اعلنت الحكومة الليبية التي تدير غالبية المناطق الواقعة في شرق البلاد أمس رفضها تسليم السلطة إلي حكومة وفاق وطني مدعومة من الاممالمتحدة, محذرة المؤسسات الرسمية التابعة لها من التعامل مع هذه الحكومة. وياتي موقف الحكومة التي تتخذ من مدينة البيضاء( شرق) مقرا لها بعد يومين من موقف مماثل عبرت عنه الحكومة الموازية في العاصمة طرابلس التي تسيطر قواتها علي معظم مناطق الغرب ضمن تحالف مسلح تحت مسمي فجر ليبيا. وتخوض الحكومة في الشرق والحكومة الموازية في طرابلس نزاعا مسلحا علي الحكم منذ أكثر من عام ونصف قتل فيه الآلاف, تعمل الأممالمتحدة علي وضع حد له عبر توحيد السلطتين في حكومة الوفاق الوطني التي أعلن عن انطلاق عملها السبت الماضي. وولدت حكومة الوفاق بعد اعلان المجلس الرئاسي الليبي المنبثق عن اتفاق سلام وقعه سياسيون بصفتهم الشخصية في ديسمبر ويضم تسعة أعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة, عن نيلها الثقة استنادا الي بيان دعم للحكومة موقع من قبل100 نائب يمثلون غالبية اعضاء البرلمان المعترف به دوليا(198 نائبا) ومقره طبرق في شرق ليبيا. ورغم ان الحكومة التي تضم18 وزيرا لم تحصل علي الثقة تحت قبة البرلمان بسبب العجز عن تحقيق النصاب القانوني لجلسات التصويت علي مدي أسابيع, إلا أن المجلس الرئاسي اعتبر ان حكومة الوفاق اصبحت السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا استنادا الي تاييد النواب المئة لها, داعيا الحكومتين الأخريين الي تسليمها الحكم. وقالت الحكومة في الشرق التي كانت تحظي حتي وقت قريب باعتراف دولي في بيان نشرته أمس علي صفحتها في موقع فيسبوك انها تحذر المجتمع الدولي من ان الخطوات التي تجريها بعض الاطراف الدولية من فرض هذه الحكومة من شأنه ان يفاقم الازمة ويزيد من حالة الانقسام. وحذرت في موازاة ذلك كل الجهات التابعة لها داخليا وخارجيا من التعامل مع الحكومة الجديدة الا بعد منحها الثقة داخل مقر مجلس النواب. وياتي رفض السلطتين المتنازعتين علي الحكم لحكومة الوفاق رغم الدعم الدولي الذي بدأت تتمتع به هذه الحكومة التي لم يتضح بعد كيفية ممارستها لاعمالها في ظل استحالة انتقالها الي طرابلس, او الي الشرق الليبي, وفي وقت يقيم رئيسها فايز السراج في تونس. وكان رئيس بعثة الاممالمتحدة الي ليبيا مارتن كوبلر دعا بعيد اعلان المجلس الرئاسي عن انطلاق عمل حكومة الوفاق البدء بالتسليم السلمي والمنظم للسلطة لحكومة الوفاق. ومن جانبها حذرت ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي وزراء خارجية الاتحاد من أن نحو نصف مليون نازح داخل ليبيا قد يهاجرون إلي أوروبا قائلة إن بروكسل تدرس أيضا إرسال بعثة أمنية مدنية إلي ليبيا. وكتبت فيديريكا موجيريني في خطاب بتاريخ12 مارس أطلعت عليه رويتر: هناك ما يزيد علي450 ألف من النازحين واللاجئين في ليبيا ربما يكونون مرشحين محتملين للهجرة إلي أوروبا. وقالت موجيريني إن التخطيط جار لتشكيل بعثة لإعادة بناء الشرطة الليبية وللتصدي للإرهاب وعمليات إدارة الحدود بالتعاون مع الأممالمتحدة.