عجيب امر جماعة الاخوان المسلمين, وتابعهم أردوغان تركيا, الأولي معروفة للجميع, وافعالها تفضح نواياها علي الدوام, أما الثاني فلا يختلف كثيرا, يرفع شعار الاسلام ونشر الفضيلة, وأفعاله تؤكد فاشيته وعشقه للسلطة, يعادي اسرائيل في خطابه السياسي. أما في السر فيحبو لهم حبوا, ولان الحقيقة دائما غائبة في سلوك الاخوان, بين طوفان من الاكاذيب التي تفضحها الافعال, بنت الجماعة خطابها ونظريات تجنيد شبابها وكسب المحبين علي عدائها المطلق لإسرائيل, وحرمت أي نوع من السلام او الحوار معها, فكانت شريكا أساسيا في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات بسبب اتفاقية كامب ديفيد, بفكرها واسلحتها واموالها, وهو رفض ليس عن عقيدة بل من أجل مصالح سياسية كامنة في نفوس الاخوان وتابعيهم, وتبين أيضا أن جماعة الإخوان تدعم التطبيع مع إسرائيل وتؤيدها في الكثير من المواقف, آخر هذه المواقف التأييد المطلق للاتفاق التركي الاسرائيلي, والذي يتضمن ملحقا سريا في المجال الامني والعسكري, فالجماعة الكاذبة التي ادعت رفضها للتطبيع قلبا وقالبا كانت أول المرحبين والمهللين بتطبيع العلاقات بين تركيا وسلطة الاحتلال الإسرائيلية ضمن الاتفاقية التي تم توقيعها بين أنقرة وتل أبيب وشملت8 بنود عن التعاون الاقتصادي والدبلوماسي معظمها في صالح إسرائيل, وزعمت الجماعة في بيان رسمي أن تلك الاتفاقية في صالح الفلسطينيين وأنها لرفع الحصار عن قطاع غزة, حيث وجدت الجماعة ضالتها في الكذب والتدليس, فهي تنظيم سري لا يعلن الحقيقة ابدا, بل يتقن الخداع, حيث تحول الاتفاق الاسرائيلي- التركي بقدرة قادر الي فائدة عظمي للمسلمين, وخدمة لا تقاوم للمحاصرين في قطاع غزة, ولم تكن تلك أول المواقف التي تثبت فيها جماعة الإخوان أنها تؤيد التطبيع مع إسرائيل وترفضه في العلن لخداع البسطاء, وتدعو له بكل قوة في الخفاء, فهي جماعة ضاله كاذبة علي الدوام ففي2012 وبعد تولي محمد مرسي حكم البلاد في غفلة الفوضي, ظهرت مطالبات من نشطاء السبوبة بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد, وباعتبار أن الجماعة طالما أكدت رفضها لتلك الاتفاقية في كل المناسبات وبلا استثناء كنوع من المعارضة والهرتلة, توقع الجميع أن يكون ذلك أحد القرارات الثورية التي يمكن للإخوان اتخاذها, ولكن لم يحدث حيث أعلن سعد الكتاتني أحد كهنة الاخوان في2012 بصفته المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان وقتها أن الإخوان تحترم جميع المعاهدات الموقعة بين مصر وإسرائيل موضحا إن إعادة النظر فيها يرجع للشعب والأطراف التي وقعتها وإن الجماعة عارضت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل, حينما كانت تناقش, ولكن عندما تم توقيعها وأقرت أصبحت واقعا ومعاهدة يجب احترامها, وأن الجماعة تحترم جميع المعاهدات الدولية التي وقعتها مصر.لم يقف الأمر عند هذا الحد فأقام عدد من النشطاء السياسيين دعوي قضائية ضد محمد مرسي بصفته رئيسا للجمهورية لإلغاء تلك الاتفاقية وأصدرت محكمة القضاء الإداري في فبراير2013 حكما برفض الدعوي لعدم الاختصاص, وكان أكثر الأمور جدلا هو ذلك الخطاب الذي أرسله محمد مرسي إلي شيمون بيريز رئيس دولة الاحتلال, وخاطب محمد مرسي بيريز قائلا عزيزي وصديقي العظيم وتسبب هذا الخطاب في موجة استنكار خاصة أن الخطاب احتوي علي رغبة مرسي في تطوير علاقات المحبة التي تربط بين مصر وإسرائيل, فليس غريبا أن يتوافق اردوغان والاخوان مع اسرائيل فكلاهما لبعض ظهيرا, يضمرون خلاف ما يعلنون هدفهم السلطة ويخدعون الناس بشعارات الاسلام.