فيما حذر عدد من الأثريين من حدوث كارثة تتمثل في انهيار أجزاء من مبني الأوبرا التاريخي بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية, بعد ظهور هبوط أرضي بالساحة المقابلة لها, أكد اللواء رضا فرحات محافظ الإسكندرية, أن الهبوط وقع بسبب كسر في ماسورة مياه ولا يؤثر مطلقا علي سلامة المبني. يقول محمد حسن, الباحث الأثري, أن الهبوط الذي وقع بالساحة المقابلة لدار أوبرا الإسكندرية وما يطلق عليها ايضا مسرح سيد درويش يبلغ قطره15 مترا, مشيرا إلي ان هذا الهبوط يعود إلي ان المنطقة بالكامل مبنية علي مدينة أثرية قديمة ومفرغة بشكل كبير. وأضاف: تواجد تمثال من البرونز يزن أطنان ل نوبار باشا أول رئيس وزراء لمصر في العصر الحديث, علي كتلة خرسانية ضخمة علي أرضية الساحة والتي تسبح فوق منطقة أثرية بجوفها, ساهم في حدوث الهبوط وينذر بكارثة أخري أكبر مستقبلا مطالبا بضرورة أن يكون هناك تدخل من الجهات المعنية لحماية المبني. من جانبه قال اللواء رضا فرحات, محافظ الإسكندرية, أن الهبوط الأرضي وقع نتيجة لكسر في ماسورة مياه عذبة منذ فترة وتم إصلاحها, مؤكدا أنها لم تسبب اي تهديد لمبني الأوبرا كما ردد البعض.. وأشار إلي أن هيئة الآثار قامت أمس بإعادة الشئ لأصله وسوف تقوم شركة الصرف الصحي بالكشف والمتابعة لإزالة آثار الهبوط وتجنب حدوثه مرة أخري, وذلك انطلاقا من حرص المحافظة علي الحفاظ علي مبني من أهم وأعرق المباني التراثية والتاريخية بالثغر. من جانبه قال محمد متولي مدير آثار الإسكندرية أن مبني مسرح سيد درويش والأرض المقابلة له وتمثال نوبار باشا يتبع وزارة الآثار, وستقوم الوزارة بإجراء تطوير شامل عقب انتهاء موسم الحفلات في بداية شهر يناير المقبل, وسيتم معالجة أي هبوط موجود بالمنطقة يشار إلي أن مبني دار أوبرا الإسكندرية أو مسرح سيد درويش تم بناؤه في العام1918 وافتتح عام1921, وتعتبر هي دار الأوبرا الثانية في مصر, بعد دار الأوبرا الخديوية القديمة, وتم تسجيل المبني في عداد الآثار بالمدينة في العام1999, وصمم المبني علي الطراز المعماري الأيوني, المهندس الفرنسي الشهير جورج بارك لآل قرداحي في المدينة الذي استوحي تصميمه المعماري من تصميم دار أوبرا فيينا بالنمسا ومسرح أوديون في باريس, كما قام بتزيينه بزخارف أوروبية كلاسيكية الطابع كما كان سائدا في مصر بداية القرن العشرين.