احتدمت الاشتباكات بين فصائل مسلحة متنافسة أمس في أسوأ قتال بالعاصمة الليبية طرابلس منذ أكثر من عام. وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود في السماء وتردد دوي الانفجارات في منطقتي أبو سليم والهضبة وقال شاهد عيان إن طريقا رئيسيا قريبا أغلق بحاويات شحن,كما سمع دوي إطلاق النار في عدة أحياء أخري. وتسيطر جماعات مسلحة مختلفة علي طرابلس وتقع بينها اشتباكات متكررة للسيطرة علي الأرض أو لتحقيق مصالح اقتصادية, وبعض الجماعات لها وضع شبه رسمي لكن لم تنجح أي حكومة في ترويض قوتها منذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي قبل خمسة أعوام. والاشتباكات هي أحدث انتكاسة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة والتي وصلت إلي العاصمة في مارس بموافقة بعض أقوي الفصائل المسلحة لكنها تكافح لبسط سيطرتها. والحكومة جزء من جهود غربية لإنهاء الفوضي في ليبيا وتوحيد الفصائل التي تحالفت مع حكومتين متنافستين إحداهما في طرابلس والأخري في شرق ليبيا, لكن الحكومة تواجه مقاومة من شخصيات ذات نفوذ في شرق ليبيا كما تواجه أخيرا مقاومة من شخصيات لها علاقة بحكومة سابقة في طرابلس حاولت الإطاحة بها. وتتزايد انتقادات سكان طرابلس لحكومة الوفاق الوطني بأن زعماءها فشلوا في حل المشاكل الاقتصادية المعقدة وإعادة الخدمات العامة وتحسين الأمن. وانتشرت شائعات عن أعمال عنف جديدة في طرابلس في الأسابيع القليلة الماضية, فيما اعتبر موقف حكومة الوفاق الوطني اضعف. وقال محمد سالم وهو أحد السكان لرويتر أمس لم تتوقف الاشتباكات بين الفصائل في طرابلس ولا أثر لحكومة الوفاق الوطني. وأضاف أن سكان طرابلس لا يعلمون أي شيء عن أهداف سياسية وراء الاشتباكات. وقال: ما يحدث في طرابلس صراع علي السلطة... وتريد كل ميليشيا بشدة انتزاع السلطة لأنها تعلم أنه إذا سيطرت علي العاصمة فإنها ستحكم.