إذا لم تحترم خصمك فلابد أن تدفع الثمن وما أدراك ماهو الثمن في ديربي بين ناديين صنعا حدثا لم يشهده الصعيد.. خسر أسوان الكبير بإمكانياته ومهاراته أمام النصر للتعدين شقيقه الأصغر أمس بهدفين مقابل هدف بعد أن كان هو الأقرب إلي الفوز في شوط اللقاء الأول الذي شهد سيطرة تامة من أسوان, واستحق التعدين الفوز ليس لأنه الأفضل ولكن لأنه لعب بأداء متزن وبروح عالية وقبل هذا وذاك احترم خصمه فاحترمته الكرة ومنحته أول انتصار في تاريخه في الدوري الممتاز. ثلاث نقاط مضيئة وضحت تماما من هذا اللقاء, الأولي اجتهاد أسامة عرابي ومساعده كشري ومعاونيهما في مذاكرة أداء أسوان وأيضا أخطاء فريقه الدفاعية التي كثيرا ماكلفته أهدافا في المباريات السابقة فأحسن إدارة اللقاء, والنقطة الثانية عدالة الحكم وليد عبدالرازق وكفاءته في إدارة اللقاء, والثالثة هي الروح الطيبة بين الناديين فيما عدا تصرف اللاعب مهاب سعيد الذي نال بطاقة صفراء بعد خروجه ومحاولته اللحاق بالحكم بعد انتهاء المباراة. قراءة أحداث المباراة تقول إن البداية جاءت مختلفة عند كل فريق, فأسوان بدأ بطريقته المعتادة1/3/2/4 معتمدا علي لاعبي ارتكاز يلعبان لأول مرة معا وهما علاء البدري والمعتز بالله وسط تساؤلات عن وضع أحمد عفيفي الأفضل منهما علي دكة البدلاء وثلاثة يغلب علي أدائهم الطابع الهجومي وهم مهاب سعيد و إسلام الفار ومعهما أحمد شديد قناوي خلف عمر بسام رأس الحربة ولمدة15 دقيقة من نصف المباراة الأول كان أسوان هو الأفضل والأكثر انتشارا واستحواذا مستغلا الانكماش الدفاعي للتعدين الذي اضطر ثلاثي الوسط المدافع للسقوط للخلف لمعاونة رباعي الدفاع مما أفقد الفريق الشكل الهجومي تمامامحاولات هجومية من أسوان بانتشار عرضي رائع ولكن بلا خطورة حقيقية علي مرمي أحمد حمدي حارس النصر, ووضح بشدة أن أسامة عرابي المدير الفني الجديد للتعدين كان تفكيره الأساسي في كيفية غلق عمق دفاع فريقه الذي كان سببا في تلقي شباكه أهدافا في كل مباراة فترك كل لاعب لديه يراقب منافسه المستحوذ علي الكرة فقط وهو ما أربك لاعبي أسوان الذين حاولوا قدر الإمكان خلق مساحات في المناطق الدفاعية للنصر للتعدين معتمدين علي مهاراتهم ولكن من أين هذه المساحات وقد أغلق عرابي وكشري كل الطرق المؤدية إلي مرماهم, خاصة مع الدقائق الأخيرة لنصف اللقاء الأول الذي شهد في بعض اللقطات وجود19 لاعبا في نصف ملعب النصر, لينتهي الشوط كما بدأ بلا أهداف ولافرص حقيقية في النصف الثاني من المباراة جاءت بدايته غاية في الإثارة بعد أن أخذ أسوان بزمام المبادرة مستغلا حالة عدم التركيز لمدافعي التعدين ومن أول هجمة وجملة محفوظة مابين الظهير الأيمن سيد الشبراوي ومحمد حمودة وبعد هات وخد تصل للأخير ومنها عرضية للشبراوي الذي لعب الكرة برأسه وترتد من باطن العارضة, كانت هذه اللعبة بمثابة جرس إنذار للتعدين وجهازه وبالفعل جاء هدف أسوان المنتظر عن طريق ركلة ركنية سجل منها عمر بسام برأسه, وسريعا جاء الرد للتعدين من كرة متحركة عن طريق الظهير حسام عبد الصبور استغلها هيثم الفيل وقفز برشاقة ليحولها برأسه في مرمي رضا السيد مسجلا هدف التعادل لفريقه. وتبدأ حركة من التغييرات من المديرين الفنيين, بدأها عماد النحاس بالدفع بالمهاجم محمد خليفة علي حساب محمد حمودة ليعود أحمد شديد لمركزه الأساسي كظهير أيسر, ويرد أسامة عرابي بسحب حسين محمد و إشراك محمد نادي ثم رمضان ربيع والدفع بإسلام شرقية, ورغم هجوم أسوان العنيف علي مرمي التعدين وتعدد الركنيات وسط تألق غير عادي لحارس المرمي أحمد حمدي, تشهد الدقيقة80 إنفرادا صريحا وغريبا للمهاجم باتريك أدو أهدره بغرابة. وفي الدقائق الخمسة الأخيرة لم يجد النحاس إلا سحب لاعب وسطه المدافع الوحيد علاء البدري وإشراك أحمد عفيفي لعل وعسي دون جدوي, حتي أعلن الحكم وليد عبد الرازق عن نهاية اللقاء أول انتصار للنصر للتعدين وعلي حساب أسوان الكبير بعد6 دقائق احتسبها وقتل بدلا من الضائع. أسامة يشكر لاعبيه اللاعبون أدوا ماعليهم ونفذوا معظم ما وجهت به, بهذه الكلمات بدأ أسامة عرابي المدير الفني للنصر للتعدين حديثه في المؤتمر الصحفي عقب المباراة, وقال المباراة كانت صعبة علينا كجهاز وعلي اللاعبين بسبب نتائج الفريق وكان علينا أن نؤدي بطريقة معينة تؤخر إصابة مرمانا بأي أهداف مبكرة ونجحنا في ذلك في الشوط الأول الذي كان أسوان فيه الأفضل واستغل ارتباك بعض اللاعبين. وعن الشوط الثاني قال أنه وجه لاعبيه لغلق عمق دفاعه والاعتماد علي الهجمة المرتدة لاستغلال اندفاع لاعبو أسوان, وأضاف أن هدف التعادل الذي سجلناه بعد دقيقتين من هدف أسوان كان له تأثير معنوي إيجابي بعد أن عدنا إلي اللقاء سريعا, وتمني عرابي حظ أفضل لأسوان خلال المباريات المقبلة قائلا الفريقان يمثلان المحافظة وأنا ابن أسوان.