عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تعيش حالة سيولة وتحتاج إلي الاستقرار

أكد الدكتور ابراهيم بدران ان مصر تمر حاليا بحالة سيولة وان تنحي الريئس مبارك تم بشكل حضاري يعكس سمو مصر وثورتها البيضاء‏.‏
وأضاف في حواره مع الأهرام المسائي‏,‏ ان البحث العلمي في مصر يواجه أزمة تمويل وانفصال عن الواقع‏.‏ وقال الدكتور إبراهيم بدران الذي يعد أحد أهم أبرز علماء الطب المصريين والذي شغل منصب وزير الصحة عام‏1976‏ ويشغل حاليا منصب مقرر عام المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا‏:‏ ان الحكومة الانتقالية يجب ان تخرجنا من ازمتنا لتتولي الأمور حكومة مستقرة‏,‏ وإلي نص الحوار‏:‏
‏*‏ كيف تري مصر في ظروفها الراهنة؟
‏**‏ مصر تعيش الآن مرحلة سيولة وهي بحاجة للاستقرار وان يكون هناك تفهم لطبيعة تلك المرحلة سواء من الحاكم أو المحكوم وتقييم كل تحرك وانعكاسه علي مستقبل مصر ومن الأشياء التي تؤلمني وجود شك بين الحاكم والمحكوم قبل الثورة وكذلك في الوقت الحالي هناك شك في تعامل المواطن مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة رغم ان القوات المسلحة هي التي صانت الثورة ويسرت لها كل سبل نجاح كما كانت سببا في سهولة التفاف كل فئات الشعب حول الثورة‏,‏ ونحن في مرحلة انتقالية واحمد الله انه لم يحدث انشقاق بين الحاكم والمحكوم ولدينا دول عربية عديدة حاليا تمر بظروف مشابهة وخير مثال اليمن وليبيا وسوريا فثورتنا بيضاء حتي تنحي الرئيس السابق عن الحكم تم بشكل حضاري جدا واكد مدي حضارة مصر وسموها‏.‏
‏*‏ كيف تري دور الحكومة الانتقالية الحالية تمهيدا لبناء مصر المستقبل؟
‏**‏ عليها ان تنتشلنا من ازمتنا وتمهيد مصر لتتولي امورها حكومة مستقرة تساعد علي بناء مستقبل وطننا الغالي مصر‏.‏
‏*‏ ما هي أولويات المرحلة الانتقالية التي يجب ان تلتفت اليها الحكومة؟
‏**‏ الصحة والتعليم يجب ان يكونا علي قمة اولويات المرحلة المقبلة فتعريف الانسان في جميع العلوم هو انه وحدة اجتماعية منتجة وتطبيق هذا التعريف يحتاج الي ان يتمتع الانسان بالصحة والمعرفة فالصحة والتعليم يمثلان بوابة عبور مصر لمستقبلها‏.‏
‏*‏ وكيف تشخص وضع كل من الصحة والتعليم في مصر وبناء علي تشخيصك كيف يمكن التعامل معهما علي قائمة الأولويات؟
‏**‏ الصحة والتعليم في مصر يحتاجان الي اعادة بناء من جديد فهما قطاعان لن يجدي تعديلهما أو تغييرهما بل يحتاجان الي بناء جديد ورؤية جديدة لكن بالنسبة للحكومة الانتقالية الحالية أود ان اشير إلي انه من يقبل ان يتحمل مسئولية البلاد في تلك المرحلة فهو فدائي ويلعب لعبة خطيرة لا يري توابعها نظرا لظروف المرحلة الانتقالية التي تشهدها مصر‏.‏
‏*‏ متي تم وقف عمل المجلس؟
‏**‏ هذا المجلس تم وقف العمل به منذ وزارة صبري زكي في الثمانينيات وكان يجتمع شهريا للنظر في الامور المهمة‏.‏
‏*‏ ولماذا تم وقف العمل به؟
‏**‏ كي يتحرر وزير الصحة ويتصرف كيفما شاء‏.‏
‏*‏ ماذا كانت أبرز اهدافه؟
‏*‏ تمثل ابرز اهدافه في الاستفادة والارتكاز علي فكر جميع الجهات التي يمكن ان تتكاتف من اجل مستقبل صحي افضل فكان يمثل فيه علي سبيل المثال وزراء أو ممثلون عن وزارات التعليم والري والداخلية والزراعة والهيئات التابعة لها حتي وزارة الاوقاف كانت ممثلة فيه للحاجة للخطاب الديني في العديد من الظروف الطارئة وكذلك ممثلون عن الحكم المحلي بكل محافظة‏,‏ كما ان هذا المجلس كان يجعل وزير الصحة علي دراية بما يحدث في مصر وكان المجلس بمثابة آراء وليس مجرد طق حنك فكان المجلس بمثابة المرشد والموجه والواقي في الوقت نفسه‏.‏
‏*‏ ألم يكن له موقع علي خريطة التعليم الطبي كأحد مكوناته؟
‏**‏ لاشك في ذلك فكان عمداء كليات الطب ممثلين في المجلس وكان هذا ضروريا للنظر في الامور المتعلقة بالتعليم الطبي واذكر هنا انه كان يوجد مجلس يسمي بمجلس بحوث الصحة تابع لأكاديمية البحث العلمي وكان يسير في خط متواز مع مجلس الصحة بحيث يتولي مسألة اجراء البحوث والانفاق علي البحوث المتعلقة بقطاع الصحة‏.‏
‏*‏ هل سيشكل هذا المجلس فارقا لمصر بعد إحيائه؟
‏**‏ سيحدث فارقا‏100%‏ خاصة فيما يتعلق بالتنسيق بين جميع الجهات التنفيذية في مصر وبما يصب في اهداف المجلس خاصة في الاتصال بالجامعات لأنه سيعتمد في الفترة المقبلة علي القوة البشرية‏.‏ وبالنسبة لقطاع الصحة فالاعتماد سيكون علي خريجي كليات الطب علي اختلافها والتي تشم كليات الطب البشري والاسنان والصيدلة والتمريض وكذلك الفئات المعاونة فهذه قدرة بشرية متاحة امام وزارة الصحة للاعتماد عليها ومن انتاج الجامعات‏.‏
‏*‏ وماذا عن اهميته لوزارة الصحة وتفعيل دورها؟
‏**‏ سيفعل المجلس من دور وزارة الصحة التي تخدم حاليا‏83‏ مليون مواطن وسيسهم في زيادة كفاءتها والأهم من ذلك انه سيساعد الوزير علي ان يكون علي دراية بما يحتاجه المواطن وهذا امر حيوي جدا كما سيعطي الوزير الفرصة ليعطي مصر ما تستحقه وأحيي د‏.‏اشرف حاتم وزيرالصحة علي تشكيل مجلس حكماء له ليعمل جنبا الي جنب مع المجلس لأن ذلك سيمكنه من الوقوف علي مختلف الظروف وقيام المجلس بالدور المنوط به علي افضل الوجوه‏.‏
‏*‏ ألا تتفق معي في ان دور هذا المجلس يختلف الآن عما كان عليه هذا الدور منذ سنوات؟
‏**‏ لازم الدور هيختلف ولكي أوضح ذلك سأسوق مثالا وليكن شركات الادوية فمنذ‏30‏ عاما كان عدد شركات الادوية في مصر‏11‏ شركة وكانت شركات وطنية خالصة حيث لم يكن قد دخل القطاع الخاص في تلك الصناعة في مصر أما الان فوصل عدد تلك الشركات في مصر إلي‏110‏ شركات وبالتالي الرقابة والتنسيق عليها في ضوء عودة المجلس والظروف الراهنة لن تكون كما كان في السابق‏.‏
‏*‏ هل تري ان الاستثمار في مجال الصحة أمر ضروري وحيوي؟
‏**‏ الاستثمار كان ولابد ان يكون في نوعية الخدمات الصحية المقدمة وفي تعليم خريج الطب ليصبح مكتسبا للمهارات المطلوبة لسوق العمل واشير هنا الي مشروع قانون التأمين الصحي الذي اثار جدلا واسعا في ظل النظام السابق وسبب فشله والاعتراض عليه نبع من ان من وضع اسسه هيئة امريكية لاتعلم ما يريده المواطن وما هي الظروف والواقع المصري وأي استثمار في مجال الصحة في الفترة المقبلة لابد وان يتواءم ويتوافق مع قدرة المستهلك المصري وعدم تطبيق نظام التأمين الصحي في مستشفيات باهظة التكاليف‏.‏
‏*‏ ما الذي يمكن وضعه علي قائمة أولويات ملف الصحة في مصر من وجهة نظرك الخاصة بعد احياء المجلس الاعلي للصحة؟
‏**‏ الطب الوقائي لابد ان يكون علي ارقي مستوي فقيراط وقاية يساوي فدان علاج فلابد من توجيه الاهتمام لذلك بقوة في المدارس المصرية علي سبيل المثال‏18‏ مليون تلميذ حاليا فضلا عما لايقل عن‏6‏ ملايين طالب بالجامعات ومليون طالب بجامعة الازهر ومليون ونصف المليون تلميذ بالمعاهد والاهتمام بالصحة المدرسية في هذا الامر مهم جدا لأن هذه الاعداد من الطلاب والتلاميذ هي التي ستبني مستقبل مصر‏.‏
‏*‏ انطلاقا من اهمية دوره التي اوضحتها كيف يمكن الإبقاء عليه بعد مرحلتنا الانتقالية؟
‏**‏ الطريقة الوحيدة للابقاء عليه هي النص عليه في الدستور لأنه ببساطة اذا تم اقراره بقانون فأي وزير مقبل بإمكانه الغاء هذا القانون وبالتالي ادعو لدراسة النص عليه دستوريا بشكل قانوني يكفل له ان يكون ضمن دستور البلاد‏.‏
‏*‏ ما هي العوامل التي يمكن اللعب علي اوتارها للنهوض بمستوي الصحة في مصر؟
‏**‏ قطاع الصحة في مصر تحكمه عدة محاور تشمل‏:‏ التعليم العام‏,‏ والتعليم الطبي بكل كلياته‏,‏ البحث العلمي‏,‏ الجمعيات العلمية الطبية والاهلية العاملة في مجال الصحة‏,‏ ووضع الطبيب المصري ماديا وأود هنا ان اذكر ملاحظة هل تعلمين ان اللحوم تمثل اول واهم خط دفاعي عن الصحة في مصر والاصابة بمرض السل زادت في مصر بعد ارتفاع اسعار اللحوم منذ عام‏1973‏ ولابد من العمل علي تخفيض اسعارها‏.‏
‏*‏ وكيف تري وضع الطبيب ماديا في مصر والمطالبات المستمرة بإقرار كادر جديد للأطباء؟
‏**‏ توجد ثلاث مهن ان لم توفر لها الدولة كفايتها المادية فلايمكن ان تعطي لمصر ومواطنيها بما يرضي الله وهي المدرس والطبيب والقاضي‏,‏ هل تعلمين ان القاضي في إنجلترا يرسل اليه شهريا شيك علي بياض ليكتب مرتبه بنفسه ايا كان المبلغ الذي يطلبه وبالتالي ان اخطأ أو تجاوز او ارتشي يعاقب اشد العقاب‏,‏ وبالنسبة للطب في مصر فوضعه ليس سيئا وقابل للتحسن بدرجة كبيرة جدا ولابد من النظر في كادر الأطباء انطلاقا مما قلته سابقا‏.‏
‏*‏ وماذا عن دور نقابة الاطباء سابقا ولاحقا في نظرك؟
‏**‏ نقابة الاطباء مقيد بها حاليا‏220‏ الف طبيب والمفترض انها مسئولة فقط عن تقويم الاطباء في تصرفاتهم العلمية والسلوكية والنظر في امورهم الاجتماعية فالنقابة حاليا بها لجنة للإغاثة وهذا الامر ليس من اختصاصها بل هو من صميم اختصاص وزارة الصحة والنقابة كان من الممكن ان تؤسس تلك اللجنة من خلال الهلال الاحمر حتي لا يتم الاتفاق وتوزيع الاهتمامات علي امور ليست أساسا ضمن مهام النقابة الفعلية‏.‏
‏*‏ لماذا انحسر دور الجمعيات الطبية العلمية فيما تتصدر النقابة المشهد طوال الوقت؟
‏**‏ بالنسبة للجمعيات الطبية العلمية البالغ عددها‏45‏ جمعية فقد تم طمس دورها منذ سنتين بسبب النقابة والجمعيات الاهلية العاملة في المجال الصحي والتي يتراوح عددها بين‏50‏ و‏80‏ جمعية كجمعيات اصدقاء السل السرطان وغيرهما فتلك الجمعيات طغت علي دور النقابة والنقابة طغت علي دور الجمعيات الطبية العلمية بسبب مواردها المادية الكبيرة وادعو الي العمل عي عودة عمل الجمعيات الطبية العلمية بالشكل المطلوب وقيام كل جهة بدورها فالعلم علم والسلوك سلوك‏.‏
‏*‏ استنادا لخبرتك الجامعية وتدرجك حتي وصلت لمنصب رئيس جامعة القاهرة بماذا تقيم الوضع في الجامعات حاليا؟
‏**‏ لا يوجد في جامعات العالم اجمع ما يسمي ب انتخابات القيادات الجامعية واؤكد إنه لو تم تطبيق انتخاب القيادات الجامعية في مصر فستتدخل عوامل المجاملات والخواطر ولن يؤدي الانتخاب الي اختيار العناصر المناسبة لتولي اي منصب جامعي بل وستتحكم عوامل كالدروس الخصوصية والانحرافات في ذلك وكليات الطب التي كان يطبق فيها نظام الانتخاب في سنوات سابقة خير مثال علي ذلك‏.‏
‏*‏ وماذا عن كلية الاعلام تحديدا؟
‏**‏ ما حدث في كلية الاعلام ليس عدلا فالثورة لا تعني ان يطرد الابن اباه من بيته فالاعتراض علي الأشخاص مقبول ولكن في حدود ووفق السلوكيات المقبولة وأو أن اقول أنه لا يمكن عزل أحد بدون حساب فمصر دفعت دم قلبها في تكوين ذخيرتها من اساتذة الجامعات والعمداء ومجالس الكليات ورؤساء الجامعات وغيرهم واؤكد انه من وصل للأستاذية أو العمادة أو رئاسة الجامعة كلف مصر ملايين الجنيهات وما يريد الطلاب تنفيذه بالغاء جيل كامل من الاساتذة بما يطالبون به من إقالة وعزل لا يمكن تعويضه وهذا سيمثل اول خطيئة ترتكب في حق مصر وستمر بحالة من الضياع‏.‏
‏*‏ كيف يمكن الارتقاء بوضع الجامعة المصرية كأحد أهم ما يمكن ان تستند عليه مصر في عهدها الجديد؟
‏**‏ الجامعة هي المدخل الوحيد للنهضة فاذا لم نوجه العناية والرعاية والاهتمام الكافي للجامعات المصرية والاهتمام بالارتقاء العلمي من خلال ارسالهم في بعثات ومؤتمرات علمية وتوفير مكتبات ومصادر معلومات ملائمة والإرتقاء بالدخل المادي لاستاذ الجامعة وللهيئة المعاونة علاوة علي تغيير النظرة للجامعة وكلمة أستاذ أغلي ما أنجبت مصر واساتذة الجامعة هم ذخيرة مصر التي لن تعوض‏.‏
‏*‏ وما الذي يمكن عمله لتغيير هذه النظرة؟
‏**‏ في العالم اجمع يوجد هدفان لاقامة نوعين من الجامعات فهناك جامعات هدفها تكوين المواطن الصالح وجامعات اخري هدفها اجراء البحوث العلمية وتكوين الباحث العلمي وللأسف حينما اتجهت الدولة لإنشاء جامعة النيل كأول جامعة بحثية في مصر بعد‏25‏ سنة من المحاولات لإقامة مثل تلك الجامعة هدفها إجراء البحوث وتكوين الباحث العلمي تحطمت علي صخرة ما روج له عدد من الصحف وللأسف لم يعرف أحد قيمة تلك الجامعة ولأوضح الفارق بيننا وبين دول العالم فالولايات المتحدة الأمريكية حينما اتجهت لانشاء مثلك تلك الجامعات قامت بتوفير الأرض التي ستقام لعيها بدون مقابل كما خصصت معونة لمدة خمس سنوات‏.‏
‏*‏ هل لك ان توضح لنا ما تقصده بالنسبة لجامعة النيل؟
‏**‏ هذه الجامعة لم يتجاوز عمرها عامين منحت‏200‏ درجة ماجستير وتمت الاستعانة ب‏25‏ باحثا من الحاصلين علي درجة الماجستير في أربع دول متقدمة تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا والمانيا وفرنسا ومنحتهم منحة كاملة للدكتوراه مما يعكس مدي تميز هؤلاء الباحثين‏.‏
‏*‏ دعنا نتطرق الي البحث العلمي ووضعه في مصر في ضوء توليك لمنصب رئيس أكاديمية البحث العلمي سابقا‏..‏؟
‏**‏ البحث العلمي في مصر يواجه ازمة تمويل وازمة انفصال عن الواقع فتمويل البحث العلمي في مصر يعتمد علي نسبة‏0.02%‏ من ميزانية الدولة والارتقاء بالبحث العلمي يستلزم زيادة تلك النسبة تدريجيا الي‏1,5%‏ تم الي‏3%‏ ويكفي انه عندما كانت رئيسا لجامعة القاهرة عام‏1978‏ كان عدد اعضاء هيئة التدريس بالجامعة لايتجاوز‏14‏ الف عضو وكانت ميزانية الجامعة السنوية وقتها‏4‏ الاف جنيه ومصر بها العديد من حاملي الدرجات العلمية الذين لو توافر لهم المناخ المناسب لأحدثوا نهضة فائقة لقارة افريقيا بالكامل ويكفي ان اشير الي ان معهد الاحصاء ومركز بحوث السرطان علي سبيل المثال يعتمدان علي التبرعات لعدم كفاية التمويل‏.‏
ففي مصر يوجد‏4‏ الاف حصلوا علي درجة الدكتوراه اخيرا و‏4‏ الاف يحضرون حاليا دراسات لنيل درجة الدكتوراه وجامعة القاهرة وحدها بها‏15‏ الف حامل لدرجة الدكتوراه وفي المعاهد نري ان معهد البحوث الزراعية به‏2500‏ حامل لدرجة الدكتوراه و‏100‏ حامل لدرجة الدكتوراه بمعهد بحوث المياه وغيرها الكثير‏.‏
‏*‏ ماذا عن اكاديمية البحث العلمي والمجلس الاعلي للبحث العلمي؟
‏**‏ للأسف المجلس الاعلي للبحث العلمي في مصر منفصل عن الواقع المصري جملة وتفصيلا وخطط البحث العلمي تعتمد في بعضها علي أسس أجنبية لا تتلائم مع الواقع المصري‏.‏
‏*‏ هل لك كلمة في نهاية الحوار؟
‏**‏ اللهم أزل الغشاوة عن عبيدك في مصر وهدئ قلوبهم وألفها وافتح لهم باب التوفيق بنورك واحسانك واقول لطلاب الجامعات ان الاستاذ رصيد قومي متاح لايمكن الاستغناء عنه ولابد من الهدوء حتي نحقق الافضل والاحسن‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.