عاد الجمهوريون إلي البيت الأبيض في واشنطن, بعد غياب أحد عشر عاما, بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمقعد الرئاسة الأمريكية, بعد معركة انتخابية ساخنة, ذهبت معظم التقديرات فيها إلي فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالمقعد الرئاسي, قبل أن تحسم ما يسمي بالولايات المتأرجحة مثل فلوريدا, ووسنكنس, وبنسلفانيا, وكارولينا الشمالية وأوهايو وميتشجان, الانتخابات لصالح ترامب. وتعهد ترامب في خطاب النصر بأن يتعامل مع جميع الأمريكيين بعدالة, بغض النظر عن انتماءاتهم وخلفياتهم الفكرية والعقائدية, فيما يمكن اعتباره رسالة طمأنة للجاليات العربية والإسلامية والتي يصل عددها إلي نحو عشرة ملايين مواطن, والتي كانت أبدت انزعاجا شديدا من صعود المرشح الجمهوري إلي سدة الرئاسة, وقال ترامب إنه سوف يتعامل بنزاهة مع جميع الدول المستعدة للتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية, داعيا الشعب الأمريكي إلي أن يوحد صفوفه, فيما أعربت المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون, عن أملها في أن يكون ترامب رئيسا ناجحا لكل الأمريكيين, وقالت مرشحة الحزب الديمقراطي: يجب منح الرئيس المنتخب فرصة لأن يقود البلاد. وتباينت ردود الفعل الدولية طوال يوم أمس, حول فوز ترامب بالرئاسة في الانتخابات الأمريكية, وسط مخاوف في لندن من أن تمتد حركة التغيير التي تحدث عنها ترامب إلي العاصمة البريطانية, علي خلفية دعوات أطلقها قبل فترة جيرمي كوربن زعيم حزب العمال الذي يقود المعارضة في بريطانيا, بضرورة إجراء ما وصفه بانتخابات مبكرة في بلاده, ووصف كوربن فوز ترامب أمس بأنه تعبير عن رفض الناس لنظام اقتصادي وسياسي فاشل. وكان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما, وأحد أبرز مناصري المرشحة الخاسرة كلينتون, قد وصف ترامب بأنه يمثل تهديدا للولايات المتحدة والعالم, داعيا الأمريكيين في كلمة أمام تجمع انتخابي في ولاية نورث كارولينا, إلي انتخاب هيلاري كلينتون للرئاسة, باعتبارها السبيل الوحيد للحفاظ علي ما وصفه بالتقدم الذي حققته أمريكا خلال فترة سنوات حكمه الثماني, بدلا من أن يقضي عليه ترامب. من جانبهم أبدي سياسيون ودبلوماسيون, ارتياحهم من فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية, مشيرين إلي أن العلاقات المصرية الأمريكية سوف تكون أفضل مما كانت عليه خلال فترة رئاسة أوباما, ولفت هؤلاء إلي لقاء كان قد جمع ترامب والرئيس السيسي, علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي, وقال ترامب خلاله: إنه سوف يسعي لإعادة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية, وسيدعم جهود مصر في مكافحة الإرهاب. وتوقع دبلوماسيون أن تشهد العلاقات بين القاهرةوواشنطن تطورا نسبيا خلال فترة حكم ترامب, وبأكثر مما كانت عليه في فترة حكم أوباما, مشيرين إلي أن الرئيس الأمريكي الجديد سوف يبدأ فترته الرئاسية بمراجعة شاملة لعدد من الملفات المهمة, وفي مقدمتها الملف السوري, علي خلفية سياسة أمريكية جديدة تجاه مكافحة قوي الإرهاب في المنطقة.