لم يكن قرار مجلس إدارة نادي الزمالك بتشكيل لجنة للتعاقدات مع اللاعبين الجدد بقائمة الفريق الأول لكرة القدم المقرر انضمامهم للقلعة البيضاء خلال فترة الانتقالات الصيفية, أمرا وليد الصدفة أو من باب ترتيب الأوراق, بل كان بسبب الحرب المشتعلة داخل البيت الأبيض بين أكثر من جبهة تريد أن تنفرد بمفردها بإبرام الصفقات بحثا عن أشياء كثيرة منها الشو الإعلامي والنفوذ وكذا ما يدور في الكواليس بشأن الاتفاقيات المالية والعمولات. فإسماعيل يوسف رئيس قطاع كرة القدم يريد أن ينفرد من خلال أمير مرتضي نجل رئيس النادي بكافة الصفقات ومحمد حلمي المدير الفني الحالي يريد أن يدعم قواعد بقائه بمهمة المدير الفني للموسم القادم من خلال صفقات هو بالفعل يريدها بالفريق. ولعل ما شهدته الأيام الأخيرة من كثير من المشاكل بسبب تعاقد الزمالك مع عمرو طارق مدافع الجونة السابق والمحترف بصفوف فريق ريال بيتيس الإسباني والمعار لفريق كولمبوس كرو الأمريكي, دون الرجوع للجهاز الفني للفريق الأول حيث كان التفاوض عن طريق إسماعيل يوسف رئيس جهاز الكرة بالنادي وشريف إسلام مسئول التعاقدات وبمباركة أمير مرتضي نجل رئيس مجلس إدارة النادي. فهذا الثلاثي قام أيضا بالتفاوض مع أكثر من لاعب عن طريق الكافيه الشهير بميدان لبنان بالمهندسين والذي خصص قاعة مغلقة لديه بالدور الثاني لاستقبال اللاعبين ووكلاء اللاعبين للتفاوض معهم والحصول علي توقيعاتهم والتي كان آخرها شوقي السعيد مدافع الإسماعيلي, دون انتظار موافقة الجهاز الفني من عدمه. كما أن ما حدث مع رئيس النادي ينفي التفاوض تماما مع شوقي السعيد مدافع الإسماعيلي, وقيام الأخير بتكذيبه إعلاميا مؤكدا توقيعه للزمالك قبل أسابيع. هذه التصرفات أصابت أحمد مرتضي عضو مجلس إدارة نادي الزمالك بالاستياء, ونفس الأمر لدي الجهاز الفني بقيادة محمد حلمي والذي فوجئ بالتعاقد مع عمرو طارق دون علمه, وعندما طالب بتسجيل لمباريات اللاعب مع الفريق الإسباني ريال بيتيس أو مع فريقه الأمريكي المعار له كولمبوس كرو لم يجد لأن اللاعب لم يشارك في مباراة مع ريال بيتيس خلال الموسم الماضي, كما أنه شارك لدقائق معدودة مع الفريق الأمريكي وفي مباراة واحدة الموسم الحالي, ليضطر إسماعيل يوسف صاحب فكرة التعاقد مع اللاعب لتقديم تسجيلات للقاءات اللاعب مع الجونة في الموسم قبل الماضي, الموسم الذي هبط فيه الجونة لدوري القسم الثاني. ولعل ما دفع رئيس النادي الأبيض للإعلان عن لجنة للتعاقدات مع اللاعبين الجدد تضم الجهاز الفني للفريق الأول وخالد رفعت مدير التسويق بالنادي بالإضافة لأحمد مرتضي عضو المجلس, ما فوجئ به المجلس من سفر شريف إسلام إلي فرنسا لاتمام التعاقد مع عمرو طارق عن طريق وكيلته الإيطالية كريستينا شريكة هيثم عرابي مدير التسويق السابق بالنادي الأهلي بأحد أكبر مكاتب التسويق في أوروبا. سفر مدير التعاقدات بالنادي بتعليمات من أمير مرتضي ودون علم المجلس دفعت أحمد مرتضي للحديث معه تليفونيا ومطالبته بتقديم استقالته فور عودته من فرنسا لأنه لا يعمل لدي أمير وإنما يعمل لدي نادي الزمالك وسفره لأداء مهمة لابد وأن يكون بقرار من النادي, وعلي الفور قام شريف إسلام بالاتصال بأمير الذي طمأنه وأكد له استمراره في مهمته وأنه سوف ينهي الموضوع مع شقيقه أحمد. كما كان لاجتماع محمد حلمي المدير الفني لفريق الكرة مع رئيس النادي في وجود جمال عبد الحميد مدير الكرة سبب آخر في إصدار الأخير لقرار خاص بتشكيل لجنة للتعاقدات حيث أكد الثنائي أنه لا يعقل أن يكون قرار التفاوض مع لاعب أو أكثر يعود لفرد أو اثنين, أحدهم كان مديرا فنيا لفرق كثيرة بالدوري الممتاز أستطاع أن يكبدها الملايين في تعاقدات لم تحقق الهدف وأدت إلي هبوطها لدوري القسم الثاني, في إشارة لإسماعيل يوسف خلال تجربته مع الجونة وتجربته مع الإنتاج الحربي التي شابها الكثير من الأقاويل نظرا لقيام وكيل لاعبين واحد بتوفير اللاعبين للنادي وهو تامر النحاس في آخر موسم للفريق بالدوري الممتاز وقبل عودته من جديد في الموسم الحالي للدوري الممتاز مرة أخري.