أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي. دعمه الكامل لوزارة الأوقاف وكل ما يتصل بإعداد وتأهيل الأئمة وتوفير سبل الدعم الكافية لذلك, مبينا أهمية إعداد وتأهيل الأئمة والعلماء المستنيرين الذين ينقلون الصورة الصحيحة للإسلام بما يؤدي إلي إعلاء شأن الدين في نفوس الناس, ويحول الكلمات إلي سلوكيات إيجابية. وأشار إلي أن تلك الجهود تهدف إلي المساهمة في القضاء علي حالات الخلاف والفرقة والتشرذم, والعمل علي تحقيق مصالح الناس واحترام بعضهم لبعض, مؤكدا حرص الدولة علي ترسيخ أسس العيش الإنساني المشترك بعيدا عن كل ألوان الكراهية والعنف والتطرف. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي أمس مع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة الذي عرض خطة الوزارة في المجال الدعوي. وخاصة فيما يتعلق بإعداد وتأهيل الأئمة من خلال برامج تأهيل متميزة تتم علي أيدي نخبة من كبار العلماء. وعبر الوزير عن مدي اهتمام الوزارة بصقل الأئمة باللغات الأجنبية ووسائل التواصل العصرية, فضلا عن توفير فرص كافية لابتعاث عدد كبير من شباب الائمة للتأهيل العلمي المتنوع لتوسيع مداركهم العلمية والثقافية بما يساهم في تكوين علماء مستنيرين, وذلك مع الاهتمام بصفة خاصة بالحاصلين علي درجات علمية متقدمة كالماجستير والدكتوراه والدفع بهم سواء في مجال القيادة أو في مجال العمل العلمي والدعوي. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي بأن وزير الأوقاف عرض أيضا خلال الاجتماع إستراتيجية لإعادة صياغة ورفع مستوي الفهم الديني الصحيح المستنير من خلال خطة دعوية تتم علي مرحلتين, الأولي قصيرة المدي لمدة عام, والثانية متوسطة المدي لمدة خمسة أعوام بما يكفل الوصول بالمنهج الإسلامي الوسطي السمح إلي كل المسلمين في مصر والمنطقة العربية والعالم الإسلامي. مشيرا إلي أن تلك الجهود تأتي بهدف تصحيح الصور والمفاهيم الخاطئة التي ارتسمت في الأذهان نتيجة تصرفات وسلوكيات خاطئة يقوم بها البعض نتيجة عدم فهمهم لصحيح الدين. وأشار وزير الأوقاف إلي أن خطة الوزارة تشمل أيضا إحلال وتجديد وصيانة نحو1300 مسجد كمرحلة أولي. حيث تفتتح الوزارة أسبوعيا عشرة مساجد مجددة, وذلك للأسبوع الخامس والعشرين علي التوالي. وأوضح المتحدث الرئاسي أن وزير الأوقاف عرض كذلك خطة الوزارة لتطوير منظومة الأوقاف وسبل تعظيم استثماراتها والإجراءات التي تقوم بها هيئة الأوقاف المصرية في هذا الصدد, وذلك من خلال العمل علي تكوين محفظة مالية ضخمة عن طريق استبدال الأصول غير المنتجة أو المنتجة انتاجا لا يتناسب وقيمة هذه الأصول, فضلا عن تحديث أسلوب إدارة المحفظة لتصبح إدارة استثمارية بما يحقق أعلي عائد. وأكد الدكتور جمعة, حرص الوزارة علي وضع خطة لإزالة التعديات علي أموال الأوقاف, وفض التشابكات مع بعض الوزارات والهيئات والمحافظات, بالإضافة إلي اتخاذ إجراءات الحجز الإداري للمساهمة في سرعة تحصيل أموال الأوقاف علي الوجه الأكمل. وقد وجه الرئيس في هذا الصدد بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات التي من شأنها الحفاظ علي أموال وأصول الأوقاف وحسن استثمارها, مؤكدا أهمية إزالة أي تعديات واقعة عليها وضمان حقوق أموال الأوقاف والحرص علي تحصيلها بكل الأدوات المتاحة. كما شدد الرئيس علي ضرورة أن يكون أي استبدال أو تأجير لأي من ممتلكات وأصول الأوقاف بالقيمة السوقية العادلة حتي تحقق هذه الأوقاف المقاصد الشرعية التي أوقفت من أجلها, فضلا عن تمكين الوزارة من خلال تعظيم عوائد هذه الأوقاف من النهوض بمهامها الدعوية والاجتماعية والإنسانية.