مني ترامب بمجموعة من الخسائر السياسية الموجعة في الأسبوعين الماضيين قلصت بشدة من حظوظه في دخول البيت الأبيض. شن بليونير البورصة الامريكي الشهير وارين بوفيت هجوما ساحقا عليه وطعن بقوة في مصداقيته حيث ذكر ان ترامب كان قد أسس شركة لإدارة ممتلكاته من الفنادق والكازينوهات وطرح اسهمها في البورصة عام96 ثم خسرت الشركة سنويا وفقدت اسهمها90% من قيمتها في خلال عقد من الزمان. ووقتما كان مساهمو الشركة- الذين وثقوا في ترامب واستثمروا اموالهم في شركته- يخسرون عاما بعد عام كان ترامب كرئيس للشركة يعطي نفسه راتبا ومكافآت مقدارها40 مليون دولار سنويا ثم انتهي الامر بان أشهرت الشركة افلاسها. ذكر بوفيت ايضا ان ترامب لديه ما يخفيه فكأي مرشح رئاسي كان يفترض منه ان يعلن عن إقراره الضريبي ولكنه تهرب بحجة انه تحت الفحص من الضرائب وهذا سبب غير مقنع. واعرب بوفيت عن استيائه من سخرية ترامب من والدة جندي مسلم قتل في حرب العراق حيث وجه الخطاب لترامب وقال: أيها السيد, الا تمتلك اي قدر من اللباقة؟. كان هذا الهجوم بمنزلة خبر سيئ لترامب فلدي بوفيت احترام عال ومصداقية وشعبية كبيرة لأنه تبرع بأكثر من90% من ثروته الطائلة للأعمال الخيرية وقدم مقترحات للكونجرس الامريكي تهدف لتقليل الفجوة بين أثرياء وفقراء المجتمع الامريكي من خلال إجراءات تشمل المزيد من الضرائب التصاعدية علي كبار الاثرياء( الذي هو منهم). أكبر ضربة موجعة لترامب كانت تنصل عدد من زعماء الحزب الجمهوري من دعمه, مثل ميت رومني وجون ماكين وعائلة بوش كما ذهب البعض الآخر من اقطاب حزبه الي التصريح علانية بأنهم سيعطون أصواتهم لهيلاري. توالي الهجوم والضرب وبعضه كان تحت الحزام, فقد نشرت نيويورك بوست صور بورنو لزوجة ترامب مع فتاة أخري في الفراش وايضا صور عارية لها عندما كانت تظهر علي أغلفة مجلات البورنو. وكان تعليق حمله ترامب هو: حسنا, هي امرأة جميلة وكانت تعمل عارضة أزياء وقد التقطت تلك الصور وهي شابة صغيرة. استشاط ترامب غضبا ووصف هيلاري بأنها الشيطان. دخل اوباما علي الخط وذكر ان ترامب لا يصلح وهو بالتأكيد غير مؤهل لمنصب الرئيس ووجه خطابه للحزب الجمهوري: ينبغي ان تقولوا كفي وتتوقفون عن دعمه, رد ترامب بكلام كرره من قبل ان اوباما رئيس ضعيف وفترته كانت كارثية..الخ, وهكذا بدا ترامب هائجا يحارب كل طواحين الهواء ويخسر حتي ان اكثر من شخصية حزبية جمهورية صرحت بأنها باتت تشك انه غير متزن نفسيا. تزايدت الفجوة في استطلاعات الرأي العام لصالح هيلاري حيث أصبحت متفوقة بأكثر من ثماني نقاط وأصبح حلم وصولها للبيت الأبيض قاب قوسين او أدني ولكن حتي نوفمبر القادم لا يزال هناك الكثير في جراب الحاوي. الأيام المقبلة قد تكون حبلي بأحداث كثيرة ولعل أسوأ التوقعات هي حدوث عمل ارهابي كبير من داعش يتسبب في تغيير دفة الناخب الامريكي في اتجاه الرجل المتشدد والذي يرغب في حظر دخول المسلمين لامريكا( كانت شعبية ترامب قد تصاعدت عقب حادث ملهي المثليين بأولارندو). لعل هذه هي اكثر الانتخابات الامريكية غرابة في تاريخها كله واهم ما كشفته ان الناخب الامريكي قد بدأ في التمرد علي الفكر التقليدي للمؤسسات الحزبية وعلي ساستها العجائز ولا يجد مانعا من دعم مرشحين لديهم فكر متمرد مثل ترامب وساندرز( والأخير متمرد جيد ولديه فكر اصلاحي وقد خسر للأسف امام هيلاري التي دعمها حزبها بقوة ولكن هذه قصة اخري).. والآن لننتظر ونري.