جلست فاتن ذات ال54 عاما داخل غرفتها بالشقة التي تقطن بها بالدور الأرضي, وبذهن مشتت وعيون زائفة لا تستقر علي شيء, بدأت تفكر في سبيل للتغلب علي المشاكل المالية التي ألمت بها خلال الفترة الأخيرة, وعدم قدرتها علي التكيف مع تلك الأوضاع بعد أن كانت ميسورة الحال. طال تفكير ربة المنزل بحثا عن الحلول المناسبة لأزماتها المتكررة, وتكالب الديون عليها بعدما استدانة من الأهل والأقارب كي تسدد ديونها, وتذكرت والدتها المسن التي تعيش حياة رغدة وتمتلك العقار التي تقيم بها وما تتحصل عليه من إيجارات شهرية من قاطني العقار في أن تطلب منها مساعدتها في سداد ديونها. توجهت فاتن إلي شقة والدتها العجوز ذات ال74 عاما, وطرقت علي الباب فقامت السيدة العجوز من فوق مقعدها تتكئ علي عصاها لتفتح الباب, وجدت ابنتها فاتن أمام عينيها فقامت باصطحابها إلي صالة الشقة. كان اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من نائبه اللواء محمود خلاف يفيد بورود بلاغ لقسم شرطة الوايلي بالعثور علي جثة لسيدة مجهولة بمقلب قمامة بقطعة ارض فضاء كائنة بشارع الشماع دائرة القسم. وبانتقال المقدم محمد الورداني رئيس مباحث قسم الوايلي عثر علي جثة لسيدة في العقد السابع من العمر ممتلئة البنية ترتدي جلباب نوم منزليا في حالة انتفاخ وتعفن رمي متقدم مع وجود جحوظ بالعينين وخروج اللسان من الفم داخل كيس بلاستيك اسود ملفوف بمشمع ومربوط من أعلي بحبل. وتبين من التحريات أن المجني عليهاتدعي خيرية عبد الفتاح76 سنة ربة منزل مالكة إحدي العقارات بشارع الشماع دائرة القسموالمحكوم عليها في قضيتين( تبديد, مبان) والمقضي فيهما بالحبس9 شهور. تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان عبدالعزيز خضر مدير إدارة المباحث الجنائية ومحمد الألفي رئيس مباحث قطاع الشمال باشره العقيد حمدي النهري مفتش مباحث فرقة الزيتون ضم ضباط مباحث الفرقة لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيه.. وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة كريمة المجني عليها فاتن احمد54 سنة ربة منزل ومقيمة بذات العنوان والمحكوم عليها في قضيتين تبديد, مبان والمقضي فيهما بالحبس سنة نجل الأوليأحمد فايز27 سنة حاصل علي بكالوريوس تجارة ومقيم بذات العنوان والمحكوم عليه في القضية رقم13760 لسنة2010 م جنح قصر النيلإتلاف والمقضي فيها بالحبس شهرا.. عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكن ضباط مباحث القسم من ضبطهما وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعةوأضافا بأنه بتاريخ14/ الجاري شعرت المجني عليها بإعياء شديد ولم يقوما بإسعافها مما أدي إلي وفاتها ونظرا لوجود نزاع قضائي بين المجني عليها وبعض قاطني العقار ملكها تتمثل في دعاوي طرد من الشقق سكنهماختمرت في ذهنهما فكرة التخلص من الجثة دون الإفصاح عن وفاتها وبدون اتخاذ الإجراءات الرسمية حتي يتمكنا من استكمال إجراءات دعاوي الطرد والاستفادة من الحكم بطريق الإرث وعليه قاما بلف الجثة علي النحو المشار إليه وقام المتهم الثاني بحملها وإلقائهما بمكان العثور بذات تاريخ الوفاة.. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.