البدايات الجميلة شيء والنهايات شيء آخر.. وليس كل بداية جميلة تنتهي نهاية أسطورية.. هناك نهايات درامية في الكثير من الأوقات. من تابع بداية المباراة كان يري فريقا يقدم كرة قدم هجومية لا يرحم منافسه يضغط في كل مكان ينوع هجماته يخترق من كل الزوايا ويسجل الهدف ويعززه بآخر.. الجميع اعتقد في استاد العباسية أن هاني رمزي المدير الفني للشرطة في طريقه لانتزاع فوز كبير وإحياء الأمل في المنافسة علي بطاقة الهروب من شبح الهبوط الي القسم الثاني وجر المقاولون العرب إلي اللعبة الخطرة من جديد. ولكن السحر انقلب علي الساحر.. وفرضت ظاهرة الغرور والتعالي نفسها علي لاعبي الشرطة فاستقبلت شباكهم هدفين وأدرك ذئاب الجبل التعادل. هذه الكلمات ترصد90 دقيقة هي مجمل أحداث لقاء الشرطة والمقاولون العرب التي أقيمت مساء أمس في ستاد العباسية. وبدأ فريق الشرطة الدقائق الأولي من المباراة بطريقة هجومية منظمة عن طريق الخطير صامويل أوسو الذي كاد أن يسجل في أكثر من مناسبة, إلا يقظة الحارس محمود أبو السعود في بعض الأحيان و خبرة محمد سمير ورامي عادل مدافعي ذئاب الجبل وقفت حائلا دون ذلك. وبعد وصلة من الهجمات المنظمة والأهداف الضائعة بين أقدام لاعبي الشرطة استطاع أحمد مصطفي شمامة نجم اللقاء في إحراز الهدف الأول من ضربة جزاء بعد أن مرر حسام عبد المنعم لاعب وسط الشرطة الكرة من الجانب الأيمن إلي النشيط محمد بسيوني الذي راوغ رامي عادل مدافع الذئاب إلي أن عرقله الأخير ليحتسب جهاد جريشة الحكم الدولي ضربة جزاء سجلها شمامة علي يسار محمود أبو السعود. لم يتغير الحال كثيرا بعد أن سجل اتحاد الشرطة الهدف الأول وظل لاعبو المقاولون غائبين نسبيا عن المباراة وظلت الكرة لأوقات طويلة بين أقدام لاعبي الشرطة والذين كادوا أن يسجلوا هدفا آخر عن طريق صامويل أوسو الذي أهدر فرصة سهلة بعد خطأ فادح من فتحي مبروك مدافع المقاولون إلا أن الإفريقي أخطأ في التصرف بالكرة. وفي الدقيقة43 وقبل نهاية الشوط الأول استطاع أحمد شمامة من تسجيل الهدف الثاني لفريقه بضربة رأسية متقنة بعد عرضية صلاح ريكو لاعب الوسط وسط مشاهدة لاعبي المقاولون لها لينتهي الشوط0/.2 وبعد مرور دقائق معدودة من بداية الشوط الثاني استطاع عمر جمال لاعب وسط المقاولون العرب تسجيل الهدف الأول لفريقه بعد تمريرة من علي رابو وضعته أمام مرمي عمر حسام ليضعها علي يمينه وتصبح النتيجة هدفين لهدف لصالح اتحاد الشرطة. وبعد تسجيل هدف المقاولون انقلبت موازين اللقاء بعد صحوة لاعبي المقاولون العرب الذين سيطروا علي معظم أوقات المباراة. وأدرك هاني رمزي المدير الفني لاتحاد الشرطة موقف فريقه الذي فقد السيطرة علي الكرة محاولا الحفاظ علي تقدمه بعد أن أشرك يحيي تراوري لاعب الوسط المدافع بدلا من أحمد مصطفي شمامة نجم اللقاء. انقلبت المباراة مرة أخري لتصبع بين أقدام لاعبي اتحاد الشرطة بعد طرد رامي عادل مدافع المقاولون بعد حصوله علي الإنذار الثاني وأشرك رمزي سريعا مهاجمه محمود أجوجو بدلا من صامويل أوسو لتنشيط الحالة الهجومية لفريقه ولم تختلف آخر دقائق الشوط الثاني كثيرا عن بدايته حيث سيطر لاعبو المقاولون مرة أخري علي الكرة لفترات طويلة مهددين مرمي اتحاد الشرطة أكثر من مرة حتي استطاع أحمد علي من تسجيل هدف التعادل لذئاب الجبل في الدقيقة قبل الأخيرة من عمر الوقت الضائع لينتهي اللقاء2/2... ويرتفع رصيد الشرطة إلي19 نقطة والمقاولون علي28 نقطة. محمد عودة: نقطة غالية أكد محمد عودة المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي المقاولون العرب أنه راض تمام عن نتيجة اللقاء التي أبعدته كثير عن دوامة الهبوط وأنه كان واثقا تماما من تحقيق نتيجة إيجابية حتي بعد طرد رامي عادل الذي وضع الفريق بأكمله في موقف لا يحسد عليه. وأشار عودة إلي أن نتيجة المباراة جاءت لصالح فريقه الذي استطاع ما يريده من اللقاء والذي كان يطمع في الفوز إلا أن جميع الظروف جاءت ضده سواء تأخر فريقه بهدفين أو استكمال المباراة بنقص عددي إلا أنه عالجه بالتغيرات التي حققت التعادل الثمين. هاني رمزي: حظنا سيئ أكد هاني رمزي المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي اتحاد الشرطة أن لاعبي فريقه أدوا أجمل مبارياتهم منذ توليه المسئولية وسيطروا علي الكرة معظم أوقات المباراة وكادوا أن يسجلوا أكثر من هدفين لولا الحظ السيئ وقف حائلا أمامهم. وأضاف رمزي أن نتيجة المباراة لم تكن عادلة فلاعبوه كانا الأنشط والأحسن والأجدر بالفوز بالثلاث نقاط للمنافسة مرة أخري علي البقاء لأن مباراة أمس مع المقاولون كانت ب6 نقاط بسبب تقارب الفريقين في جدول الترتيب والتعادل والخسارة بالنسبة لفريقه متساويان.