النصر مدمن هزائم

مافيش فايدة في فريق النصر للتعدين لكرة القدم, فقد استنفد أسامة عرابي المدير الفني كل قواه الفنية والبدنية مع هذه المجموعة من اللاعبين التي لا يصلح معظمها للعب في دوري المظاليم, فهذا الفريق بالفعل يذكرنا من تعاقد مع لاعبيه بالفيلم الكوميدي2/4/4 للنجم الراحل يونس شلبي, ومن الظلم أن يكمل عرابي معه المشوار احتراما لتاريخه كلاعب ومدرب إلا إذا كان يستبشر خيرا بصفقات الشتاء المقبلة.
وعموما وكالعادة خسر النصر علي ملعبه أمام منافس جاء ليؤدي مباراة علي قدر أهميتها بهوادة ودون شراسة وحقق ما أراد بالفوز بثلاث نقاط جديدةوبهدفين بلا رد في مواجهة أقيمت في الصعيد مساء أمس وبات النصر مدمنا للهزائم بطريقة لا تليق مع اسمه.
وقبل الخوض في تفاصيل اللقاء ومن واقع التحليل الفني يمكن رصد عدة نقاطلعل أبرزها بدء ظهور التأثير السلبي لضغط المباريات بسقوط اللاعبين في مصيدة الإصابات ومنهم من نجا ومنهم من لم يستطع, فكان نصيب محمد رزق لاعب الطلائع وحسين محمد لاعب التعدين الخروج من الملعب, واستمرار مسلسل المهازل التحكيمية في الدوري المصري, وهذه المرة كان من بطولة أشرف رشاد الذي أدار اللقاء وتغاضي عن ركلة جزاء صحيحة لمصلحة التعدين وعاد بعدها بدقيقة ليحتسب أخري أثارت جدلا كبيرا, وأخيرا وصدق أو لا تصدق أنأول تسديدة علي مرمي طلائع الجيش جاءت في الدقيقة91 من عمر المباراة.
بنفس الطريقة الرقمية1/3/2/4 بدأ الفريقان اللقاء بالاعتماد علي رأس حربة صريح ومن خلفه ثلاثة لاعبي وسط مهاجمين, ففي التعدين تولي حمادة جلال مهمة باتريك أدو الجالس علي دكة البدلاء, ولكن شتان الفارق بينهما في الشراسة علي المرمي, بينما اعتمد الطلائع علي المالي نيكولاس داو ومن خلفه أحمد عيد ومحمد أشرف والبديل محمد شريف, ولم يمهل الطلائع أصحاب الأرض الفرصة لجس النبض ووضحت معالم البداية جيدا, حيث هاجم بثلاثة لاعبين: عيد ومحمد أشرف والمالي داوفي محاولة لفرض الانتشار العرضي وخلخلة دفاع التعدين, وتشهد الدقائق العشر الأولي فرصتين, الأولي للتعدين عن طريق هيثم الفيل الذي أجاد التحرك في العمق ولكن يتصدي عماد السيد لكرته, والثانية للجيش عن طريق عرضية عاصم صلاحالتي لم تجد من يتابعها.
ومبكرا يفقد الطلائع جهود محمد رزق بإصابة مفاجئة ليدفع أحمد سامي بمحمد شريف بدلا منه ومعه ينقل عيد إلياليمين ومحمد أشرف عبد القادر إلي اليسار, وبالمثل يفقد النصر لاعبه حسين محمد بإصابة في العضلة الخلفية ليدفع عرابي بإسلام شرقية بدلا منه, وتمر النصف ساعة الأولي في اللقاء بأداء عشوائي وبلا خطورة, خاصة وأن أسامة عرابي أجاد غلق منطقة العمق بتكثيف لاعبي الوسط وتضييق المساحات التي تعامل معها الجيش بمحاولات تسديد ذهبت جميعها فشنك.
ومع الدقائق العشر الأخيرة تكثر اعتراضات جهاز الطلائع علي الحكم أشرف رشاد وتظهر خطورة لهجمات الضيوف مع تحركات أحمد عيد الذي صنع هجمتين مرتدتينلفريقه, وقبل نهاية الشوط يتصدي عماد السيد حارس طلائع الجيش لرأسية هيثم مصطفي الفيل قبل أن تسكن الكرة شباكه في أخطر فرص الفريقين لينتهي الشوط العقيم فنيا بلا أهداف.
ويبدأ شوط اللقاء الثاني بحصار من الجيش لدفاعات النصر للتعدين الذي ارتد لاعبوهبغرابة شديدة إلي الخلف فكانت النتيجة هدفا مبكرا للضيوف بخطأ ساذجمن الدفاع الذي تمركز بشكل سيئ في ركلة مباشرة نفذها عاصم صلاح وتابعها المدافع معتمد محسن برأسه في شباك الحارس أحمد حمدي المشارك أيضا في مسئولية الهدف, ويحاول لاعبو التعدين العودة للقاء من جديد وتتهيأ الكرة لحمادة جلال داخل منطقة الجزاء ولكن تضل طريقها للمرمي بعد اصطدامها بالفلسطيني البهداري مدافع الطلائع.
وفي الربع ساعة الثانية من نصف اللقاء الثاني يعود الجيش للدفاع عن مرماه معتمدا علي قدرات أحمد عيد ومحمد أشرف في نقل الفريق من الوضعالدفاعيللهجوم وهو ما دار بفكر مدربه الذي لجأ لاستبدال مهاجمه الصريح نيكولاس بلاعب الوسط المهاجم السريع حسن يوسف علي أن يتولي محمد أشرف مهمة رأس الحربة, ويرد عرابي بتغيرين بالدفع بمهاجمه الغاني باتريك أدو بدلا من حمادة جلال وأحمد مدبولي بدلا من رمضان ربيع. وبنزول حسن يوسف ومع ظهور المساحات في خط دفاع التعدين كان لابد وأن تهتز الشباك للمرة الثانية وهذه المرة كانت عن طريق محمد أشرف وبتمريرة حريرية من حسن يوسف.
وتشهد الدقائق العشر الأخيرة قمة الإثارة بعد أن تغاضي الحكم أشرف رشاد عن ركلة جزاء صحيحة وواضحة لأحمد مدبولي لاعب التعدين وعاد بعدها بدقيقة ليحتسب ركلة جزاء مشكوك فيها لنفس اللاعب وأهدرها عبد العزيز إمام بسذاجة بعد أن سدد الكرة بقوة مفرطة وكأنه أراد أن ينتقم من فريقه السابق, وتبث الركلة المهدرة روحا جديدة في طلائع الجيش الذي كاد أن يعزز انتصاره بهدف ثالث من رأسية عاصم صلاح لولا تصدي الحارس أحمد حمدي للكرة ببراعةلينتهي اللقاء بفوز الطلائع بالهدفين وبأقل مجهود.
وثيقة المباراة
تخطي طلائع الجيش حاجز العشرين نقطة وعاد من أسوان بثلاثة نقاط غالية بعد فوزه علي النصر للتعدين بهدفين دون رد سجلهما معتمد محسن ومحمد أشرف في الدقيقتين75,49 من عمر اللقاء.
جاء الشوط الأول فقيرا فنيا ولم يشهد سوي أشباه فرص للفريقين, وفي الشوط الثاني كانت السيطرة للطلائع الذي باغت أصحاب الأرض بهدف مبكر برأسية معتمد محسن, وفي الوقت الذي حاول فيه النصر للتعدين تعديل النتيجة والعودة إلي اللقاء قضي محمد أشرف علي آمال الفريق بالهدف الثاني, وقبل النهاية أهدر عبد العزيز إمام ركلة جزاء للتعدين لينتهي اللقاء بثنائية دون رد للجيش الذي رفع رصيده إلي22 نقطة, فيما تجمد رصيد النصر للتعدين عند5 نقاط.
عرابي: غير موفقين حتي في ركلات الجزاء
أبدي أسامة عرابي المدير الفني لفريق النصر للتعدين حزنه الشديد علي خسارة فريقه أمس أمام طلائع الجيش, وقال عرابي: إن هناك عوامل خارجية أدت للهزيمة ومنها خبرة لاعبي الجيش وعدم التوفيق الذي لازم اللاعبين في أكثر من فرصة وكذا ضربة الجزاء المهدرة التي كانت ستعيدنا للمباراة من جديد, بالإضافة لبعض القرارات التحكيمية غير الموفقة. وأشار عرابي إلي أنه لا يستطيع توجيه اللوم للاعبيه الذين أدوا ما عليهم, لافتا إلي أن الفوز كان ممكنا لولا ظروف إصابة باتريك أدو التي دفعتنا للإبقاء عليه علي دكة البدلاء ومع هذا فقد أدي المهاجم البديل حمادة جلال المطلوب منه.
أحمد سامي: الشوط الأول لم يحضر أحد
أعرب أحمد سامي القائم بعمل المدير الفني لطلائع الجيش عن ارتياحه لفوز فريقه أمس علي النصر للتعدين, وقال سامي: إن المباراة كانت صعبة قبل بدايتها وحققنا الهدف منها بالعودة بالنقاط الثلاث التي كسرنا بها حاجز العشرين نقطة, وأضاف بأن الشوط الأول جاء عقيما وفقيرا وبصراحة الفريقين لم يحضرا المباراة في الشوط الأول, أما الشوط الثاني فكنا الأفضل والأخطر وكان هناك تصميم من اللاعبين علي الفوز.
وحول تغييراته في اللقاء, قال سامي: إن إصابة محمد رزق أربكت حساباته وغيرت من شكل وطريقة الأداء, وفي الشوط الثاني وبعد تقدمنا بهدف قمت بالدفع بحسن يوسف لاستغلال المساحات في خط ظهر التعدين وهو ما أسفر عن الهدف الثاني الذي قتل اللقاء.
خناقة بين تريكة وأحمد سامي
شهدت غرفة ملابس طلائع الجيش قبل بداية لقاء النصر للتعدين أمس في أسوان مشادة ما بين اللاعب محمد جمال تريكة صانع ألعاب الفريق وأحمد سامي القائم بعمل المدير الفني للفريق العسكري علي أثر استبعاد اللاعب من المشاركة في التشكيلة الأساسية التي بدأت اللقاء, حيث اعترض اللاعب بشدة علي قرار مدربه أحمد سامي وخرج من الغرفةفي حالة عصبية شديدة ليجلس علي مقاعد البدلاء, وعلي الفور قرر سامي استبعاده من قائمة الفريق ومن المنتظر أن يعرض أمره علي إدارة النادي عقب عودة الفريق إلي القاهرة اليوم.