بدأ القلق ينتشر في أوساط كثير من الناس بسبب المخاوف من قلة الرزق وضعف الناحية الاقتصادية بسبب ما يحدث من قرارات تتعلق بالرواتب ورفع الأسعار وغيرها لذلك أذكر نفسي وإخواني بما يلي: من توحيد الربوبية أن تعتقد أن الله هو الخالق الرزاق المالك مدبر الأمر, قال تعالي:( وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها); لذا المعصية من أجل الرزق نقص في توحيد الربوبية الذي كان يؤمن به كفار قريش. اعلم علم اليقين أن رزقك وأجلك قد كتبا لك وأنت في رحم أمك بعد نفخ الروح فيك وأنك لن تموت حتي تستكمل رزقك وأجلك. خذ بالأسباب واحرص علي إتقان عملك ومهنتك والتطوير وحسن الخلق مع العاملين معك. عليك في الإنفاق بتنفيذ قوله تعالي:( ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا). اعلم أن المعاصي سبب للحرمان من الرزق وأن الطاعة سبب للبركة في الرزق وزيادة الخير, قال تعالي عن القرية التي يأتيها رزقها من كل مكان:( فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون). وقال تعالي:( ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون). الرزق ليس مقصورا علي الأسباب المادية من الحرفة والوظيفة بل هناك أسباب شرعية للرزق علينا الحرص عليها ومنها: التقوي: قال تعالي:( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب). إقامة الصلاة: قال تعالي:( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوي). التوكل علي الله: قال صلي الله عليه وسلم:( لو أنكم تتوكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا). الاستغفار: قال تعالي:( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا). صلة الرحم: قال صلي الله عليه وسلم:( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه). المتابعة بين الحج والعمرة: قال صلي الله عليه وسلم:( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة). علينا بث التفاؤل وحسن الظن بالله واليقين في الله, ولكم في هاجر- عليها السلام- أسوة حسنة حيث تركها زوجها في مكان موحش لا يوجد معها من مقومات الحياة إلا جراب فيه تمر وسقاء فيه ماء ولما سألت زوجها إلي من تتركنا؟ ولم يرد عليها, قالت: آلله أمرك بهذا ؟ قال: نعم. قالت: إذن لن يضيعنا. فجاءها رزق الله سريعا من نبع زمزم وصارت خطواتها بين الصفا والمروة ركنا في الحج والعمرة. قيل لأعرابي: لقد أصبح رغيف الخبز بدينار فأجاب: والله ما همني ذلك ولو أصبحت حبة القمح بدينار, فأنا أعبد الله كما أمرني, وهو يرزقني كما وعدني. قيل لسلمة بن دينار: أما تري قد غلا السعر؟ فقال: وما يغمكم من ذلك؟ إن الذي يرزقنا في الرخص: هو الذي يرزقنا في الغلاء.. وقيل لبعض السلف غلت اسعار قال: أخفضوها بالاستغفار.