لا تزال الحرب اليمنية التي أشعل وقودها الحوثيون المدعومون من إيران تتصدر صفحات الصحف العالمية التي حاولت أن تجسد الكارثة الإنسانية التي يعانيها هذا البلد الفقير جراء ويلات الحرب الأهلية التي دخلت شهرها ال18 وأدت الي مقتل ما يزيد علي10 آلاف يمني وتشريد3 ملايين فضلا عن22 مليونا لا يجدون قوت يومهم و14 مليونا يفتقدون سبل الرعاية الصحية من بينهم500 الف طفل مهددون بالموت, وإذا قمت بجولة داخل احد المستشفيات اليمنية ستجد الأسرة مليئة بالرضع والأطفال المهددين بالموت جوعا بسبب نقص الأغذية وسوء الرعاية وهو ما حذرت منه صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية في تقريرها الذي أكدت فيه أن الفوضي التي خلقها الحوثيون في اليمن ودخولهم في حرب غير متكافئة ضد قوات التحالف وعلي رأسها السعودية كبد البلاد خسائر فادحة هي في غني عنها. ونقلت الصحيفة تحذير الأممالمتحدة الذي أكد أن البلاد باتت علي شفا كارثة حقيقية بعد انتشار الأوبئة وتزايد أعداد الوفيات وخاصة الأطفال والرضع بسبب عدم توافر الألبان والأغذية المناسبة, وأشارت إلي أن تعز في مقدمة المحافظات التي تزايدت فيها اعداد الوفيات اذ أن هناك52% من سكانها يعانون من المجاعة التي وصلت الي مستويات خطيرة وتأتي محافظة الحديدة في المرتبة الثانية اذ يعاني21% من سكانها نقص المساعدات الغذائية, وحذرت الأممالمتحدة من أن نسب المجاعة تتزايد بشكل مخيف كل عام عن سابقه اذ زادت هذا العام بنسبة15% عن العام الماضي. وما ساعد علي انتشار المجاعة هو الكوارث الطبيعية التي تعيشها البلاد فتعرض اليمن خلال الاشهر الماضية الي كثير من الاعاصير وغزوات الجراد التي اهلكت المحاصيل الزراعية وقضت علي المصادر الغذائية الوحيدة لليمنيين بعدما حاصر الحوثيون محافظاتهم, فهناك19 من بين22 محافظة يمنية يعاني سكانها من شدة الجوع وانتشار الفيروسات والأوبئة. ويضع اليمنيون آمالا كبيرة علي الحملة التي أطلقها مجموعة من الشباب علي مواقع التواصل وتسمي انا نازل في محاولة لكسر حصار مليشيات الحوثي التي تمارس سياسة تجويع قاسية بحق هذا الشعب الفقير الذي يموت العشرات من أطفاله يوميا فضلا عن حرمان ما تبقي منهم من التعليم وادماجهم في الحروب بالقوة وهم دون السن. واكدت الصحيفة انه علي الرغم من وجود صعوبات كبيرة تقف حائلا امام وصول سفن المساعدات الغذائية إلي الموانئ اليمنية بسبب الحرب الدائرة بين قوات التحالف والحوثيين فإن منسقة الشئون الانسانية في الأممالمتحدة بورنيما كاشياب أكدت ان المنظمة تعاني نقصا حادا في مصادر التمويل وهناك دول لا تقدم دعما كافيا مناشدة كل الاطراف الدولية بضرورة تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين.