تمرد علي معيشته وبيئته الريفية ورفض مسعد تعلم حرفة أو صنعة تكون عوضا له عن التعليم بعد أن تهرب منه في مراحله المبكرة تضمن له مصدر دخل يستطيع من خلاله الإنفاق علي نفسه. عاش الفتي فترة صباه يتنقل بين الورش المنتشرة وسط قريته بلتان القابعة علي إحدي ضفتي بحر الرياح التوفيقي دون أن يتقن أيا منها يقضي يومه في العمل الذي كان يعتمد في أغلبه علي قوته البدنية. اعتاد الشاب العشريني مرافقة أصدقاء السوء يقضون ليلهم يتسكعون علي الطرقات تارة وبين الحدائق والحقول تارة أخري يتعاطون المواد المخدرة ويعودون لمنازلهم في الساعات الأولي من الصباح. سيطر الشيطان علي عقل مسعد بعد انغماسه مع رفقاء السوء وتعاطي المواد المخدرة ينظر لأحوالهم التي تبدلت بين يوم وليلة وانتفخت جيوبهم بالأموال يسترق السمع عن حكاويهم ففكر علي السير علي دربهم. قرر استغلال الطبيعة الجغرافية التي تحيط بمحل سكنه وقربها من طريق خط12 المعروف عنه خلوه من المارة إلا ما ندر وقبع في أحد جنباته منتظرا فريسته التي بمجرد أن تلمحها عيناه يهجم عليها مستقلا دراجة نارية شاهرا فرد خرطوش في وجهها ويستولي منها علي جميع متعلقاتها. تعددت وقائع السرقة بالمنطقة تكررت معها البلاغات وبدأ رجال المباحث ينشرون عناصرهم السرية والدوريات الأمنية التي جابت الطريق ذهابا وإيابا وأصبح معه اللص مقيد الحركة لا يهنأ بأية فريسة خاصة بعد رصده واتهامه في أكثر من واقعة. فكر اللص في تكوين عصابة تتخصص في سرقة رواد البنوك واستعان في تنفيذ مخططه بابن عمه يدعي إبراهيم يصغره بعشر سنوات وأحد أصدقائه يدعي محمد وعرض عليهم مخططه حيث رحبا بمجرد عرض الفكرة عليهم وتقاسموا الأدوار حيث اقتصر دور محمد علي رصد الفريسة داخل البنك حتي خروجها ثم يبدأ دورهما خارج البنك إذ يتتبعان الهدف بواسطة دراجة نارية ويقومان بالاستيلاء علي ما بحوزته ونفذ الجناة أكثر من واقعة أثارت الرعب في نفوس المواطنين. كان اللواء سعيد شلبي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية قد تلقي إخطارا من العميد إيهاب هاشم مأمور مركز طوخ يفيد بورود بلاغ من الملازم أول محمد محمود27 سنة ضابط بتعرضه للسرقة. وأضاف المجني عليه في البلاغ أنه أثناء خروجه من أحد البنوك فرع طوخ عقب صرفه مبلغ50 ألف جنيه قام بوضعها بحقيبة يد خاصة به فوجئ بشخصين يستقلان دراجة نارية قاما بخطف الحقيبة وبها المبلغ المالي ولاذا بالفرار. تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال, أشرف عليه اللواء أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية وتبين أن وراء الواقعة مسعد إبراهيم36 سنة عاطل ومقيم ببلتان. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات وإعداد مأمورية تم ضبطه وبصحبته نجل عمه إبراهيم السيد وشهرته إبراهيم كسح23 سنة عاطل. وبمواجهه المتهم اعترف بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع ابن عمه المضبوط بصحبته أثناء استقلالهما دراجة نارية وأقر بتكوينهما بصحبة ثالث يدعي محمد أشرف محمد كابو31 سنة.