حرم وجرم الإسلام الدعوة إلي باطل, دلت علي ذلك نصوص شرعية محكمة منها: قول الله عز وجل إخبارا عن شياطين الجن الداعية إلي المعاصي والآثام, وتبرؤهم ممن استجابوا لهم: ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم) الآية22 من سورة إبراهيم . وقوله عز وجل إخبارا عن شياطين الإنس إذ يقول المدعون الذين ضلوا بسببهم:( بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا) الآية33 من سورة سبأ ,( وجعلناهم أئمة يدعون إلي النار) الآية41 من سورة القصص . ووضح الشرع الإسلامي المطهر عواقب الباطل, فقال الله عز وجل :( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) الآية25 من سورة النحل . وجه الدلالة: إن الدعاة عليهم إثم ضلالهم في أنفسهم, وإثم أخر, بسبب ما أضلوا من غير أن ينقص من أوزار أولئك شيء تفسير ابن كثير189/2 , وقال سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم : من دعا إلي ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من أثامهم شيء صحيح مسلم2060/4, وخبر حذيفة ذلك بن اليمان رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله صلي الله عليه وسلم : إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير, فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم, دعاة علي أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها قال حذيفة: يا رسول الله صفهم لنا, قال: هم من جلدتنا, ويتكلمون بألسنتنا فتح الباري35/13, صحيح مسلم3/.1475 إذا علم هذا فإن الدعوة إلي الباطل من مسببات التطرف المنسوب إلي الدين, ومن بواعث الإرهاب والإرعاب, وبالمثال يتضح المقال: تهوين بعض منسوبين إلي العلوم الإسلامية في مؤسسات إسلامية لأحكام شرعية ثابتة مستقرة بدعوي استفت قلبك, اجتهاد الكل سواء خواص أو عوام و استنارة, هؤلاء ببضاعتهم العاطلة والباطلة بترويجهم للشاذ والضعيف والموضوع والمرجو والمدسوس وغيرها, يساهمون إلي حد كبير في تقويض بنيان التشريع الإسلامي, وأفقادالثقة بهذه المؤسسات وبالتالي تمسي الأنشطة الدعوية والتعليمية والإعلامية( هباء منثورا) وفي فقه الواقع, وتراجع تأثير مؤسسات إسلامية تخصصية وإخفائها وفشلها يعود في المقام الأكبر إلي هؤلاء الدعاة إلي باطل, وأمثلة صارخة مخالفة لنصوص شرعية مثل: ادعاء أحدهم أن( العازل الطبي الذكري) ممارسة في معاشرة جنسية مع أجنبية لا يعد زنا!! زعم آخرأن الرقص الشرقي بما فيها من كشف ما أمر الشرع بستره وحركات الإثارة ليس بحرام! انتحال أحدهم خبر مكذوب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث تجرأ في الإذاعة الرسمية المصرية( لو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوج أن يسجد لزوجته)!! وحصول إذن الزوج من زوجته عند الخروج من البيت!! رمي مؤسسات فقهية تخصصية بأنها جهات وصاية علي المسلمين! زعم متسلفة أنهم وحدهم دون المسلمين( فرقة ناجية منصورة)!! إدعاء فصائل المزايدين بالدين لأهداف سياسية كالشيعة وجماعة الإخوان أنهم وحدهم أصحاب الفهم للإسلام والداعون لدولة دينية. كل هذا وما يناظره وما يشابهه وما يماثله تداعياته من تنامي الاجتراء والافتراء علي الدين الذي يسبب التطرف إما بممارسات العنف أو بالإلحاد! فمن يوقف دعاة الباطل؟! بلاغ فهل من مدكر؟