعن أعيننا مقدمو التوك شو الذين ينفخون رءوسنا طوال العام بهرطقات لا طائل منها ويصدرون لنا اليأس والإحباط مجانا. دعونا نبتسم من قلوبنا دون أن نلهث وراء خزعبلات المتنبئين وأوهام الأبراج الفلكية فالأمر كله مرده لله عز وجل وأقدارنا لا تبديل لها إلا بإذن الله فلا تنشغل بمن يضعونك في زاويتهم الضيقة ويلقون أحجار التشاؤم في طريقك.. فقط نتوكل علي من يكفل أرزاقنا ويحيطنا بنعمه التي لا تعد ولا تحصي.. ما أروع أن نفعل ذلك فمن استبشر بالخير وجده. جميعنا يدرك ما يحيط بنا من يأس وموجات غلاء ونبرات تشاؤم ومن قتل وتشريد هنا وهناك لكن اعلم أ تشاؤمك ليس علاجا وقعودك مع القاعدين ليس حلا عليك أن تجدد روحك بالتفاؤل فلا تدري نفس ماذا تكسب غدا وكلما اشتدت الظلمة كانت إيذانا بقرب النور والفرج هكذا يبشرنا ربنا تبارك وتعالي إن مع العسر يسرا.. وإن بعد العسر يسرا فاليسر قادم لا محالة مادام داهمنا العسر وكدر علينا صفو أيامنا هي فقط اختبارات لمدي إيماننا وصبرنا وإلي أي الفسطاطين سيئول مآلنا إلي المستبشرين أم القانطين.. الناجين أم الهالكين.. إلي الذين يعلمون أن لهم ربا أم إلي الذين قنطوا من رحمة الله. لتكن روزمانتنا للعام الجديد كل أوراقها تفاؤل وكل أيامها بشري فقط علينا أن نبتهل إلي الله عز وجل بأن يرفع عنا الغلاء والبلاء والوباء ويوسد أمورنا لخيارنا ويجعل بطانتهم أهل رحمة وتبصره بأحوال البلاد والعباد.. آمين.. وكل عام أنتم جميعا إلي الله أقرب تملأ قلوبكم البشري والخير والرحمة.