تصاعدت حدة الشقاق داخل حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بسبب الجدال الحالي حول عضوية الاتحاد الأوروبي مع دعوات من بعض نواب الحزب للإطاحة بالزعيم الحالي, ديفيد كاميرون. ويعاني حزب المحافظين من انشقاق حاد في صفوفه بعد إعلان رئيس الوزراء منح الحرية لوزرائه بالاشتراك في أي من حملتي البقاء والخروج من التكتل الأوروبي, حيث انضم وزير العدل مايكل جوف, وعمدة لندن السابق, بوريس جونسون, إضافة إلي وزير العمل والمعاشات السابق, أيان دنكان سميث, ووزيرة القوات المسلحة, بيني موردونت, بجانب وزيرة شئون التوظيف, بريتي باتيل, وآخرين الي حملة المغادرة. وقال السير بيل كاش- الذي يرأس لجنة التدقيق الأوروبية, أمس- إنه استشاط غضبا بسبب ما وصفه بالدعاية المضللة لرئيس الوزراء, مطالبا بلهجة أكثر تصالحية. وأوضح النائب المخضرم المتشكك تجاه الاتحاد الأوروبي أنه ينظر بالتأكيد في تقديم رسالة تدعو للتصويت علي حجب الثقة, مانحا رئاسة الوزراء10 أيام لإلغاء التحذيرات غير الدقيقة بشأن مغادرة الاتحاد الأوروبي. وهاجمت النائبة عن حزب المحافظين نادين دوريس أمس الأول رئيس الوزراء علي شاشات التلفزيون, واتهمته بأنه يكذب بشأن الاتحاد الأوروبي. وكشفت دوريس عن أنها قدمت خطابا قد يثير تصويتا بحجب الثقة عن كاميرون الي لجنة1922 البرلمانية لحزب المحافظين, مشيرة إلي أنها تفضل اختيار عمدة لندن السابق, بوريس جونسون, كزعيم للحزب ورئيس للوزراء بدلا منه, قائلة طالما دعمت سياسيا واحدا في الحكومة الذي أثبت أنه علي الطريق الصحيح وهو بوريس جونسون. كان النائب آندرو بريدجن قد صرح في وقت سابق إن رئيس الوزراء انتهي, رافضا استبعاد تقديم خطاب بالتصويت علي حجب الثقة. ورغم الدعوات- التي تطالب بالإطاحة برئيس الوزراء ديفيد كاميرون- ظهر وزير العمل والمعاشات السابق, أيان دنكان سميث, أمس الاول ليؤكد إنه لا يفضل تغيير رئيس الوزراء اذا خرجت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي, مضيفا أن وظيفة رئيس الوزراء اذا صوت البريطانيون للخروج أن يقوم بما طلبه منه الناخبون. وقال القيادي بحزب المحافظين والداعي لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي أعمل حاليا بكل قوة لصالح حملة الخروج للفوز بالاستفتاء ولست حريصا علي تشتيت نفسي. وصرح وزير الدفاع الأسبق والداعي للخروج من أوروبا, ليام فوكس, بأنه في حالة التصويت للخروج, فإن أفضل شيء هو بقاء كاميرون كرئيس للوزراء. وحاولت رئاسة الوزراء, التقليل من أهمية وجود محاولات للإطاحة بديفيد كاميرون, مشيرة الي أن رئيس الوزراء يبقي ملتزما بالفوز في الاستفتاء القادم علي عضوية الاتحاد الأوروبي. كان ديفيد كاميرون أكد في أكثر من مناسبة- أنه سيبقي في منصبه حتي الانتخابات العامة القادمة في عام2020 بغض النظر عن نتائج استفتاء عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي في23 يونيو القادم.