في عقب استقلال بنجلاديش عن باكستان عام1971 واجهت البلاد ظروفا إقتصادية صعبة للغاية وضعتها ضمن الدول الأكثر فقرا والأعلي كثافة سكانية علي مستوي العالم وبعد مرور تلك السنوات منذ الاستقلال وحتي الآن يمكننا القول بأن بنجلاديش والتي ينقسم اسمها إلي مقطعين بنجلا وتعني البنغال ودش وتعني أرض وبالتالي فهي أرض البنغال تمكنت من تحقيق قفزات اقتصادية كبيرة في كافة المجالات وحققت معدل نمو العام الماضي بلغ7% مما رشحها أن تكون ضمن عدد من الاقتصاديات الدولية الأسرع نموا في العالم. ورغم وجود الكثير من العقبات الإقتصادية امام حكومة بنجلاديش الحالية برئاسة الشيخة حسينة مجيب الرحمن ابنة مؤسس الدولة الشيخ مجيب الرحمن والذي تعرض للاغتيال وجميع أفراد أسرته عام1975 في منزله بالعاصمة دكا و لم ينج سوي الشيخة حسينة و شقيقتها لسفرهما إلي ألمانيا إلا أن الخطوات الاصلاحية التي تم اتخاذها من قبل الحكومة أدت إلي تحقيق تقدم ملموس في مجالات عديدة وضعت الصناعة في بنجلاديش علي الخريطة العالمية حيث أصبحت البلاد مركزا لتصنيع كافة أنواع الملابس والتي تحمل العلامات التجارية الدولية و أيضا الملابس الرياضية بالإضافة إلي تفوق بنجلاديش في صناعة السفن وتصديرها والاستفادة منها في الأسواق المحلية حيث تتمتع البلاد بشواطيء ممتدة سواء علي خليج البنغال أو الأنهار التي تخترق المدن البنغالية. وخلال زيارتي لبنجلاديش بدعوة من وزارة الخارجية ضمن وفد إعلامي دولي ضم صحفيين من الهند والتي تربطها علاقات متميزة وتاريخية مع بنجلاديش و أستراليا و قطر والبحرين وسري لانكا والبوسنة تمكنت من رصد العديد من أوجه الحياة هناك حيث لا يمكن الحديث عن العاصمة دكا دون الحديث عن الزحام الشديد بها حيث يعيش20 مليون نسمة داخلها من بين160 مليون إجمالي عدد سكان البلاد وبالتالي فإن حركة السيارات تعد بطيئة للغاية في ظل وجود زحام شديد من قبل السيارات بأنواعها المختلفة وأيضا وجود وسيلة النقل التقليدية في بنجلاديش والتي يطلق عليها الركشة وهي عبارة عن وسيلة نقل بسيطة تشبه الدراجة ولكن بثلاث عجلات ويقوم بقيادتها أحد الشباب أو الرجال وتمثل تراثا تاريخيا للبلاد ولكنها في نفس الوقت تسهم في إعاقة حركة المرور بشكل واضح في شوارع العاصمة البنغالية. و لكن الجهود الرئيسية لحكومة الشيخة حسينة والتي تتولي رئاسة حزب رابطة عوامي الحاكم كما قال لي وزير الدولة للشئون الخارجية شهريار عالم خلال لقائي معه في مكتبه تتركز علي جلب السعادة للمواطنين من خلال تنفيذ استراتيجية متكاملة لتنمية وتطوير القدرات البشرية لدي الشباب والفتيات علي حد سواء في كافة المجالات وربط تلك القدرات والامكانيات بخطة التنمية الحكومية وبالتالي تحقيق أهداف التنمية ورفع مستوي المعيشة وخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين ومواجهة المشاكل والتحديات التي تسعي الحكومة للتغلب عليها. والمؤكد أن حديث وزير الإعلام البنغالي خلال لقائي معه رغم كونه ينتمي إلي حزب آخر ولكنه متحالف مع الحزب الحاكم يشير إلي التنمية التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية خاصة في قطاع التنمية البشرية حيث أعادت الشيخة حسينة تطوير الخدمات الإقتصادية للدولة ورفع كفاءة الخدمات بالكثير من القري والمدن علي حد سواء وبالتالي تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة واتاحة الفرصة امام القطاعات الاقتصادية المختلفة لخلق المزيد من فرص العمل ودعم التعاون مع الدول الأجنبية في المجال الاقتصادي بالإضافة إلي دعم دور وسائل الإعلام في المجتمع واتاحة الحرية الكاملة لاداء دورها في توعية المجتمع ومتابعة القضايا الجوهرية في الشارع البنغالي.